الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
احسب إجازاتك.. تعرف على موعد العطلات الدينية والرسمية في 2026
روبيو يعرب عن تفاؤله بشأن إصدار قرار أممى حول غزة
اتفق مع الزمالك وغير رأيه، بتروجيت يحدد مصير حامد حمدان بعد عرض الأهلي (فيديو)
حبس المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات زوجية
اغتيال محمد الصداعي آمر القوات الخاصة داخل قاعدة معيتيقة في طرابلس
حبس شخصين لقيامهما بترهيب وفرض إتاوات على ملاك وحدات سكنية بالقطامية
المخرج محمد ياسين يوجه رسالة إلى خاله محمد عبد العزيز بعد تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي
«السك الأخير».. إنهاء عملة «السنت» رسميًا بعد 232 عامًا من التداول
«لو أنت ذكي ولمّاح».. اعثر على الشبح في 6 ثوانِ
التفاف على توصيات الأمم المتحدة .. السيسي يصدّق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد
أبوريدة: متفائل بمنتخب مصر فى أمم أفريقيا والوقت لا يسمح بوديات بعد نيجيريا
القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا 22 عملية أمنية ضد "داعش" طوال الشهر الماضي
إعلام: زيلينسكي وأجهزة مكافحة الفساد الأوكرانية على شفا الحرب
نقابة الموسيقيين تنفى إقامة عزاء للمطرب الراحل إسماعيل الليثى
غضب واسع بعد إعلان فرقة إسرائيلية إقامة حفلات لأم كلثوم.. والأسرة تتحرك قانونيا
الإنتاج الحربي يلتقي أسوان في الجولة ال 12 بدوري المحترفين
انطلاق معسكر فيفا لحكام الدوري الممتاز بمشروع الهدف 15 نوفمبر
وزير الإسكان: بدء التسجيل عبر منصة "مصر العقارية" لطرح 25 ألف وحدة سكنية
فرصة مميزة للمعلمين 2025.. التقديم الآن علي اعتماد المراكز التدريبية لدى الأكاديمية المهنية
المستشار بنداري: أشكر وسائل الإعلام على صدق تغطية انتخابات نواب 2025
سحب منخفضة ومتوسطة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025
أمطار تضرب الإسكندرية بالتزامن مع بدء نوة المكنسة (صور)
انفجار ضخم يهز منطقة كاجيتهانة في إسطنبول التركية
قرارات جديدة بشأن مصرع وإصابة 7 في حادث منشأة القناطر
عماد الدين حسين: إقبال كبير في دوائر المرشحين البارزين
واشنطن تدعو لتحرك دولي عاجل لوقف إمدادات السلاح لقوات الدعم السريع
لافروف: إحاطات سرية دفعت ترامب لإلغاء القمة مع بوتين في بودابست
قفزة في سعر الذهب اليوم.. وعيار 21 الآن في السودان ببداية تعاملات الخميس 13 نوفمبر 2025
وزير المالية السابق: 2026 سيكون عام شعور المواطن باستقرار الأسعار والانخفاض التدريجي
فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»
يقضي على ذاكرتك.. أهم أضرار استخدام الشاشات لفترات طويلة
عقار تجريبي جديد من نوفارتيس يُظهر فعالية واعدة ضد الملاريا
طريقة عمل فتة الحمص بالزبادي والثوم، أكلة شامية سهلة وسريعة
ترامب يحمل «جين تاتشر» وكيندي استخدم مرتبة صلبة.. عادات نوم غريبة لرؤساء أمريكا
إسرائيل تُفرج عن 4 أسرى فلسطينيين من غزة بعد عامين
"حقوق المنصورة "تنظم يومًا بيئيًا للابتكار الطلابي والتوعية بمفاهيم الاستدامة وترشيد الاستهلاك
محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية الجديد سيقضي على مشكلة «تشابه الأسماء»
حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»
النيابة العامة تخصص جزء من رسوم خدماتها الرقمية لصالح مستشفى سرطان الأطفال
أسعار السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالأسواق اليوم الخميس 13 نوفمبر 3035
«ده مش سوبر مان».. مجدي عبد الغني: زيزو لا يستحق مليون دولار
خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو
تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود
«يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر
ليلى علوي: مهرجان القاهرة السينمائي يحتل مكانة كبيرة في حياتي
محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي
ممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي: مصر لا تحتاج لتحريك سعر الوقود لمدة عام
دوامٌ مسائي لرؤساء القرى بالوادي الجديد لتسريع إنجاز معاملات المواطنين
إذا قالت صدقت.. كيف تتمسك مصر بملفات أمنها القومي وحماية استقرار المنطقة؟.. من سرت والجفرة خط أحمر إلى إفشال محاولات تفكيك السودان وتهجير أهالي غزة .. دور القاهرة حاسم في ضبط التوازنات الإقليمية
قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر
مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت
السيسى يصدر قانون الإجراءات الجنائية بعد معالجة أسباب الاعتراض
قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب
رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش
انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن
«لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟
محافظ أسيوط يحضر برنامج تدريب الأخصائيين على التعامل مع التنمر
دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
قاهرة الخديو .. حكايات الخصيان والمجاذيب وحرافيش الحارات
نضال ممدوح
نشر في
البوابة
يوم 21 - 07 - 2015
مستشرق نمساوى يحاول عزف القرآن ويموت منتحرًا .. والأسطى أحمد نجار بدرجة فيلسوف
فرقة حسب الله.. «بِدل منشية ورجلين حافية»
أغا يسيطر على «الأوقاف» .. وفتوة يناطح سعد زغلول
عربة خديوية وحصان أبيض للأسطى حنفي
تتهادى عربة الأميرة زينب هانم، ابنة الخديو إسماعيل، فى شوارع المحروسة، تجذب الأنظار وتبهر الناظرين، لكن شخصا واحدا كان مهموما بها، هو الحاج «حنفي»، ابن حى عابدين، كان يرقب أبوابها المغلقة وستائرها المنسدلة، وهى تجوب شوارع عابدين أو حين عبورها كوبرى «قصر النيل»، لذا قرر أن يصنع نموذجا يحاكيها، صممها بيديه، لتكون أول عربة من نوعها لزفاف العرسان، بعدما اشترى لها حصانا أبيض؛ لكنه أعلن أنه أعد هذه العربة لزفاف العرائس من بنات الطبقة القادرة فى عابدين وما حولها، لذا كان يتقاضى خمسة جنيهات ذهبية، فى مشوار الزفة.
المعلم أمين .. فتوة من مالطة
لم تكن أى زفة لتسير، فى هذا الزمن، من دون حماية، لا بد أن يتقدمها الفتوة، متباهيا بعصاه ونبوته المصنوع من عصا الشوم، أو من خشب يماثل العصى التى كان يستخدمها عساكر بلوكات النظام، الفتوة بطبيعة الحال لا يستطيع أن يدخل إلى حى به منافس له، وعليه أن يسلم قيادة الزفة لفتوة هذا الحي، ثم ينسحب أو يسير خلفه، هكذا كانت أصول الفتونة.
من أشهر الفتوات فى حى عابدين هو «أمين المالطي»، الذى حصل على هذا اللقب بعد أن تم نفيه إلى جزيرة مالطة، بعدما فشل البوليس المصرى فى التصرف معه ومع جرائمه، لتمتعه بالحماية الإنجليزية، أمضى أمين فى المنفى عدة شهور، ثم عاد مرة أخرى إلى القاهرة ولقب نفسه بالمالطي، متباهيا بأنه نفى فى المكان نفسه الذى نفى إليه سعد زغلول، وكان للفتوة نصيب فى كل شيء: الأطعمة والملابس والمال، كما يحصل على «وهبة» معتبرة من أصحاب الفرح وأقاربهم.
"خليل الأغا".. أغنى خصى
«الأغا» هو وصف يحمل كثيرا من المتناقضات، الكلمة لها أصول فى لغات الترك والكرد والفرس، وتطلق على كبار القوم والسادة، مثل لقب الباشا، وفى عصرنا هذا تطلق على مجموعة من الناس تخدم الحرمين الشريفين فى مكة والمدينة المنورة، لكن الكاتب عبد المنعم شميس،
فى كتابه كان يقصد بها صنفا آخر، هم الخصيان الذين يخدمون فى القصور.
