«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المثقفون في العيد.. يوسف القعيد: أذهب إلى زيارة المقابر.. سعيد الكفراوي: ذكريات احتفالي بالعيد تمر أمامي خلال سفري للقرية.. محمد عبلة: أحتفل بالعيد وسط العائلة بالبحيرة
نشر في البوابة يوم 18 - 07 - 2015

كتب: محمد حافظ - إبراهيم سليمان - زياد إبراهيم - طارق سعيد - سارة الأمين
مع حلول عيد الفطر المبارك، ترتسم الفرحة على الوجوه، ويذهب الجميع للراحة بعد عناء شهر الصيام، والعمل في نهار رمضان.
وفي هذا السياق البوابة نيوز تواصلت مع العديد من الكُتاب والمثقفين لمعرفة أين يقضي الكتاب والأدباء إجازة عيد الفطر المبارك، ففي البداية قال الفنان التشكيلي محمد عبلة، إنه يقضي أول أيام العيد، بين أفراد عائلته في البحيرة، لاستعادة الجو العائلي، وليشاركم في الفرحة بعيد الفطر المبارك، ويستعيد الذكريات الجميلة معهم.
وأضاف عبلة: هناك برنامج يقوم من خلاله بالاحتفال بالعيد، حيث اليوم الأول في البحيرة ووسط العائلة، واليوم الثاني في القاهرة مع الأصدقاء، في الفيوم".
وأوضح عبلة: "الاحتفال بالعيد، يحمل ذكرياته الجميلة، التي نستعيدها ونحافظ عليها من خلال الجو العائلي".
ومن جانبه قال الكاتب الكبير مكاوي سعيد إنه سوف يتوجه إلى الإسكندرية لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك، مضيفًا أن المنتجعات الجديدة زارها ولم يشعر فيها بالراحة.
وأضاف مكاوي في تصريحات خاصة لجريدة البوابة، إن روايته الأخيرة "أن تحبك جيهان" والصادرة عن دار المصرية اللبنانية أخذت منه مجهودا كبيرا في كتابتها، موضحًا أنه سوف يستجم في الإسكندرية بعد اطمئنانه على روايته، مؤكدًا أنه سوف يبدأ في قراءة بعض الأعمال والروايات المؤجلة خاصة لإصدارات الشباب الجديدة.
رواية "أن تحبك جيهان" هي آخر روايات الكاتب الكبير مكاوي سعيد والتي استغرقت كتابتها ثلاثة أعوام ونصف، بعد رواية تغريدة البجعة التي وصلت إلى القائمة القصيرة في نسخة البوكر الأولى عام 2007.
أما الكاتب شريف عبد المجيد فقد صرح أنه لم يقرر بعد أين سوف يقضي إجازة العيد، موضحًا أنه ما زال حائرًا بين الواحات البحرية أو زيارة المتحف القبطي.
وأضاف شريف عبد المجيد في تصريحات خاصة لجريدة البوابة، أنه قرأ مؤخرًا كتاب يوحنا الأرمني وأيقوناته، وهو فنان من القاهرة الفاطمية، وهو ما شجعه على زيارة المتحف القبطي والقاهرة القديمة جامع عمرو والكنيسة المعلقة، من أجل مشاهدة أعماله.
شريف عبد المجيد صدر له مؤخرًا كتاب "سيوة ظل الواحة" عن الهيئة العامة للكتاب، وهو كتاب مصور يعرض فيه الكاتب صور عن واحة سيوة، وأن زيارته للواحات البحرية من أجل عمل كتاب مصور جديد.
وصرحت الكاتبة اللبنانية جنى الحسن، أنه سوف تقضي إجازة عيد الفطر المبارك في لبنان وسط الأهل والأقارب، مضيفة في تصريح خاص لجريدة البوابة، أنها سوف تتوجه إلى أمريكا بعد قضاء الإجازة في لبنان مباشرة.
جنى الحسن صدر لها مؤخرًا رواية طابق 99 والتي وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر في دورتها الأخيرة، وهي تدور حول بطلة حائرة بين أصولها اللبنانية وإقامتها في طابق 99 بأمريكا.
كما صرح الكاتب الكبير ناصر عراق أنه سوف يقضي إجازة عيد الفطر المبارك مع أسرته في دبي، وأنه يحب مدينة دبي كثيرا في الأعياد نظرا لما تعده هذه المدينة الفريدة من فعاليات مدهشة لكل الأعمار، مضيفًا أنه قضى في دبي أكثر من 10 أعياد.
