جولة خليجية لوزير الخارجية بتوجيهات من "السيسي".. شملت السعودية والإمارات والكويت.. مباحثات حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.. "الوزارة": هدفها الرد على الشائعات.. وفجر السعيد ل"شكري": "معلم"

يزور السفير سامح شكري، وزير الخارجية، حاليا الخليج، في جولة بدأها الأربعاء الماضي من المملكة العربية السعودية، بناء على توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
شكري وصل، ظهر أمس الجمعة، إلى الكويت، وعقد جلسة مباحثات رسمية في المساء مع رئيس مجلس الوزراء الكويتى "بالإنابة" ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، استعرضًا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك.
وحضر الاجتماع، الذي عقد في ديوان عام وزارة الخارجية الكويتية، السفير المصرى لدى الكويت عبد الكريم سليمان، والوفد المرافق لوزير الخارجية، وعن الجانب الكويتى حضر وكيل الخارجية الكويتية "بالإنابة" السفير جمال عبدالله الغانم، ومدير إدارة الوطن العربي السفير عبدالحميد، وسفير دولة الكويت لدى مصر سالم غصاب الزمانان، إضافة إلى عدد من المسئولين الكويتين.
وبدأ شكري جولته الخليجية يوم الأربعاء الماضي بزيارة إلى مدينة جدة السعودية، وكان في استقباله ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، مساءً، في قصره بجدة غربي المملكة.
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز شكري الذي نقل للعاهل السعودي تقدير واعتزاز الرئيس عبد الفتاح السيسي بالملكة وبمستوى العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين.
واستعرض اللقاء وجهة نظر ورؤى القيادة المصرية إزاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية والعمل المشترك في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة بأثرها وسبل تعزيز العمل العربى المشترك.
وعبر خادم الحرمين الشريفين عن بالغ اعتزازه بالرئيس عبد الفتاح السيسى وبشعب مصر، واستعرض رؤية المملكة حيال سبل الإرتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب في كل مناحيها، وكذلك إزاء الأوضاع والقضايا الإقليمية.
وعكس اللقاء متانة العلاقات بين الدولتين والتوافق بين القيادة في البلدين والرغبة والنية الصادقة المتبادلة لتعزيز العلاقات ونقلها لمستويات أكبر في المرحلة القادمة وتعزيز العمل المشترك بما يخدم مصالح البلدين ويحقق طموحات وتطلعات شعبيهما وتقوية العمل العربى المشترك لتحقيق الاستقرار الإقليمى والسعى لإنهاء الأزمات في المنطقة العربية.
وكالة الأنباء السعودية قالت إن "اللقاء بحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كل إلى جانب المستجدات التي تشهدها الساحات العربية والإسلامية والدولية".
وحضر الاستقبال الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. كما حضر الاستقبال الدكتور مساعد العيبان، وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، وعادل الجبير، وزير الخارجية، وخالد الحميدان، رئيس الاستخبارات العامة، وأحمد قطان، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر، مندوب السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية، وعفيفي عبد الوهاب، سفير مصر لدى السعودية.
وأكد وزير الخارجية السعودي عقب لقائه نظيره المصري في الرياض، الخميس الماضي، أن مصر مكون أساسي من التحالف العربي الذي تقوده المملكة ضد الحوثيين في اليمن.
وقال الجبير، في مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء، إن مصر شاركت بفاعلية في عمليات التحالف العربي وليس هناك أي تغيير في الموقف تجاه دعم الشرعية في اليمن.
من جانبه قال شكري، إن هناك تطابقا في وجهتي النظر السعودية والمصرية تجاه كل أزمات المنطقة العربية، مؤكدا على التنسيق والتكامل بين كل أطراف التحالف بشأن اليمن.
بعد زيارة المملكة، توجه شكري إلى الإمارات، ووصل والوفد المرافق إليها، أمس الجمعة.
وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، استعرض لقاء الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، وشكري مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة و"تتطلب تضافرا للجهود وبناء إستراتيجية عربية مؤثرة وقادرة على مواجهة التحديات المختلفة، لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف".
وجدد بن زايد خلال اللقاء "موقف الإمارات الداعم لمصر سياسيا واقتصاديا والمؤيد لحق الشعب المصري في التنمية والاستقرار والنمو".
وجاءت توقيت زيارة شكري إلى الخليج بعد أن فكت قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الحصار على مدينة عدن، كما حررت مطار عدن من قبضة الحوثيين، إضافة إلى الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى.
الكاتبة الكويتية فجر السعيد وجهت التحية لوزير الخارجية المصري سامح شكري بعد زيارته إلى السعودية، مشيدة بتوقيت الزيارة الذي "أغلق الطريق على الشائعات التي أطلقتها حركة حماس والإخوان".
وكتبت السعيد، على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أول أمس الخميس: "برافووووو كبيرة للخارجية المصرية، وزير الخارجيه المصري معلّم، زيارته للسعودية جاءت في توقيت صح لتكون رد عملي على كل إشاعات ‫حماس‬ والإخوان.. وهاردلك أخونجيه أعلم أن نسبة الجلطات زادت اليوم في قطاع غزه، تكبرون وتنسون".
وقال السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن جولة الوزير سامح شكري، في الإمارات، والكويت، والسعودية، كانت توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي؛ للتركيز على ملفين أساسيين.
وأوضح عبدالعاطي، مساء أمس الجمعة، خلال مداخلة هاتفية، مع برنامج "ممكن"، على قناة "سي بي سي"، أن الملف الأول في الزيارات هو التركيز على العلاقات الثنائية وتطويرها، والملف الثاني ترسيخ وجهة النظر المصرية العربية المشتركة، فيما يتعلق بكل القضايا التي تمس أمن الخليج، وأمن العالم العربي.
وأضاف عبدالعاطي، أن زيارة شكري للدول الثلاث، أكبر رد على شائعات وجود مشاكل في العلاقات بينها وبين مصر،
يشار إلى أن مصر تشارك في التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، لشن هجمات ضد الحوثيين في اليمن، دعمًا للشرعية، المتمثلة في الرئيس "عبد ربه منصور هادي".