أشهر الأغاوات فى عهد الخديو إسماعيل هو «خليل أغا»، الذى أُفقد ذكورته منذ كان طفلا، ولذلك كان يسمح له بدخول أماكن الحريم، الحرملك، وقد يبلغ الأمر به أن يدخل مع السيدة فى الحمام، فلا يخشى منه لأنه والسيدة سواء، هذا الرجل تمتع بثراء عظيم، فقد كانت له «أوقاف» هائلة وله فى حى القلعة عمارات سكنية معروفة، كما أطلق اسمه على مدرسة فى العباسية وشارع فى جاردن سيتي.
وكان الخديو إسماعيل يلبس خليل أغا «على مزاجه»، إذ كان يرتدى البدلة الإسطمبولى السوداء، ذات الأزرار المقفولة حتى العنق، والأسورة المنشاة وتوضع بها أزرار ذهبية، وتظهر الياقة عالية فوق السترة ويضع فى قدميه حذاء من جلد «الفرنيه» الأسود اللامع وعلى رأسه طربوش قصير بلا زر.
تروى الكتب التاريخية الكثير عن مساوئ أسرة محمد علي، لكن الأمر لا يخلو من بعض اللمسات الإنسانية، مثالا بنى أحد الباشوات قصرا فى شارع «قولة» قرب بيت مصرى «عادي» من عابدين، وأراد الباشا عزل قصره عن بيت هذا الرجل، فبنى جدارا عاليا بلغ ارتفاعه خمسة أمتار، فحجب الشمس والهواء عن بيت الرجل، الذى حاول بشتى الطرق الودية التفاهم مع الباشا، لكن بلا جدوي، وكان من عادة الخديو توفيق أن يستقل عربته ويذهب إلى محطة باب اللوق ليركب القطار إلى حلوان، حيث كان له قصر هناك، أصبح مدرسة حلوان الثانوية، وكانت محطة باب اللوق فى ذلك العصر تسد شارع قوله، وفى أحد الأيام انتظر الرجل موكب الخديو، القادم من قصر عابدين، وأشار للخديو إلى الجدار الذى بناه الباشا، وقال له: «هل يرضى أفندينا أن يقوم أحد باشواته بسد منافذ الشمس والهواء عن بيتي؟»، فالتفت توفيق إلى المكان وأصدر أمرا بهدم الجدار.
عفريت الليل بسبع رجلين
أدخلت الحكومة المصرية فى فترة حكم الخديو إسماعيل فى بعض بيوت أبناء البلد من القادرين، صنابير الماء ومواقد غاز الاستصباح، وأضيئت الشوارع والحوارى بمصابيح الغاز، وخصص لها عمال يضيئونها قبل الغروب ويطفئونها بعد الفجر، يحملون فى أيديهم شعلة لإضاءة المصابيح، وكانوا يجرون جريا كأنهم فى سباق، وأطلق أهل القاهرة على العامل من هؤلاء اسم «عفريت الليل» وكان الأطفال يغنون لهم أغنية مشهورة مطلعها «عفريت الليل بسبع رجلين».
"حنفية بلاشي".. ويعوض الله على الساقين
وفى فترة زمنية قريبة، أقيمت فى أماكن ظاهرة، عند نواصى الشوارع، صنابير كبيرة للمياه، وإلى جانب كل صنبور كشك صغير، يجلس فيه رجل يغلق الصنبور ويفتحه حسب الحاجة، وكان فى القاهرة خمسون صنبورا من هذه الصنابير الكبيرة، التى أطلقوا عليها اسم الحنفية «البلاشي»، لأن الناس كانوا يأخذون منها ما يحتاجون إليه من مياه بلا ثمن، حتى أصبحت طائفة السقايين، التى تحمل المياه من النيل إلى البيوت، بلا عمل، لكنهم لجأوا إلى الوقوف بجوار الجوامع ومعهم كاسات نحاسية يسقون العطاشى وهم ينادون «ميه يا عطشان اشرب» أو يرشون الماء أمام الدكاكين فى الصيف، وكان البعض يمنحونهم «الملاليم» صدقة، ومن أجلهم ألف سيد درويش لحن السقايين إشفاقا على هذه الطائفة، وهى الأغنية التى استخدمت نداء السقايين الشهير «يعوض الله»، ويقول فيها «يهون الله .. يعوض الله،ع السقايين دول شقيانين .. متعفرتين م الكوبانية».
