تراجع أسعار الذهب اليوم في بداية التعاملات بالبورصة    أحدث تصوير جوي لمشروع إنشاء محطة الصب الجاف النظيف بميناء الدخيلة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 21 نوفمبر 2025    "وول ستريت جورنال": أوكرانيا عدّلت بندا في خطة واشنطن المزعومة للتسوية    تسوية مالية كبرى لزوكربيرج وقادة في "ميتا" بقضية انتهاك خصوصية مستخدمي فيسبوك    تجارة عين شمس تستضيف زاهي حواس في ندوة عن "المتحف المصري الكبير حكاية لا تنتهي"    غياب القادة عن قمة جي 20 يثير تساؤلات حول قدرتها على الوصول إلى اتفاقات رئيسية    وزير الحرب الأمريكى: لا خطوط حمراء بملف فنزويلا    عاجل.. غلق هذه الطرق بسبب الضباب    هل تنجو «نورهان» من الإعدام؟.. تطور جديد بشأن قاتلة أمها ب «بورسعيد»    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    الصحة العالمية: اللاجئون والنساء أكثر عُرضة للإصابة ب«سرطان عنق الرحم»    أستاذ طب الأطفال: فيروس الورم الحليمي مسؤول عن 95% من حالات المرض    دراسة تكشف عن علاقة النوم العميق بعلاج مشكلة تؤثر في 15% من سكان العالم    رجل الأعمال محمد منصور يروي مأساة طفولته: قضيت 3 سنوات طريح الفراش والأطباء قرروا بتر ساقي    محمد منصور يكشف كواليس استقالته بعد حادث قطار العياط: فترة وزارة النقل كانت الأصعب في حياتي    فلسطين.. قوات الاحتلال تعتقل شابًا من طولكرم شمال الضفة الغربية    هشام حنفي: أتمنى تتويج المنتخب الثاني بلقب كأس العرب.. وأحمد الشناوي كان يستحق فرصة في مباراتي الفراعنة    زد يفاوض كهربا للعودة للدوري المصري عبر بوابته (خاص)    أخبار فاتتك وأنت نايم | إغلاق الطريق الصحراوي بسبب الشبورة.. قائمة منتخب مصر في كأس العرب    محمد منصور: عملت جرسونا وكنت أنتظر البقشيش لسداد ديوني.. واليوم أوظف 60 ألفا حول العالم    أبرز مواجهات اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025 في مختلف الدوريات العالمية    البابا تواضروس: مصر واحة الإيمان التي حافظت على وديعة الكنيسة عبر العصور    أوقاف القاهرة تنظّم ندوة توعوية بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب    رئيس مياه البحيرة يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات «حياة كريمة»    انهيار جزئي لعقار بحدائق القبة    المؤشر نيكي الياباني يتراجع بفعل هبوط أسهم التكنولوجيا    «المهن التمثيلية» تحذر من انتحال اسم مسلسل «كلهم بيحبوا مودي»    فضل سورة الكهف يوم الجمعة وأثر قراءتها على المسلم    دعاء يوم الجمعة.. ردد الآن هذا الدعاء المبارك    ما الأفضل للمرأة في يوم الجمعة: الصلاة في المسجد أم في البيت؟    عراقجي يؤكد جاهزية إيران لهجوم إسرائيلي جديد بصواريخ مطوّرة    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    نجوم «صديق صامت» يتألقون على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    محمد رمضان يغنى يا حبيبى وأحمد السقا يشاركه الاحتفال.. فيديو وصور    لأسباب إنتاجية وفنية.. محمد التاجي يعتذر عن مشاركته في موسم رمضان المقبل    بعد 28 عاما على وفاتها، الأميرة ديانا تعود إلى "متحف جريفين" في باريس ب"فستان التمرد" (صور)    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    القرنفل.. طقس يومي صغير بفوائد كبيرة    نائب رئيس الألومنيوم يعلن وفاة مدرب الحراس نور