بينما قال الكاتب الكبير يوسف القعيد، إن مظاهر بهجة العيد، كانت في الطفولة، حيث كان الصغار يفرحون بالعيد، والملابس الجديدة والعيدية.
وأضاف القعيد: "كنا نقضي ليلة العيد في السهر ما بين الترزي الذي يفصل لنا ملابس العيد، ثم نذهب إلى صانع الأحذية لكى نستلم حذاء العيد، فما إن يهل صباح العيد، ونسمع التكبيرات من فوق المساجد، حتى يذهب كل طفل ممسكًا بيد والده ليدخل المسجد بأُبهة ملابس العيد حتى يراها أهل القرية، وكانت البلد كلها بتعيد، والأطفال يحصلون على العيدية من أقاربهم".
وأوضح القعيد، أن مظاهر العيد اختلفت الآن، بل ليس لها وجود بسبب التكنولوجيا التي اغتالت بهجة العيد.
وقال الناقد الأدبي عمر شهريار، إنه يقضي العيد في الإسكندرية مع أطفاله بعيدا عن القاهرة وضوضائها، ويقوم باللهو واللعب، وهذا أول عيد يقضيه بعيدا عن والدته.
وأضاف شهريار: وأنا صغير، العيد كان أفضل، ودائما ما كان العيد أفضل للصغار، مع الكِبَر الأشياء تفقد بهجتها.
كما قالت الفنانة التشكيلية والكاتبة ياسمين الخطيب، إنها تقضي العيد في المنزل كعادتها، لأن من يخرج من المنزل في مصر خلال الأعياد يجد الفنادق والمطاعم والسينمات وكل الأماكن مزدحمة جدًا.
وأضافت الخطيب: أحرص على ممارسة كل طقوس العيد المُبهجة "بداية من شراء بيجامة جديدة لليلة الوقفة، وملابس للعيد، وبلالين، وبمب، وصواريخ، ورغم أني أصبت منذ عدة أعوام إصابة بالغة بسبب صاروخ قذفته في الاتجاه الخطأ، إلا إني ما اتحرمتش".
وترى ياسمين أن المقارنة بين العيد اليوم وأعياد الماضي محسومة لصالح الماضي لاعتبارين، أولهما أننا كنا أطفالا، لا نحمل من هموم الدنيا إلا حيرة التفكير في كيفية صرف العيدية، والثاني أننا أصبحنا أكثر ارتباطًا بالتكنولوجيا وأكثر ابتعادًا عن بعضنا البعض "أذكر أن العائلة كلها كانت تجتمع في منزل جدي في أول أيام العيد، الكبار لا يكفون عن الحديث والضحك، والصغار لا يكفون عن اللعب واستعراض الملابس الجديدة، لكن اليوم الكبار والصغار يجمعهم منزل العائلة، ولكنهم مجتمعين، مفترقين، كل واحد منهم منشغل بالموبايل أو الآي باد، أو البلاي ستيشن"، وأضافت"شخصيًا لم أشعر ببهجة العيد منذ وفاة والدي.
ومن جانبه قال الفنان التشكيلي عز الدين نجيب، إنه يفضل قضاء إجازة عيد الفطر في المنزل مع أسرته، وانشغاله ببعض الأعمال الفنية التي يعكف على الانتهاء منها، والتي جعلته يقضي العيد مع العائلة.
وأضاف نجيب: "ذكريات الاحتفال بعيد الفطر اختلفت باختلاف المراحل العمرية، ومن الذكريات التي لا تنسى في فترة الطفولة، فرحة الملابس الجديدة، وصلاة العيد مع الأسرة والأقارب في المسجد، وكنا ننتظر العيدية، لنقوم بتأجير "الدراجات" والتي كانت الحق الشرعي لنا في العيد، حيث تشدد العائلات على أبنائها من ركوب الدرجات في الأيام العادية، وبعد أن نقوم بتأجيرها، نتسابق بها خارج قريتنا مشتول السوق.
وتابع نجيب:" بالنسبة للعيدية من يحصل على عيدية كبيرة يكون صاحب الحظ الأوفر في الدخول للسينما الموجودة بالزقازيق، فالسينما والملابس الجديدة والعيدية من الذكريات التي لا تنسى في العيد، والتي كانت تدخل الفرحة والبهجة في قلوبنا ونحن صغار، فبهجة العيد اختفت لأن الناس أصبحت في عزله عن بعضها، وفي القاهرة بهجة العيد انعدمت بسبب انغلاق الناس على نفسها.