تمثال لاظوغلي كان في الأصل سقاء
وحلت محل السقايين طائفة من النساء يملأن صفائح الماء من «الحنفية البلاشي» ويحملنها إلى البيوت، التى لم يستطع أصحابها توصيل المياه إليها، وأصبحت هذه الطائفة من النساء تشكل عنصرا أساسيا فى حياة الأحياء الشعبية، وكانت الواحدة منهن تسمى «الملّاية»، أى التى تملأ الماء، حتى أصبحن من أصحاب الحرف الجديدة، بديلا عن السقايين.
ويذكر «شميس» أن الخديو إسماعيل عندما أراد صنع تمثال يمجد به «محمد بك لاظ أوغلي»، رئيس وزراء جده محمد علي، لم يعثر له على صورة مرسومة، حتى رأى محافظ القاهرة وقتها سقاء فى خان الخليلى يشبهه فأخذه إلى مثّال فرنسى وقال له إن هذا الرجل هو «محمد لاظ أوغلى» فصنع تمثالا للسقاء وأصبح تمثال لاظوغلى فى ميدانه الشهير بوسط القاهرة هو تمثال سقاء.
فرقة حسب الله.. الورنيش الأسود بديلا عن الحذاء
لم تحظ فرقة موسيقية بالشهرة مثل فرقة «حسب الله»، التى سكنت شارع محمد علي، على الرغم من وجود العشرات من تلك الفرق، وكان لكل فرقة دكان فى مواجهة «حارة العوالم»، ويعلق أفراد الفرقة ملابسهم وأدواتهم الموسيقية على جدران الدكان، وبنظرة واحدة تستطيع أن تعرف قيمة الفرقة من ملابسها المعلقة، وكانت الغالبية من تلك الفرق تستدعى العازفين عندما يرزقها الله بفرح، فأعمالها لم تكن منتظمة، وكان العازفون يكسبون عيشهم من العمل فى مهن أخرى، فمنهم القهوجية والصنايعية، ومنهم من لا حرفة له، يبيع اليانصيب أو السميط والجبن أو يسرح على المقاهى أو يعمل فى مسح الأحذية أو تلبية طلبات الزبائن، وهم «الأرزقية»، أى من يطلبون الرزق من أى عمل، وكان أصحاب الفرق الموسيقية فى شارع محمد على يدربون من هؤلاء الأشخاص من يصلح للعزف: الدق على الطبول والنفخ فى الأبواق، وبعض أصحاب هذه الفرق كانت ملابسهم رثة، لكن فى العموم كان يجب أن تكون مقصبة، ولابد أيضا من الطرابيش، لكن جميعهم لم يمتلكوا الأحذية، ويتكون ملبس أفراد الفرقة من البنطلون والجاكتة المزركشة، ثم يضعون على رؤوسهم الطرابيش، لكنهم لا يضعون فى أقدامهم أحذية، وفى الأصل كان معظمهم يرتدون الجلاليب، ويمشون حفاة، ومنهم من يضع قدميه فى بلغة أو شبشب، وكانوا يتحايلون بطلاء أقدامهم الحافية بالورنيش الأسود حتى تبدو وكأنها أحذية.
نجار فيلسوف وصديقه المستشرق المجنون
من أهم سمات القاهرة فى تلك الفترة، تلك المسحة الكوزموبوليتانية التى تمتعت بها، فضمت بين حناياها جنسيات وديانات وأعراقا وأصولا شتى من جهات الأرض، لذا لم يكن مستغربا، أن تجد الأسطى أحمد، أشهر النجارين فى القاهرة، يجلس أمام ورشته ليتبادل حديثا وديا مع صديقه «باول كراوس»، المستشرق النمساوى اليهودي، الهارب من فظائع النازي. والذى وجد الأمن والأمان فى القاهرة، حيث عين أستاذا للغات السامية وفقه اللغة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان أستاذا عظيما فى اللغات له اهتمامات خاصة فى الأدب العربى والفلسفة الإسلامية، وقد ربطت أواصر الصداقة بين كراوس والنجار.
