استعاد ميناء عدن، جنوبي اليمن، منذ أيام قلائل جزءًا من عافيته ونشاطه، بعد إعلان الحكومة اليمنية تحرير المدينة من مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح. وكان الميناء تعرض، منذ أبريل الماضي لتوقف قسري، فرضته الحرب والأعمال المسلحة الدائرة هناك، وبداية دخول الحوثيين إلى عدن. ووفق موظفين فيه، فقد توقف الميناء تمامًا عن العمل بعد دخول المسلحين الحوثيين مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، وتعرضت المؤسسات الحيوية بما فيها المطار والميناء، لدمار هائل في البنية التحتية بسبب المواجهات المسلحة التي جرت في محيطها بين المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسلحي الحوثي وصالح. وأواخر يونيو الماضي قصف الحوثيون ميناء الزيت بعدن ما أدى إلى نشوب حريق هائل في خزانات الوقود، وبلغ إجمالي الخسائر جراء ذلك بنحو 143 مليون لتر من النفط، بحسب تقرير حكومي يمني. وقال مسئول في مؤسسة موانئ خليج عدن، فضل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث للإعلام لصحيفة واشنطن بوست، إن ميناء عدن تضرر كثيرًا بفعل الحرب التي امتدت لأشهر في المدينة، ويحتاج إلى صيانة كبيرة ليكون جاهزًا لاستقبال المزيد من السفن، لافتًا إلى أن هناك فريق متخصص في الميناء مهمته معاينة الأضرار والخسائر التي لحقت به، والعمل على إصلاحها على وجه السرعة، وقد بدأ ذلك فعلًا. المسئول قال إن الميناء سيلعب دورا محوريًا في ايصال المساعدات الغذائية والعسكرية لكل انحاء اليمن، وذلك مرتبط بإعادة تأهيله، وإصلاح الضرر على وجه السرعة، إضافة إلى ضرورة أن يصبح الميناء جزءًا من المنطقة الآمنة التي تسعى القوات الشرعية والمقاومة إلى تحقيقها، حتى لا يكون عرضة لهجوم من أي نوع من قبل الحوثيين. وخلال الأيام القليلة الماضية التي تلت إعلان الحكومة اليمنية تحرير عدن من قبضة الحوثيين، رست عدد من السفن التي تحمل مواد اغاثية، وأعلن المدير الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي، مهند هادي، في بيان صحافي، الأربعاء الماضي، عن رسو السفينة التابعة للبرنامج الإغاثي إم في هان زي بميناء البريقة النفطي في عدن وعلى متنها 3000 طن من الغذاء تكفي لإطعام 180 ألف شخص لمدة شهر. وقال هادي: هذا تقدم كبير لجهودنا من أجل الاستجابة الإنسانية في اليمن، موضحًا أن رسو السفن في الميناء سيسمح بتسريع الاستجابة لتلبية الاحتياجات الملحة في جنوب البلاد. ويعد ميناء عدن أحد الموانئ البحرية الرئيسية والهامة بمنطقة خليج عدن، وهو من أكبر الموانئ الطبيعية في العالم، وتبلغ إجمالي مساحة الميناء 131 كيلومترًا مربعًا، وتبلغ الطاقة التصميمية القصوى الإجمالية لتداول البضائع (الاستيعابية) 5.5 ملايين طن سنويًا، ويقع على الخط الملاحي الدولي الذي يربط الشرق بالغرب، ويتميز بأنه محمي طبيعيًا من الأمواج، والرياح الموسمية الشمالية الشرقية، والجنوبيةالغربية، وذلك لأنه يقع بين مرتفعي جبل شمسان على بعد 553 مترًا، وجبل المزلقم على بعد 374 مترًا، مما يمكنه من العمل دون توقف طوال العام. ويبدو واضحًا أن هناك اولوية لدى الحكومة اليمنية ومن خلفها قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بشأن تأهيل ميناء عدن ليستعيد عافيته، حتى يكون منطلقًا لإيصال الدعم العسكري للقوات الشرعية، وكذا المساعدات الإنسانية للنازحين والمتضررين من الحرب. لكن لا يمكن الحديث عن دور محوري للميناء إلا في حال أصبحت مدينة عدن آمنة تمامًا، أي أن الحكومة اليمنية والتحالف يحتاجان أيضًا إلى تحرير المحافظات القريبة من عدن كلحج وأبين والضالع حتى يتم تأمين الميناء من أي خطر أو قصف صاروخي عن بعد قد يطاله. ويوجد في اليمن 6 موانئ بحرية دولية ميناء عدن، ميناء الحديدة، ميناء المكلا، ميناء المخاء، ميناء الصليف، وميناء نشطون، وهي جميعها مجهزة لاستقبال البضائع والسفن وتقديم خدمات الشحن والتفريغ والتخزين. كما يوجد 3 موانئ بحرية رئيسية لتصدير النفط والغاز المسال ميناء رأس عيسى، ميناء الشحر، وميناء بلحاف إضافة إلى 8 موانئ بحرية محلية. وأهم هذه الموانئ هو ميناء عدن الذي يقع على الساحل الجنوبي لليمن ويبعد نحو 95 ميلا بحريا شرقي باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، وكذلك يقع على الخط الملاحي الدولي الذي يربط الشرق بالغرب، وازداد دوره بعد فتح قناة السويس عام 1869، وذلك نظرا للخدمات التي كان يقدمها الميناء للسفن المتجهة من وإلى القناة، وبالدرجة الأولى فيما يخص تزويد السفن بالوقود.