وقال الروائي ناصر عراق، إنه يقضي إجازة عيد الفطر المبارك مع أسرته في دبي، خاصة أنه يحب مدينة دبي كثيرا في الاعياد نظرا لما تعده هذه المدينة الفريدة من فعاليات مدهشة لكل الأعمار، مضيفًا أنه قضى في دبي أكثر من 10 أعياد.
وأضاف عراق: "العيد مرتبط بالطفولة بشكل رئيسي فله فرحة كبرى، وما زلت أتذكر كيف كنا ننتظر قدومه بفارغ الصبر، وكان أطفال الحي في شبرا الخيمة حيث طفولتي وشبابي يجتمعون في ليالي رمضان يتحدثون عن الملابس الجديدة التي سيشتريها آباؤهم لهم من أجل العيد، ومع صلاة العيد تغمر القلوب فرحة كبيرة، نخرج بعدها نحو شوارع الحي نلهو ونلعب بالبالونات الملونة ونحن فخورون بملابسنا القشيبة، ثم نهرع إلى محال الكشري لنتناول طعامنا، أو نذهب إلى السينما القريبة لنشاهد الأفلام الجديدة.
وتابع عراق:" أذكر جيدا أنني شاهدت فيلم "أميرة حبي أنا" في أول أيام عيد 1974، كما لا يمكن أن أنسى أغنية أم كلثوم التي يقول مطلعها "يا ليلة العيد أنستينا وجددت الأمل فينا"، إنها أول وأهم علامة أن العيد بات قاب قوسين أو أدنى، كذلك يصح القول بأن العيد يترافق مع ذهابنا إلى الحلاق استعدادا لقدومه، وهكذا تجد نساء القاهرة كلها في آخر ليالي رمضان مشغولة بصناعة كعك العيد، وترى الرجال والأطفال يقفون أمام الحلاق ينتظرون دورهم، وينصت الجميع إلى أم كلثوم وهي تترنم بليلة العيد، ثم يأتي دور تبادل الزيارات بين الأقارب والجيران لتبادل التهاني، إنها أيام وذكريات لا تمحى أبدا.
ومن جانبه قال الكاتب جار النبي الحلو إن ليلة العيد تختلف في كل مرحلة عمرية، مشيرا إلى أن "العيد" في المحلة خلال شبابه، كان يتم الاستعداد له والاحتفال به بشكل مختلف.
وأضاف، متحدثا عن ذكرياته في العيد، "كان منزل أسرتي على ضفة النيل، وكان أصدقائي المثقفون ومن بينهم الكاتب المنسي قنديل، نتقابل لنركب مركبا شراعيا يأخذنا في رحلة نيلية، وكان لها مذاق خاص ما زلت أشعر به حتى تلك اللحظة".
وتابع "وفي الليلة العيد غالبا ما كنا نلتقي، ومثقفي المحلة، لنتسابق مسابقات ثقافية عديدة كنا نعمل عليها طوال شهر رمضان، كنا بذلك نستمتع بأفكار كتب نختبر افكارنا الشبابية فيها، وبعدها كنا نذهب إلى ساحة يجتمع فيها كل الألعاب التي مازالت تنصب في الأعياد للأطفال والشباب، ولكن " الملاهي " كانت أقل روعة عن الآن ولكن كانت تبهرنا الحالة التي كنا فيها نشعر بفرحة العيد".
وقال "كنت أخاف ركوب " المراجيح" ولم أركبها عمري، وكنت أندهش من جرأة من يركبوها، كنت أقف أمام الساحر مشدوها ومستمتعا بدرجة من يتأرجح في الهواء، وما أحافظ علية منذ كنت شابا حتى الآن، هو أني مازلت أشتري الملابس الجديدة، حتى أشعر بفرحة العيد، ولكن اليوم مع أولادي وأحفادي".
ومن جانبه قال الروائي سعيد الكفراوي، إنه يقضى عطلة عيد الفطر في قريته كفر حجازي بمحافظة الغربية، ويسافر في كل عيد ليشارك العائلة في احتفالها بالعيد.
