كيري ولافروف يبحثان مع وزارء الخليج استراتيجية جديدة لمحاربة «داعش» بمشاركة الأسد كتب - محمد عطية وسلافة قنديل سعيًا لإقناعهم بمنافع الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب وطمأنتهم، ومناقشة التحالف ضد تنظيم داعش، بدأ اليوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات مع دول خليجية في قطر التي سافر إليها بعد مغادرته القاهرة في إطار جولة له بالمنطقة تنتهي في ال 8 من أغسطس الجاري. ترقب خليجي روسي وكان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي قد استبقوا زيارة كيري للدوحة، باجتماع تنسيقي، وهي الزيارة التي تزامنت مع أخرى يقوم بها نظيره الروسي سيرجي لافروف للعاصمة القطرية والذي سيلتقي كيري هو الآخر، وقال لافروف في بيان له إن زيارته "ستناقش الأزمة في ليبيا واليمن والأمن والاستقرار بمنطقة الخليج". ووفقًا للخارجية الأمريكية فإن "كيري يلتقي بالدوحة، نظرائه بدول مجلس التعاون الخليجي، لتهدئة مخاوفهم الناتجة عن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 14 يوليو في فيينا، كما سيعقد اجتماعًا ثلاثيًا مع نظيريه الروسي سيرجي لافروف، والسعودي عادل الجبير لبحث النزاعين في سوريا واليمن". ويعد الاجتماع الخليجي الأمريكي متابعة لقمة كامب ديفيد التي استضاف فيها رئيس الولاياتالمتحدة أوباما زعماء الدول الخليجية في مايو الماضي، وعبَر لهم عن التزام بلاده الراسخ بمواجهة التهديدات الخارجية لأمنهم، وكان كيري قد أعلن في مؤتمر صحفي بالقاهرة أن "إيران ضالعة في أنشطة تزعزع الاستقرار بالمنطقة، لذلك من المهم جدًا ضمان بقاء برنامجها النووي سلميًا بالكامل"، وكالة الأنباء القطرية الرسمية قالت إن "الاجتماع التنسيقي في الدوحة ترأسه وزير الخارجية القطري خالد العطية، بمشاركة عبد اللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية". بينما قالت وكالة الأنباء السعودية إن "الاجتماع يأتي في ضوء الثقل الذي باتت تشكله منظومة دول مجلس التعاون الخليجي في العالم بوصفها من أكثر المنظومات الإقليمية تماسكًا، فضلًا عن تفاعلها وتأثيرها في السياسة الإقليمية والدولية"، لافتة إلى أن "أهمية اجتماع الدوحة مع كيري، تكمن في النتائج التي يتوقع أن تتمخض عنه، حيث ينتظر أن يطرح وزراء خارجية دول الخليج العربي رؤيتهم وموقفهم حول الملفات المطروحة". وفي طهران، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "الاتفاق النووي مع القوى الكبرى سيخلق مناخًا جديدًا لتسوية الأزمات الإقليمية مثل اليمن وسوريا"، مضيفًا في خطاب متلفز "سنشدد على مبادئنا في المنطقة، إلا أنه من المؤكد تمامًا أن الاتفاق النووي سيخلق مناخًا جديدًا لتسويات سياسية أكثر سرعة للأزمات في المنطقة"، وشددا على أن "الحل في النهاية سيكون سياسيًا في اليمن، وفي سوريا أيضًا الحل سيكون سياسيًا في النهاية، فإن الإجواء ستكون أفضل قليلًا للتحركات التي سنقوم بها، كما سنحافظ على مبادئنا". مبادرة أمريكية روسية هذا ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر خيلجية، أن "وزراء خارجية الخليج سيطالبون وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتقديم توضيحات حول الاتفاق النووي الإيراني وضمانات حول عدم تهديد طهران لجيرانها وعدم تدخلها في الشؤون الداخلية العربية والخليجية والحيلولة دون امتلاك طهران السلاح النووي وتشديد آلية الرقابة على منشآتها النووية"، موضحة أن "الاجتماع سيناقش بالتفصيل تطورات الأزمة اليمنية والنجاحات التي حققها التحالف العربي في اليمن وتحرير عدن من أيدي ميليشيات الحوثي وصالح". وتحت عنوان "هواجس الخليج.. وتطمينات كيري"، قالت "عكاظ" في افتتاحيتها إن "لقاء كيري مع وزراء التعاون الخليجي يكتسب أهمية قصوى كونه الأول له مع صناع القرار في المؤسسة السياسية الخليجية بعد الاتفاق النووي الإيراني مع القوى الكبرى، لبحث تداعيات هذا الاتفاق على مستقبل المنطقة"، مضيفة أن "لقاء الدوحة سيكون فرصة للاستماع من كيري حول الاتفاق ومضامينه ومدى التزام طهران بآلية المراقبة الدولية لمنشآتها النووية، وما نأمله أن يتمكن كيري من إعطاء الصورة الحقيقية للاتفاق وضمان عدم تهديد طهران لجيرانها". ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" الدولية عن مصادر مطلعة أن "الروس يعتزمون طرح تعاون خليجي لحل الأزمة السورية اعتمادًا على آلية مؤتمر (جنيف 1)، باعتبار العودة لهذه الآلية تمثل أحد المخارج للأزمة، مضيفة أن "موسكو تلمح إلى أنها تسعى لإقناع الدول ذات العلاقة بالأزمة السورية، بتبني العمل بآلية تعطي الأولوية في الحرب على تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الناشطة في سوريا، عوضًا عن المساعي الحثيثة لإسقاط الرئيس السوري". وكشفت مصادر دبلوماسية روسية أن المبادرة الجديدة ستتضمن تشكيل التحالف الدولي الإقليمي، يضم نظام الأسد ودول من المنطقة، لمواجهة مخاطر تنظيم داعش الإرهابي. وأشارت المصادر إلى أن تلك المبادرة تحظى بدعم سعودي أمريكي، ولكن الأزمة في وجود الأسد بالتحالف، وهو ما سيناقشه الأطراف الثلاثة حتى تدخل المبادرة في حيز التنفيذ. كما أشارت إلى أن هناك مبادرة خليجية أخرى بتشكيل حلف خليجي لضمان أمن الخليج لتبديد المخاوف بشأن إيران، كما أن الدعم الروسي للحلف يأتي بسبب قلق موسكو من عودة نشاط الجماعات المتشددة والمتطرفة في شمال القوقاز وباقي الأقاليم الروسية، حيث انضم عدد ليس بالقليل من تلك المناطق إلى داعش، ما سينقل خطر التنظيم إلى الحدود الجنوبية الروسية. روسيا تتخلى عن الأسد وكشفت مصادر فلسطينية اليوم الاثنين، أن خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في العاصمة القطريةالدوحة، مضيفة في تصريحات خاصة لوكالة "خبر" الفلسطينية أن "اللقاء ناقش مجمل الأوضاع بالمنطقة وقضايا الشأن الفلسطيني". وعلى هامش الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي قال خالد العطية، وزير الخارجية القطري، إن "دول الخليج تهدف إلى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة بمساعدة الولاياتالمتحدة". بدورها نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن مصادر روسية قولها إن "وزير خارجية موسكو سيرجي لافروف الذي يزور الدوحة أيضًا، سيلتقي أحمد معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة، كما سيعقد محادثات مع نظرائه من عمان والكويت"، مضيفة أن "موسكو تنظر لقطر كأحد الشركاء القياديين في منطقة الخليج". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد صرَح بأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يتجه إلى "التخلي عن بشار الأسد"، مضيفًا أن بوتين "لم يعد يشاطر الرأي القائل بأن بلاده ستقف إلى جانب سوريا حتى النهاية، وأعتقد أنه يتجه إلى التخلي عن الأسد". الحليف الإيراني "حليفه الإيراني الجديد"، هذا ما وصفت به وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية العلاقة التي تربط الولاياتالمتحدة حاليًا مع طهران، وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" يخوض حاليًا معركة إقناع الخليج بضرورة التعاون وعدم الخوف من إيران، بسبب اتفاق النووي الجديد. وقالت الوكالة الأمريكية "إن كيري سيسعى لإقناع الخليج عند زيارته لقطر ولقائه بوزراء خارجية الخليج بمنافع الاتفاق النووي مع طهران، الذي أبرم الشهر الماضي". وأشارت إلى أن مخاوف الخليج ربما تكون أكبر من محاولات كيري، خاصة وأنهم باتوا يخشون بصورة كبيرة من استفادة إيران من الاتفاق لتصبح قوى إقليمية تهدد وجود الممالك الخليجية. وتحدثت عن الاجتماع الثلاثي الذي سيجمع كيري بوزيري خارجية روسيا والسعودية "سيرجي لافروف" و"عادل الجبير"، وقالت إنه "غير عادي" وسيكون محوره الرئيسي موقف إيران من الأزمة السورية وكيفية تحييدها من أجل إيجاد حل للأزمة ودور الدول الثلاثة في محاربة داعش. أما وكالة رويترز فأوضحت "أن الاجتماع الثلاثي غير المسبوق منذ فترة طويلة، يؤكد على مدى توتر الأوضاع في المنطقة". ولفتت الوكالة إلى أن