ويذهب كراوس كل يوم جمعة ليجلس مع الأسطى أحمد النجار، على كرسيين على الرصيف، أمام ورشة النجارة، يتحدثان فى موضوعات فلسفية عميقة، رغم أن الأسطى أحمد النجار رجل أميًّا، لكنه كان ذكيا مثقفا، وكان الدكتور كراوس كثير الحديث عما يدور فى ذهنه عن القرآن، وكانت لديه مزاعم حول كلام الله، وسيطرت أفكار غريبة على عقله فى الشهور الأخيرة من حياته، وأعد كثيرا من صناديق البطاقات يسجل فيها عناصر بحث جنوني، وبدأ يقطع آيات القرآن على موازين الشعر العربى المعروفة والمجهولة، على السواء، وإن أعجزته الحيلة استرجع أوزان أو موسيقى الشعر العبرى أو السرياني.
وعن هذه الأفكار المزعومة، يقول شميس «فى إحدى زياراتى له فى شقته بالزمالك، استمر ليلة كاملة وهو يجرى بروفة، يروح ويجيء وسط الغرفة، ثم يسجل على الورق كلاما، ويحاول إقناعى بأن القرآن شعر، وفى سهرة ثانية من هذه السهرات ، بذل الدكتور كراوس مجهودا غريبا فى محاولة إيجاد ميزان شعرى لسورة الرحمن، وظل يقفز فى الغرفة قفزات تشبه قفزات المايسترو المجنون الذى فقد السيطرة على الأوركسترا، وظل يتحرك وحده على خشبة المسرح وفى يده عصاه التى تتحرك نحو المجهول، تلك المحاولات التى انتهت بانتحاره ذات ليلة، وشنق نفسه بحبل الروب فى الحمام، وانتهت هذه الصفحة التى كانت من ظواهر الجنون كما قال لى الدكتور يوهان فوك، وهو أحد المستشرقين».
أما الأسطى أحمد النجار، فكان رغم أميته، شديد الذكاء واسع الثقافة يطلب من «شميس» أن يراجع معه ما سمعه فى كتب الغزالى وابن عربى وابن رشد، كان النجار فيلسوفا، انضم إلى جمعية دينية أسسها شيخ أزهري، وكانت تضم عشرات الألوف من الناس، واتخذ لها مقرا فى قصر من قصور الأمراء، يعقد فيها الاجتماعات ويلقى الدروس، التى كان يحرص النجار على متابعتها، قبل أن يرحل عن الحياة.
يضيف «شميس»: «الصداقة التى كانت تربط بين الأسطى أحمد النجار والدكتور باول كراوس، كان يربطها خيط واحد، ظللت أجذبه سنوات عديدة، عسى أصل إلى حقيقة هذه الألفة، التى كانت تجمع بين مستشرق كبير وبين نجار فى حارتنا».
فرمان بمنع حلق اللحية
عندما انتشرت موضة حلق اللحية، وترك الشارب وتهذيبه وتسويته فى مصر، أصدر عباس باشا الأول، فرمانا يلزم موظفى الحكومة بترك لحاهم، وكان جزاء الذى يحلق ذقنه الفصل من الخدمة، وكان فى القاهرة أشجار تنبت أزهارا صفراء لها شعر طويل، وقد أطلقوا عليها اسم «ذقن الباشا»، وكان الصبيان يعبثون بهذه الأزهار وينزعون منها الشعر تندرا بذقون الباشوات التى كانت فى الغالب شقراء اللون مثل شعر زهرة ذقن الباشا، وكان أحد هؤلاء الباشوات فى حى عابدين يحتفظ بشارب أبيض لامع، بعد أن كبر وشاب فكان العامة يطلقون عليه اسم أبو شنب فضة.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
حرافيش القاهرة.. حكايات أبطال العاصمة المجهولين
اخر اخبار مصر : أهالى «عابدين».. جيران الملوك وضحايا الرؤساء
أهالى «عابدين».. جيران الملوك وضحايا الرؤساء
مواقف لا تُنسى للخديو إسماعيل مع أقباط مصر
هموم مصرية
تل العقارب.. التحرير حاليًا
أبلغ عن إشهار غير لائق