المملكة تستعد لشراء أسلحة من موسكو.. وتطمينات لمجلس التعاون من «النووى الإيراني».. ومجلة أمريكية: القاهرة لا تثق في طهران بدأت روسيا تحركات مكثفة لاستعادة دورها الفاعل فى الشرق الأوسط، وحضر وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف اجتماعات وزير الخارجية الأمريكى «جون كيري» مع وزراء خارجية دول الخليج. ووفقا لموقع وزارة الخارجية الروسية فقد أجرى لافروف مباحثات مغلقة مع نظيره السعودى «عادل الجبير»، لمناقشة الملف النووى الإيراني، وما يمكن أن تقدمه موسكو من تطمينات لدول مجلس التعاون فى هذا الصدد، بعد اهتزاز ثقتها فى الولاياتالمتحدة. وتضمن اللقاء مفاوضات جدية حول الملف السورى وتطورات الأوضاع على الأرض، والموقف من نظام بشار الأسد، وإمكانية استمراره فى حكم البلاد. وأكدت مصادر دبلوماسية روسية أن لافروف ومسئولين بالخارجية الروسية عقدوا اجتماعات مكثفة مع خليجيين وأمريكيين خلال الفترة الماضية، وأنهم لمسوا تحولا فى موقف بعض الدول من نظام بشار الأسد، وأن الأيام القادمة قد تشهد تحولا كبيرا للأوضاع فى سوريا، خاصة بعد زيارة «على المملوك» وزير المخابرات السورية إلى الرياض سرا، خلال الأسابيع الماضية، بوساطة روسية. وكشفت مصادر دبلوماسية روسية عن أن لافروف ركز فى مفاوضاته مع الجبير على تشكيل تحالف دولى إقليمي، يضم نظام الأسد ودول المنطقة لمواجهة مخاطر تنظيم «داعش» وتنامى الإرهاب. وأضافت أن نظام الأسد أعلن تأييده لهذه المبادرة التى تحظى بدعم سعودى – أمريكي، ما يستوجب وضع آليات لتنفيذها فى أرض الواقع. وتطرقت المباحثات بين لافروف والجبير إلى تقديم روسيا ضمانات عسكرية للخليج ضد أى تهديد عسكرى محتمل مستقبلا من إيران، وتقديم كل الإمكانيات العسكرية الروسية لدول الخليج للحفاظ على أمنها ووجودها، فضلا عن الحصول على ضمانات قوية من إيران بعدم التفكير مطلقا فى تهديد المصالح الخليجية. وكانت تقارير روسية قد تحدث عن توجه سعودى لشراء أسلحة روسية، تشمل أنظمة صاروخية هجومية من نظام إسكندر. ويؤكد خبراء روس أن تحركات موسكو تأتى نتيجة سيطرة القلق فى موسكو من عودة نشاط الجماعات المتشددة فى شمال القوقاز وبقية الأقاليم الروسية، وبعد أن وصلت أعداد المنضمين إلى داعش – بحسب بيانات جهاز الأمن الفيدرالى الروسي- إلى نحو 2000 مواطن غادروا إلى سوريا والعراق ليصبحوا جنودًا فى تنظيم داعش. وكشف الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، أن داعش أرسل خبراء لتدريب مقاتلى الجماعات المعارضة المتشددة، ويتم إرسال أموال ضخمة لتمويل الجماعات المسلحة فى الشيشان. وفى سياق آخر نقلت مجلة «ناشيونال إنتريست» الأمريكية، عن المحلل السياسى أورين كيسلر، نائب مدير الأبحاث فى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، أن مصر والسعودية هما الركيزة الأساسية للحد من انتشار النفوذ الإيرانى فى المنطقة، خاصة أن المنطقة تقاسمت التهديدات المباشرة، التى تمثلت فى دعم طهران للجماعات الشيعية، وإمدادهم بالأسلحة لزعزعة الاستقرار فى المنطقة. ورأت المجلة أن القلق المصرى بشأن الصفقة النووية يمتد إلى أبعد من ذلك، إذ هناك خلاف واسع بين البلدين، خاصة منذ عام 1979، ومع دعم طهران لقاتل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وإطلاق اسمه على أحد الشوارع، توسع الخلاف. ولم تتحسن العلاقات بين القاهرةوطهران لعدة عقود، ولم تكن هناك أى علاقات دبلوماسية، خاصة أن القادة المصريين ينظرون لنظرائهم الإيرانيين بأنهم كاذبون من العيار الثقيل، وربما كان نظام الإخوان هو من قام بفتح العلاقات مع إيران من جديد فى عهد الرئيس المعزول، محمد مرسى، وكانت إيران متعاطفة مع نظام «مرسي»، فرأى «الملالي» أن «مرسي» وجماعة الإخوان حليف محتمل، وشهدت ولاية المعزول الزيارة الأولى لرئيس مصرى إلى طهران منذ عقود. وأضافت المجلة أن 85٪ من المصريين يرون أن إيران لها تأثير سلبى على العالم وعلى القضايا الساخنة الدائرة فى المجتمع الدولى، ووفقًا للتقرير فإن الإيرانيين بالنسبة للمصريين هم مجموعة من «النصابين، والكاذبين، والغشاشين».