الزاكي ويكشف السبب    سبب غياب راشفورد عن تدريبات برشلونة    بنك مصر والمجلس القومي للمرأة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الشمول المالي وتمكين المرأة    السعودية تعتبر خرق نتنياهو لسيادة الأراضي السورية تجاوزا متعمدا    تجديد حبس المتهمين بسرقة طالب بأسلوب افتعال مشاجرة بمدينة نصر    كاسبرسكي تُسجّل نموًا بنسبة 10% في المبيعات وتكشف عن تصاعد التهديدات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط    بعد علاقة دامت 10 سنوات، إعلان موعد زواج النجمين شين مين آه وكيم وو    ضياء السيد ل dmc: الرياضة المصرية بحاجة لمتابعة دقيقة من الدولة    مستوطنون يشعلون النار فى مستودع للسيارات بحوارة جنوبى نابلس    ستارمر يستعد لزيارة الصين ولندن تقترب من الموافقة على السفارة الجديدة بدعم استخباراتي    "عائدون إلى البيت".. قميص خاص لمباراة برشلونة الأولى على كامب نو    غلق باب الطعون الانتخابية بعدد 251 طعنا على المرحلة الأولى بانتخابات النواب    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    هل عدم زيارة المدينة المنورة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح    الجبهة الوطنية يكلف عبد الظاهر بتسيير أعمال أمانة الجيزة عقب استقالة الدالي    رئيس الوزراء: مشروع الضبعة النووي يوفر 3 مليارات دولار سنوياً    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المثقفون في العيد.. يوسف القعيد: أذهب إلى زيارة المقابر.. سعيد الكفراوي: ذكريات احتفالي بالعيد تمر أمامي خلال سفري للقرية.. محمد عبلة: أحتفل بالعيد وسط العائلة بالبحيرة
نشر في البوابة يوم 18 - 07 - 2015

كتب: محمد حافظ - إبراهيم سليمان - زياد إبراهيم - طارق سعيد - سارة الأمين
مع حلول عيد الفطر المبارك، ترتسم الفرحة على الوجوه، ويذهب الجميع للراحة بعد عناء شهر الصيام، والعمل في نهار رمضان.
وفي هذا السياق البوابة نيوز تواصلت مع العديد من الكُتاب والمثقفين لمعرفة أين يقضي الكتاب والأدباء إجازة عيد الفطر المبارك، ففي البداية قال الفنان التشكيلي محمد عبلة، إنه يقضي أول أيام العيد، بين أفراد عائلته في البحيرة، لاستعادة الجو العائلي، وليشاركم في الفرحة بعيد الفطر المبارك، ويستعيد الذكريات الجميلة معهم.
وأضاف عبلة: هناك برنامج يقوم من خلاله بالاحتفال بالعيد، حيث اليوم الأول في البحيرة ووسط العائلة، واليوم الثاني في القاهرة مع الأصدقاء، في الفيوم".
وأوضح عبلة: "الاحتفال بالعيد، يحمل ذكرياته الجميلة، التي نستعيدها ونحافظ عليها من خلال الجو العائلي".
ومن جانبه قال الكاتب الكبير مكاوي سعيد إنه سوف يتوجه إلى الإسكندرية لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك، مضيفًا أن المنتجعات الجديدة زارها ولم يشعر فيها بالراحة.
وأضاف مكاوي في تصريحات خاصة لجريدة البوابة، إن روايته الأخيرة "أن تحبك جيهان" والصادرة عن دار المصرية اللبنانية أخذت منه مجهودا كبيرا في كتابتها، موضحًا أنه سوف يستجم في الإسكندرية بعد اطمئنانه على روايته، مؤكدًا أنه سوف يبدأ في قراءة بعض الأعمال والروايات المؤجلة خاصة لإصدارات الشباب الجديدة.
رواية "أن تحبك جيهان" هي آخر روايات الكاتب الكبير مكاوي سعيد والتي استغرقت كتابتها ثلاثة أعوام ونصف، بعد رواية تغريدة البجعة التي وصلت إلى القائمة القصيرة في نسخة البوكر الأولى عام 2007.