اللقاء سيركز بصورة كبيرة على الحرب في سوريا، والتي باتت أمريكا تسعى لحسمها سريعًا في الفترة المقبلة لتتفرغ لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية وأبرزها داعش. وتابعت الوكالة "إن لقاء كيري بزعماء الخليج سيسير على نفس درب لقاء أوباما بهم في كامب ديفيد مايو الماضي، والذي قدم الرئيس الأمريكي لهم معاهدة دفاع رسمية عن الدول الخليجية من أي تهديد خارجي، ولكن "رويترز" نقلت من مصادر رسمية لها "أن الخليج سيشترط تعاون عسكري أكبر من أمريكا مع دول الخليج، مثل أن تطلب تزويد دول الخليج بأنظمة دفاع صاروخية باليستية أو نظم حديثة في الأمن الإلكتروني والأمن البحري. النفوذ المفقودة وفي مقال له على شبكة بلومبرج الأمريكية، قال نواه فيلدمان أستاذ القانون الدولي والدستوري بجامعة هارفارد إنه بعيدًا عن انتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك الدعم الأمريكي قصير الأجل للديمقراطية في مصر الذي انتهى تمامًا، فإن ما يثير القلق بشأن "تملق الولاياتالمتحدة لمصر هو أنه يقضي على النفوذ الأمريكي لتحقيق أهداف الأمن الإقليمي، مثل إنشاء ائتلاف سني مستقر لهزيمة تنظيم داعش". الكاتب الأمريكي تسائل "لماذا يجب أن ينفذ السيسي ما تطلبه واشنطن إذا كانت مشغولة في إثبات أن العلاقات قوية بالفعل؟". بداية من المصالح الاستراتيجية العميقة، بالنسبة لمصر، فإن العلاقة مع الولاياتالمتحدة لها أهداف واضحة، موضحًا أن مصر تريد المساعدات العسكرية، التي تم استئنافها هذا العام، فإن الجيش المصري ليس فقط أقوى مؤسسة في المجتمع المصري، لكنه المؤسسة القوية الوحيدة الباقية. "فيلدمان" قال "إن اتفاقية كامب ديفيد لا تتطلب أي ضغوط أمريكية على مصر لتجنب القتال ضد إسرائيل، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لديهما الآن عدو مشترك هو جماعة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها حركة حماس". واعتبر أن الأمل الأول لدى السيسي هو أن تتوقف الولاياتالمتحدة عن فرض العقوبات على بلاده، وكذلك تقليل الحديث عن حقوق الإنسان. وبشأن ما تريده واشنطن من مصر، نوه الكاتب الأمريكي، إلى أن الأهم هو الأمن القومي واستعادة قدر من الاستقرار، موضحًا أن مصر يمكنها تحقيق هذا الهدف عن طريق استقرار النظام. "السيسي يراهن على أن الاعتقالات والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام ستحقق هذا الهدف، وإذا كان هذا صحيحًا، فإن الولاياتالمتحدة يجب عليها ألا تقدم أي تنازلات للرئيس السيسي لتشجعه على جعل مصر مستقرة، لأن الاستقرار هو بالفعل في صالحه هو". وأكد "فيلدمان" على أن مصر يمكن أن تأخذ دورًا قياديًا في المساعدة على تحقيق الاستقرار في ليبيا المضطربة، إلا أن السيسي يريد أن يتجنب المستنقع الليبي "لأنه ليس لديه تصور واضح عن كيفية فرض النظام هناك". وأضاف فيلدمان "فإذا كانت الولاياتالمتحدة تريد لمصر أن تتحرك، حتى بإرسال قوات لحفظ السلام، لا بد لها من النفوذ للقيام بذلك، الآن بعدما أظهرت واشنطن أنها تريد تمويل السيسي، وأنها حريصة على إقامة علاقات أوثق، فإنها تفقد هذا النفوذ". وتحدث الكاتب الأمريكي عن ما هو أبعد من ذلك، قائلًا "الولاياتالمتحدة لديها مصالح للأمن القومي أكثر إلحاحًا وهي هزيمة داعش، السعودية لن ترسل جيشًا من تلقاء نفسها ضد التنظيم، لكنها يمكن أن تلعب دور الممول، فإنها تحتاج إلى جنود من أماكن أخرى للقتال نيابة عنها، وهذه القوات قد تكون مصرية". وأوضح "من المتوقع أن تشارك مصر في القتال داعش إذا كان لديها دافع خارجي القوي للقيام بذلك، والمال لن يكون كافيًا، لكن استحسان الولاياتالمتحدة والدعم قد يكون جيدًا". واختتم مقاله بالقول "يمكن لإدارة باراك أوباما القول "إن التقرب من السيسي سيخلق ثقة متبادلة ويشجع على التعاون في المستقبل، لكن هذا ليس صحيح، السيسي يعرف جيدًا أن إدارة أوباما عملت مع حكومة الإخوان المسلمين بنجاح، وأن الأمريكيين غاضبين من الانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان".