مشكلة انقطاع المياه في القري والمدن قديمة قدم عجز المسئولين أمام حلها بشكل جذري، بعيدًا عن تعليق الأخطاء على شماعات الفشل، ولكن وحين تتزامن هذه الأزمة مع حالة الطقس المميتة والارتفاع الشديد في درجات الحرارة ولمدة 4 أيام متواصلة وبشكل شهري منتظم يضاهي في دقته عقارب الساعة، هنا لابد من وقفة، حيث تتعرض قرية "السلامونى "مركز اخميم محافظة سوهاج، لكارثة انقطاع المياه في كل شهر ما يزيد على 3 أيام بشكل متكرر، مما يتسبب في معاناة حقيقية لأهالي القرية اللاهثون خلف شربة الماء في ظل تراخي ولامبالاة من قبل من بيدهم القرار، الذين طالبوا وبشكل غير مسبوق، السكان الموتي عطشا بتوفير مياه "الاستحمام "والشرب "الزائد" تجنبا لاختفاء الماء، بدلا من أن يطلب من كبار المسئولين إلغاء حمامات السباحة وملاعب الجولف، فكر عقيم لبقايا دولة عميقة مازال يسيطر رغم اتجاهات الدولة لتحسين الظروف المعيشية والارتقاء بالفرد والمجتمع. رغم تكرار الشكاوى والاستغاثات التي تقدم بها أهالي القرية للمسئولين إلا إنها لم تلقى اهتماما من جانب المحافظة أو الحي، لذا وجه بعضهم أقلامه المصحوبة بالصور التي تنذر بقدوم كارثة إنسانية من الممكن أن يروح ضحيتها الكثير من الأبرياء العطشى، على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". علاء أبو العربي، من سكان القرية، يقول: المشكلة لم تعد تطاق، ففي كل شهر يتكرر انقطاع الماء، ليس لساعات وإنما لأيام نكون فيها تذوقنا كل ألوان العذاب خاصة مع موجة الحر التي لا يتحملها بشر موجها سؤاله للمسئولين: هل يحتمل أو يقبل أحد منكم العطش على كلبه أو قطته، بالطبع لا إذن عاملونا كما تتعاملوا مع حيواناتكم. وأضاف أبو العربي: "إحنا أرواح لبني آدمين سيسأل عنا وعن أطفالنا اللي ماتوا من العطش والحر، أصحاب الكرافتات، متابعا: كل شهر نصرخ ونستغيث وفي نهاية الأمر يتم إرسال عربة مياه يتقاتل عليها اهل القرية وتشب من أجلها المجازر، بعد أن تنفذ مياهها قبل أن تلبي نصف احتياجات القرية، وهو حل مؤقت لا يعبر إلا عن عجز المسئولين عن حل المشكلة من أساسها والاكتفاء بالمسكنات المؤقتة، فإلي متي نظل" نشحت" نقطة الماء والمحافظين ورؤساء الأحياء على قلوبهم مراوح. وعن الطرق البديلة التي يلجأ اليها أهالي القرية أوضح الحج رفعت، انهم يقومون بجلب الماء من قرى تبعد عنهم بكيلو مترات وهي مشقة بالغة عليهم لا يتحملها الاصحاء فما بال المسئولين بالنساء والكبار العجزة، الذين ارهقهم السن والمرض مقسما: يمين بالله بنشتري مية ربنا بالفلوس واحنا على باب الله، ما إحنا لو انتظرنا عربية المحافظة ولادنا وصغارنا هيموتوا ويزرقوا اماما عيونا. فيما أكد ممدوح عيد عضو حزب الوفد والعضو العامل في منظمة حقوق الإنسان، أن هناك تواطؤا وعلامات استفهام غير مبررة من جانب المسئولين بالمحافظة، والدليل أن هناك إجراءات اتخذت من جانب الدولة وقرارات أصدرت بتوفير خط مياه قطره 12 بوصة لتوصيل المياه إلى قرية السلاموني تداركا للأزمة، وبعد ضخ الأموال والصرف إلا أنه لم المشروع لم يستكمل وهو ما يعني أن هناك إهدارا للمال العام وهو أيضا ما يستوجب فتح تحقيقات ومحاسبة المقصر. وطالب عضو حزب الوفد بسرعة تدخل رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وتشكيل لجنة من القاهرة لبحث كارثة انقطاع المياه في القرية المغضوب عليها " قبل أن تحدث خسائر في الأرواح بمجتمع صعيدي قبلي لو نفد صبره سيصاب بالسعار على كل من تعدى على حقه في الحياة "على حد تعبيره". ومن حديث العطشي إلى تصريحات المسئولون حيث نفي اللواء محمود نافع، رئيس الشركة القابضة للمياه بسوهاج، وجود اية مشكلات متعلقة بالماء في القرية، في بادئ الأمر، ثم برر بعد ذلك أسباب كارثة انقطاع المياه المتكررة شهريا، بأنها عرض طبيعي ناتج عن استهلاك أهالي لقرية للمياه في " الاستحمام" والشرب "الزائد "في ايام الحر،مطالبا البسطاء من الفلاحين بتوفير هذه المياه !.