أما الكاتب شريف عبد المجيد فقد صرح أنه لم يقرر بعد أين سوف يقضي إجازة العيد، موضحًا أنه ما زال حائرًا بين الواحات البحرية أو زيارة المتحف القبطي.
وأضاف شريف عبد المجيد في تصريحات خاصة لجريدة البوابة، أنه قرأ مؤخرًا كتاب يوحنا الأرمني وأيقوناته، وهو فنان من القاهرة الفاطمية، وهو ما شجعه على زيارة المتحف القبطي والقاهرة القديمة جامع عمرو والكنيسة المعلقة، من أجل مشاهدة أعماله.
شريف عبد المجيد صدر له مؤخرًا كتاب "سيوة ظل الواحة" عن الهيئة العامة للكتاب، وهو كتاب مصور يعرض فيه الكاتب صور عن واحة سيوة، وأن زيارته للواحات البحرية من أجل عمل كتاب مصور جديد.
وصرحت الكاتبة اللبنانية جنى الحسن، أنه سوف تقضي إجازة عيد الفطر المبارك في لبنان وسط الأهل والأقارب، مضيفة في تصريح خاص لجريدة البوابة، أنها سوف تتوجه إلى أمريكا بعد قضاء الإجازة في لبنان مباشرة.
جنى الحسن صدر لها مؤخرًا رواية طابق 99 والتي وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر في دورتها الأخيرة، وهي تدور حول بطلة حائرة بين أصولها اللبنانية وإقامتها في طابق 99 بأمريكا.
كما صرح الكاتب الكبير ناصر عراق أنه سوف يقضي إجازة عيد الفطر المبارك مع أسرته في دبي، وأنه يحب مدينة دبي كثيرا في الأعياد نظرا لما تعده هذه المدينة الفريدة من فعاليات مدهشة لكل الأعمار، مضيفًا أنه قضى في دبي أكثر من 10 أعياد.
بينما قال الكاتب الكبير يوسف القعيد، إن مظاهر بهجة العيد، كانت في الطفولة، حيث كان الصغار يفرحون بالعيد، والملابس الجديدة والعيدية.
وأضاف القعيد: "كنا نقضي ليلة العيد في السهر ما بين الترزي الذي يفصل لنا ملابس العيد، ثم نذهب إلى صانع الأحذية لكى نستلم حذاء العيد، فما إن يهل صباح العيد، ونسمع التكبيرات من فوق المساجد، حتى يذهب كل طفل ممسكًا بيد والده ليدخل المسجد بأُبهة ملابس العيد حتى يراها أهل القرية، وكانت البلد كلها بتعيد، والأطفال يحصلون على العيدية من أقاربهم".
وأوضح القعيد، أن مظاهر العيد اختلفت الآن، بل ليس لها وجود بسبب التكنولوجيا التي اغتالت بهجة العيد.
وقال الناقد الأدبي عمر شهريار، إنه يقضي العيد في الإسكندرية مع أطفاله بعيدا عن القاهرة وضوضائها، ويقوم باللهو واللعب، وهذا أول عيد يقضيه بعيدا عن والدته.
وأضاف شهريار: وأنا صغير، العيد كان أفضل، ودائما ما كان العيد أفضل للصغار، مع الكِبَر الأشياء تفقد بهجتها.
كما قالت الفنانة التشكيلية والكاتبة ياسمين الخطيب، إنها تقضي العيد في المنزل كعادتها، لأن من يخرج من المنزل في مصر خلال الأعياد يجد الفنادق والمطاعم والسينمات وكل الأماكن مزدحمة جدًا.
وأضافت الخطيب: أحرص على ممارسة كل طقوس العيد المُبهجة "بداية من شراء بيجامة جديدة لليلة الوقفة، وملابس للعيد، وبلالين، وبمب، وصواريخ، ورغم أني أصبت منذ عدة أعوام إصابة بالغة بسبب صاروخ قذفته في الاتجاه الخطأ، إلا إني ما اتحرمتش".
