محمد سعد، ممثل، ذو موهبة وإمكانات فنية غير محدودة، فهو يمتلك موهبة التمثيل والأداء الغنائي وكذلك ليونة الجسد والوجه والحنجرة، مما يساعده على تقمص أدواره وشخصياته الفنية المتخيلة، وظهرت موهبة سعد وإمكانياته الفنية منذ اللحظة الأولى لمشواره الفني ومن خلال أصغر الأدوار التي قدمها قبل أن يصبح أحد نجوم الشباك السينمائي في عالم التمثيل. قدم "سعد" أولى بطولاته المطلقة من خلال فيلم" اللمبي" ومنذ تلك اللحظة ويبدو أن سعد قد اختار طريق التكرار الذي لا ينفع الشطار، حيث قدم ثاني بطولاته "اللي بالى بالك" من خلال شخصية "اللمبي" أيضًا مستغلا النجاح الذي حققته الشخصية من خلال فيلمه الأول، ورغم نجاح فيلم "اللي بالي بالك" إلا أنه لم يحقق النجاح والضجة الإعلامية التي حققها "اللمبي". وكان من المفترض لفنان بقيمة محمد سعد أن يعي الدرس من هذه التجربة وأن يعمل على ابتكار شخصيات ونماذج جديدة لأفلامه وأن يقدم نماذج بشرية تقليدية من خلال حبكة درامية منضبطة والابتعاد، ولو قليلا، عن الشخصيات الكارتونية التي يقوم بتقديمها من أجل الضحك، إلا أن التجربة العملية أثبت عدم إدراك سعد للدرس القديم فعاد ليكرر نفس التكرار الدرامي من خلال فيلم "حياتي مبهدلة" الذي يشارك من خلاله في السباق السينمائي لموسم عيد الفطر المبارك والذي يظهر فيه بنفس شخصية "تتح" التي سبق وأن قدمها في آخر أفلامه الذي حمل نفس الاسم "تتح". يظهر "تتح" من خلال هذا الفيلم في إطار كوميدي مع فانتازيا التخيلية عن وجود العفاريت والأشباح التي تظهر ل "تتح" عن طريق قطة صدمها بسيارته فتعود لتظهر له في الكثير من تفاصيل حياته، حيث يعمل "تتح" كحارس أمن خاص يسعى للتخلص من أشباح القطة التي تظهر له. وبهذا يثبت محمد سعد تصميمه واستمراره على استحلاب واستهلاك كاركتراته "شخصياته التمثيلية" من خلال أعماله المكررة والتي يعتمد خلالها على إفيه الكلمة وليس إفيه الموقف المستخرج من الدراما، حيث لم تكن هذه التجربة الثانية في تكرار شخصياته بعد تجربة "اللمبي- اللي بالي بالك" فقد سبق وأن قدم سعد معظم شخصياته الكارتونية من خلال مسرحيتين هما "رد قرضي، كتكوت في المصيدة" والتي قدم خلالهما شخصيات "أطاطا، عوكل، كركر" وعاد ليستغل نجاحهم واستدعائهم للضحك من خلال أفلامه. محمد سعد موهبة فنية متطورة وإمكانات جسدية نادرة، تتطلب أن يسعى لاستغلالها من خلال النماذج الدرامية غير الكارتونية وألا يستهلك قدراته ووقته في التكرار الذي لا يفيد من مثله من الشطار.