رصدت مجلة الإيكونوميست البريطانية إجبار الدواعش لمئات الأكراد على مغادرة دولة خلافتهم المزعومة. وقالت - في تقرير على موقعها الإلكتروني- إن عملية الطرد بدأت بعد إحراز المقاتلين الأكراد انتصارات عسكرية مؤخرا، منها استعادة السيطرة على مدينة تل أبيض الاستراتيجية الحدودية مع تركيا. وأضافت أن هذا النجاح العسكري دفع الدواعش إلى اتهام المدنيين الأكراد ممن يعيشون في عاصمتهم المزعومة "الرقة"، بالتجسس وجمْع المعلومات لصالح "وحدات الحماية الكردية" الميليشيا التي باتت المنافس الأكثر نجاحا لداعش في سوريا. وقالت عائلة كردية للإيكونوميست إن الدواعش أمهلوا جميع الأكراد 72 ساعة حتى يغادروا جميعا على أن يُسلموا مفاتيح منازلهم إلى الدواعش، مهددين بأن من يرفض المغادرة فسيواجه الموت نسْفا في سيارات مفخخة بمنطقة "تدمر" الأثرية التي استولى عليها الدواعش في مايو الماضي وباتت مسرحا لعمليات الإعدام الجماعية، حيث شهدت مؤخرا عملية إعدام 25 عسكريًا سوريًا نظاميًا على أيدي أطفال جنّدهم التنظيم الإرهابي. وتم توزيع المنشورات في الأحياء الكردية بمدينة الرقة، تحمل وعيدا لكل من سيبقى في المدينة من الأكراد بالمحاكمة بموجب الشريعة، على أن بعض الأكراد سيُمنحون إذنا بالبقاء لكن شريطة أن يتعهدوا بالولاء لداعش. ويؤكد أحد هؤلاء الأكراد، شارطا عدم ذكر اسمه، أن مطاردة الدواعش لهم لم تكن بسبب الاختلاف الطائفي -فهؤلاء ينتمون للمذهب السُني أيضا شأنهم في ذلك شأن الدواعش- ولكن الأصل العرقي للأكراد هو ما دفع الدواعش إلى الشك فيهم.