وترى ياسمين أن المقارنة بين العيد اليوم وأعياد الماضي محسومة لصالح الماضي لاعتبارين، أولهما أننا كنا أطفالا، لا نحمل من هموم الدنيا إلا حيرة التفكير في كيفية صرف العيدية، والثاني أننا أصبحنا أكثر ارتباطًا بالتكنولوجيا وأكثر ابتعادًا عن بعضنا البعض "أذكر أن العائلة كلها كانت تجتمع في منزل جدي في أول أيام العيد، الكبار لا يكفون عن الحديث والضحك، والصغار لا يكفون عن اللعب واستعراض الملابس الجديدة، لكن اليوم الكبار والصغار يجمعهم منزل العائلة، ولكنهم مجتمعين، مفترقين، كل واحد منهم منشغل بالموبايل أو الآي باد، أو البلاي ستيشن"، وأضافت"شخصيًا لم أشعر ببهجة العيد منذ وفاة والدي.
ومن جانبه قال الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، إنه يفضل قضاء إجازة عيد الفطر في المنزل مع أسرته، وانشغاله ببعض الأعمال الفنية التي يعكف على الانتهاء منها، والتي جعلته يقضي العيد مع العائلة.
وأضاف نجيب: "ذكريات الاحتفال بعيد الفطر اختلفت باختلاف المراحل العمرية، ومن الذكريات التي لا تنسى في فترة الطفولة، فرحة الملابس الجديدة، وصلاة العيد مع الأسرة والأقارب في المسجد، وكنا ننتظر العيدية، لنقوم بتأجير "الدراجات" والتي كانت الحق الشرعي لنا في العيد، حيث تشدد العائلات على أبنائها من ركوب الدرجات في الأيام العادية، وبعد أن نقوم بتأجيرها، نتسابق بها خارج قريتنا مشتول السوق.
وتابع نجيب:" بالنسبة للعيدية من يحصل على عيدية كبيرة يكون صاحب الحظ الأوفر في الدخول للسينما الموجودة بالزقازيق، فالسينما والملابس الجديدة والعيدية من الذكريات التي لا تنسى في العيد، والتي كانت تدخل الفرحة والبهجة في قلوبنا ونحن صغار، فبهجة العيد اختفت لأن الناس أصبحت في عزله عن بعضها، وفي القاهرة بهجة العيد انعدمت بسبب انغلاق الناس على نفسها.
وقال الروائي ناصر عراق، إنه يقضي إجازة عيد الفطر المبارك مع أسرته في دبي، خاصة أنه يحب مدينة دبي كثيرا في الاعياد نظرا لما تعده هذه المدينة الفريدة من فعاليات مدهشة لكل الأعمار، مضيفًا أنه قضى في دبي أكثر من 10 أعياد.
وأضاف عراق: "العيد مرتبط بالطفولة بشكل رئيسي فله فرحة كبرى، وما زلت أتذكر كيف كنا ننتظر قدومه بفارغ الصبر، وكان أطفال الحي في شبرا الخيمة حيث طفولتي وشبابي يجتمعون في ليالي رمضان يتحدثون عن الملابس الجديدة التي سيشتريها آباؤهم لهم من أجل العيد، ومع صلاة العيد تغمر القلوب فرحة كبيرة، نخرج بعدها نحو شوارع الحي نلهو ونلعب بالبالونات الملونة ونحن فخورون بملابسنا القشيبة، ثم نهرع إلى محال الكشري لنتناول طعامنا، أو نذهب إلى السينما القريبة لنشاهد الأفلام الجديدة.
وتابع عراق:" أذكر جيدا أنني شاهدت فيلم "أميرة حبي أنا" في أول أيام عيد 1974، كما لا يمكن أن أنسى أغنية أم كلثوم التي يقول مطلعها "يا ليلة العيد أنستينا وجددت الأمل فينا"، إنها أول وأهم علامة أن العيد بات قاب قوسين أو أدنى، كذلك يصح القول بأن العيد يترافق مع ذهابنا إلى الحلاق استعدادا لقدومه، وهكذا تجد نساء القاهرة كلها في آخر ليالي رمضان مشغولة بصناعة كعك العيد، وترى الرجال والأطفال يقفون أمام الحلاق ينتظرون دورهم، وينصت الجميع إلى أم كلثوم وهي تترنم بليلة العيد، ثم يأتي دور تبادل الزيارات بين الأقارب والجيران لتبادل التهاني، إنها أيام وذكريات لا تمحى أبدا.
