أوصى مؤتمر لمحاربة “,”الغلو في الدين“,” الذي استضافته العاصمة الصوماليةمقديشيو على مدار خمسة ايام الحكومة الصومالية بوضع خارطة طريق عامة تعيد الأمن لجميع المؤسسات الحكومية والمرافق العامة التي تخدم المجتمع . وطالب المؤتمر في جلسته الختامية أمس الاربعاء باتباع سياسة سلمية تساهم في محو التطرف الديني، وكسب ثقة الشعب لمحاربة التطرف وتعزيز القوات الصومالية والأجهزة الأمنية وإعطائها أوامر لتحسين التعامل مع أفراد المجتمع، وعدم استخدام القوة الحكومية بشكل سلبي، بسحب البيان الختامي للمؤتمر . وعقد المؤتمر بدعوة من الحكومة الصومالية لبحث التطرف الديني وأفكار حركة “,”الشباب المجاهدين“,” المرتبطة بتنظيم القاعدة، ونظمته هيئة علماء الصومال برعاية الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود . وناقش المشاركون في المؤتمر وعلى مدى خمسة أيام مواضع مهمة أبرزها الأسباب التي تؤدي إلى الغلو في الدين والطرق المناسبة لعلاجه إلى جانب مواضيع أمنية وسياسية واقتصادية . ودعا المؤتمر الحكومة الصومالية لمحاربة ظاهرة البطالة المتفشية في صفوف الشباب، وتشكيل قضاء نزيه وعادل، وتوفير الحماية لللازمة للمرأة والطفل ، وتطبيق الشريعة الإسلامية تنفيذا لقرار البرلمان الصومالي عام 2009، وإنشاء مراكز لتأهيل الأعضاء المنشقين من حركة “,”الشباب المجاهدين“,” الصومالية، بسحب البيان الختامي . وتأسست حركة “,”الشباب“,” الصومالية عام 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وكانت الذراع العسكرية ل“,”اتحاد المحاكم الإسلامية“,” التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة، قبل أن تنشق عن “,”المحاكم“,” بعد انضمام الاتحاد إلى ما يعرف ب“,”تحالف المعارضة الصومالية “,”. وأصدر علماء الصومال المشاركون في المؤتمر حكما شرعيا بشأن حركة الشباب اعتبرتها “,” فئة ضالة تسعى إلى تضليل الشعب الصومالي، وأفكارها خطيرة على الدين الإسلامي ووجود الشعب الصومالي “,”. وأكد علماء الصومال أنه لا يجوز تكفير الحكومة الصومالية وأنها حكومة مسلمة، وطالبت الحكومة بإنقاذ الشعب منها ودعت الشعب لمعاونة الحكومة في محاربة تلك الجماعة، بحسب البيان الختامي . وشارك في الجلسة الختامية مسؤولون حكوميون من بينهم رئيس الوزراء الصومالي عبدي فارح شردون ووزير الداخلية والأمن القومي عبدالكريم حسين جوليد ووزير الدفاع عبدالحكيم حاج فقي ووزير العدل محمد ابين نور . وشدد شردون رئيس الوزراء الصومالي في كلمته أمام الجلسة الختامية على ضرورة الالتزام بالتوصيات التي اصدرها المؤتمر لمضي قدما نحو محاربة الفكر التكفيري . ولم يصدر أي تعليق حتى الان من قبل حركة الشباب المجاهدين التي قتلت عشرين صوماليا في هجمات انتحارية السبت الماضي، يوم افتتاح مؤتمر محاربة الغلو في الدين . كما أن الحركة، أعدمت اليوم، بالتزامن مع ختام المؤتمر، رجلا وسط البلاد بتهمة التجسس، وبترت طرفي رجل آخر بتهمة السرقة .