كشف مصادر داخل الجماعة الإسلامية عن سلسلة من الاجتماعات يعقدها المهندس أسامة حافظ، رئيس مجلس شوري الجماعة بالإنابة والمهندس صلاح هاشم عضو مجلس الشورى وعبدالأخر حماد مفتي الجماعة للعمل على تهيئة الساحة بين قواعد الجماعة بالإعلان عن تجميد عضويتها في تحالف المعزول. وأفادت المصادر أن هناك اجتماعات جرت في محافظاتالمنيا وأسيوط وسوهاج بحضور حافظ ومعه رموز كل محافظة لإقناع أعضاء الجمعية العمومية للجماعة والهيئة العليا لحزب البناء والتنمية لشرح مخاطر استمرار الجماعة في تحالف المعزول للقواعد والتأكيد على أن المصلحة العليا تقتضي تجميد العضوية على الأقل أو الانسحاب من التحالف. وأشارت المصادر إلى أن مثل الاجتماع جاءت بطلب من أسامة حافظ، رئيس مجلس الشورى بالإنابة الذي طالب أعضاء المجلس بالاستناد إلى قواعد شرعية منها أن درأ المفاسد مقدم على جلب المنافع وأن ما لا يترك جله لا يترك كله في ظل المخاطر التي تهدد الجماعة حال الاستمرار في التحالف ودللت المصادر على إمكانية صدور قرار قريب من الجمعية العمومية للجماعة الإسلامية بالانسحاب من تحالف المعزول بالمواقف المرنة التي تبنها الدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية ودعوته لضرورة إعلان القوى الإسلامية عدم خوض انتخابات الرئاسة لمدة 10سنوات وعدم الترشح للبرلمان بأكثر من 40% ضمانا لوجود شراكة وطنية. وتؤكد مواقف الزمر بحسب مراقبين على وجود رغبة في إنقاذ التيار الإسلامية من المصير المؤلم التي ينتظر التيار حال الاستمرار في مواجهة الدولة لاسيما أن كل ما جري خلال العامين الماضيين يؤكد أن التيار الإسلامي يخوض حربا خاسرة حال الاستمرار في هذه المواجهة فضلا عن إعادة حزب البناء والتنمية طرح مبادرته للمصالحة قبل عيد الفطر مباشرة وهو ما اعتبره عبدا لرحمن صقر القيادي المنشق عن الحزب محاولة لخطب ود الدولة والقيام بدور الوساطة بين الدولة والإخوان. وفي نفس السياق كان واضحا من خلال دفاع مفتي الجماعة الدكتور عبدا لأخر حماد عن مبادرة وقف العنف التي أقرتها الجماعة عام 1997والتأكيد -على أنها تعبر قناعات شرعية ورؤية إستراتيجية وليست محاولة للخروج من السجن كما يشيع البعض -على وجود حالة شبه اجتماع على ضرورة انسحاب الجماعة من تحالف المعزول وتليين مواقفها مع الدولة. من جانبه أكد الشيخ سلامة حمودة القيادي في جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية أن هذه الاجتماعات المستمرة هدفها إنقاذ الجماعة الإسلامية من الانهيار لاسيما أن الاستمرار في تحالف المعزول يعمق الأزمة داخل الجماعة في ظل حالة الشك الدائمة من قبل القواعد في مواقف قيادة الجماعة الإسلامية خلال الفترة الأخيرة. وسخر حمودة من الأدلة والقواعد الشرعية التي يلجأ إليه قيادات ما تبقي من مجلس شوري الجماعة متسائلا لماذا لم تكن هذه القواعد حاضرة عندما تم التغرير بالشباب خلال اعتصامي رابعة والنهضة مما أدي لسقوط مئات الضحايا خلال عملية الفض. واستبعد حمودة معارضة قيادات الجماعة في الخارج لهذه المواقف مؤكدا أن كل المواقف التي تبنتها هذه القيادات في الخارج خلال الفترة الأخيرة تؤكد الرغبة في النأي بالجماعة عن مواقف الإخوان وتجنبيها دفع ثمن باهظ للتحالف معها.