ومن جانبه قال الكاتب جار النبي الحلو إن ليلة العيد تختلف في كل مرحلة عمرية، مشيرا إلى أن "العيد" في المحلة خلال شبابه، كان يتم الاستعداد له والاحتفال به بشكل مختلف.
وأضاف، متحدثا عن ذكرياته في العيد، "كان منزل أسرتي على ضفة النيل، وكان أصدقائي المثقفون ومن بينهم الكاتب المنسي قنديل، نتقابل لنركب مركبا شراعيا يأخذنا في رحلة نيلية، وكان لها مذاق خاص ما زلت أشعر به حتى تلك اللحظة".
وتابع "وفي الليلة العيد غالبا ما كنا نلتقي، ومثقفي المحلة، لنتسابق مسابقات ثقافية عديدة كنا نعمل عليها طوال شهر رمضان، كنا بذلك نستمتع بأفكار كتب نختبر افكارنا الشبابية فيها، وبعدها كنا نذهب إلى ساحة يجتمع فيها كل الألعاب التي مازالت تنصب في الأعياد للأطفال والشباب، ولكن " الملاهي " كانت أقل روعة عن الآن ولكن كانت تبهرنا الحالة التي كنا فيها نشعر بفرحة العيد".
وقال "كنت أخاف ركوب " المراجيح" ولم أركبها عمري، وكنت أندهش من جرأة من يركبوها، كنت أقف أمام الساحر مشدوها ومستمتعا بدرجة من يتأرجح في الهواء، وما أحافظ علية منذ كنت شابا حتى الآن، هو أني مازلت أشتري الملابس الجديدة، حتى أشعر بفرحة العيد، ولكن اليوم مع أولادي وأحفادي".
ومن جانبه قال الروائي سعيد الكفراوي، إنه يقضى عطلة عيد الفطر في قريته كفر حجازي بمحافظة الغربية، ويسافر في كل عيد ليشارك العائلة في احتفالها بالعيد.
وأضاف الكفراوي:" مع السفر إلى القرية، استعيد الأيام الجميلة والمشاهد ومظاهر العيد في الطفولة، وتمر أمامي بهجة العيد، وحصولي على العيدية، ثم أذهب للمركز للدخول السينما مع أول فتاة أتعرف عليها، ثم تمر أمامي ذكريات العيد في حقبة الخمسينات والستينات والسبعينات، ومرارة الهزيمة وفرحة النصر، وأتذكر أصدقائي الذين قضيت معهم أيام العيد الجميلة".
وأوضح الكفراوي، إن بهجة العيد، اختلفت من فترة، عندما كان صغير ينتظر العيدية، ويستعد للاحتفال بالعيد، اما الآن فالعيد بلا طعم، وفرحته للأطفال الصغار، ولكنه يرى من خلال العيد ذكريات الماضي ونظرة للمستقبل للخروج بمصر إلى أفضل حال.
كما أوضح الدكتور أحمد نوار، رئيس لجنة الفنون التشكيلة بالمجلس الأعلى للثقافة، أنه في طفولته كان ينتظر صعود الشيخ إبراهيم إلى أعلى مسجد القرية لحظة غروب الشمس لرفع آذان المغرب، إيذانا بالإفطار.
وأضاف نوار، أنه يتذكر قيامه في فترة الشباب بالمشاركة في حرب الاستنزاف وكان من حظه قيامه بأقتناص ثلاثة صهاينة في موعد الافطار في ثلاث أيام متتالية.
وتابع نوار، أنه يقضي عيد الفطر، مع أولاده وأحفاده بالساحل الشمالى، ويلتقي أصدقائه بعد العيد.
ومن جانبه قال الشاعر محمد الحمامصي: لقد كانت نزهتنا الأساسية في أيام العيد ونحن أطفال، في مدينة أخميم، هي التجول في مدينة سوهاج عاصمة محافظة سوهاج، حيث السينما وآلات التصوير الفوتوغرافي الأبيض وأسود وكذلك حيث الحدائق والمنتزهات.
وأضاف الحمامصي: نصلي العيد برفقة الآباء ثم نتوجه لزيارة المقابر وقراءة الفاتحة لموتانا وهناك إلى جوار المقابر وحولها كانت توجد سوق شعبية تبيع الزمامير والطبول والرق والحلوى الصعيدي "الجلاب" المصنوعة من العسل الأسود، ثم نذهب إلى المنزل حيث نتلقى العيدية. وبعدها نتوجه إلى عربات الكارو في أول البلد والتي تذهب بنا إلى سوهاج حيث نقوم بجولتنا.
وواصل الحمامصي: كان إفطار العيد فخيما جدا، حيث صواني المحشي والرقاق والكبدة واللحم والبسبوسة والكنافة وغيرها فضلا عن الفاكهة وكعك وبسكويت العيد المصنوع بالطبع في المنزل، والعيد كان في طفولتنا فرحة حقيقية لا تشوبها شائبة، النفوس والقلوب صافية لا يعكر صفوها أي قلق أو توتر أو خصام، وتتجلى طيبة الناس في كل التصرفات والسلوكيات خاصة في زيارات التهاني في اليوم الثاني.
وأكمل الحمامصي: لا مقارنة بين عيد اليوم وأيام زمان إطلاقا، فالناس هذه الأيام تقضي العيد كأي يوم إجازة بلا أي اعتناء أو مفاضلة بينه وبين أي يوم عادي.
وفي الختام قال الروائي الكبير يوسف القعيد، إنه يقضي إجازة عيد الفطر في قريته بمحافظة البحيرة، وهناك عادة يقوم بها الناس في العيد، وهي زيارة المقابر، ويقوم بقراءة القرآن على روح والديه.
وأضاف القعيد: عادة زيارة المقابر تذكرني بقصيدة للشاعر الراحل صلاح عبدالصبور:
(زرنا موتانا في يوم العيد وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى.
وبسطناها في حضن المقبرة الريفية وجلسنا، كسرنا خبزًا وشجونًا
وتساقينا دمعًا وأنينًا
وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا
أن نلقى موتانا في يوم العيد القادم.
يا موتانا
كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة
ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى
والبيت الواطئ في سفح الأجران
كانت نسمات الليل تعيركم ريشًا سحريًا
موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان حين الأصوات تموت
ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران
سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان
هل جئتم تأنسون بنا؟
هل نعطيكم طرفًا من مرقدنا؟
هل ندفئكم فينا من برد الليل؟
نتدفأ فيكم من خوف الوحده
حتى يدنو ضوء الفجر، ويعلو الديك سقوف البلدة
فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان
عودوا يا موتانا
سندبر في منحنيات الساعات هنيهات
نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعًان أو تروي ظمأ
لكن لقم من تذكار،
حتى نلقاكم في ليل آت.
مرت أيام يا موتانا، مرت أعوام
يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة
يا قاسية القلب النار
لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك
حتى صرنا أحطابا محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان
حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان
عفوًا يا موتانا
أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد
لما أدركتم أنا صرنا أحطابًا في صخر الشارع ملقاة
أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن
قد نذكركم مرات عبر العام
كما نذاكر حلمًا لم يتمهل في العين
لكن ضجيج الحاضرة الصخرية
لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن
أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، ونلم ملامحكم
ونخبئها طي الجفن.
يا موتانا
ذكراكم قوت القلب
في أيام عزت فيها الأقوات
لا تنسونا.. حتى نلقاكم
لا تنسونا.. حتى نلقاكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.