وأضاف الكفراوي:" مع السفر إلى القرية، استعيد الأيام الجميلة والمشاهد ومظاهر العيد في الطفولة، وتمر أمامي بهجة العيد، وحصولي على العيدية، ثم أذهب للمركز للدخول السينما مع أول فتاة أتعرف عليها، ثم تمر أمامي ذكريات العيد في حقبة الخمسينات والستينات والسبعينات، ومرارة الهزيمة وفرحة النصر، وأتذكر أصدقائي الذين قضيت معهم أيام العيد الجميلة".
وأوضح الكفراوي، إن بهجة العيد، اختلفت من فترة، عندما كان صغير ينتظر العيدية، ويستعد للاحتفال بالعيد، اما الآن فالعيد بلا طعم، وفرحته للأطفال الصغار، ولكنه يرى من خلال العيد ذكريات الماضي ونظرة للمستقبل للخروج بمصر إلى أفضل حال.
كما أوضح الدكتور أحمد نوار، رئيس لجنة الفنون التشكيلة بالمجلس الأعلى للثقافة، أنه في طفولته كان ينتظر صعود الشيخ إبراهيم إلى أعلى مسجد القرية لحظة غروب الشمس لرفع آذان المغرب، إيذانا بالإفطار.
وأضاف نوار، أنه يتذكر قيامه في فترة الشباب بالمشاركة في حرب الاستنزاف وكان من حظه قيامه بأقتناص ثلاثة صهاينة في موعد الافطار في ثلاث أيام متتالية.
وتابع نوار، أنه يقضي عيد الفطر، مع أولاده وأحفاده بالساحل الشمالى، ويلتقي أصدقائه بعد العيد.
ومن جانبه قال الشاعر محمد الحمامصي: لقد كانت نزهتنا الأساسية في أيام العيد ونحن أطفال، في مدينة أخميم، هي التجول في مدينة سوهاج عاصمة محافظة سوهاج، حيث السينما وآلات التصوير الفوتوغرافي الأبيض وأسود وكذلك حيث الحدائق والمنتزهات.
وأضاف الحمامصي: نصلي العيد برفقة الآباء ثم نتوجه لزيارة المقابر وقراءة الفاتحة لموتانا وهناك إلى جوار المقابر وحولها كانت توجد سوق شعبية تبيع الزمامير والطبول والرق والحلوى الصعيدي "الجلاب" المصنوعة من العسل الأسود، ثم نذهب إلى المنزل حيث نتلقى العيدية. وبعدها نتوجه إلى عربات الكارو في أول البلد والتي تذهب بنا إلى سوهاج حيث نقوم بجولتنا.
وواصل الحمامصي: كان إفطار العيد فخيما جدا، حيث صواني المحشي والرقاق والكبدة واللحم والبسبوسة والكنافة وغيرها فضلا عن الفاكهة وكعك وبسكويت العيد المصنوع بالطبع في المنزل، والعيد كان في طفولتنا فرحة حقيقية لا تشوبها شائبة، النفوس والقلوب صافية لا يعكر صفوها أي قلق أو توتر أو خصام، وتتجلى طيبة الناس في كل التصرفات والسلوكيات خاصة في زيارات التهاني في اليوم الثاني.
وأكمل الحمامصي: لا مقارنة بين عيد اليوم وأيام زمان إطلاقا، فالناس هذه الأيام تقضي العيد كأي يوم إجازة بلا أي اعتناء أو مفاضلة بينه وبين أي يوم عادي.
وفي الختام قال الروائي الكبير يوسف القعيد، إنه يقضي إجازة عيد الفطر في قريته بمحافظة البحيرة، وهناك عادة يقوم بها الناس في العيد، وهي زيارة المقابر، ويقوم بقراءة القرآن على روح والديه.
وأضاف القعيد: عادة زيارة المقابر تذكرني بقصيدة للشاعر الراحل صلاح عبدالصبور:
(زرنا موتانا في يوم العيد وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى.
وبسطناها في حضن المقبرة الريفية وجلسنا، كسرنا خبزًا وشجونًا
وتساقينا دمعًا وأنينًا
وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا
أن نلقى موتانا في يوم العيد القادم.
يا موتانا
كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة
ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى
والبيت الواطئ في سفح الأجران
كانت نسمات الليل تعيركم ريشًا سحريًا
موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان حين الأصوات تموت
ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران
سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان
هل جئتم تأنسون بنا؟
هل نعطيكم طرفًا من مرقدنا؟
هل ندفئكم فينا من برد الليل؟
نتدفأ فيكم من خوف الوحده
حتى يدنو ضوء الفجر، ويعلو الديك سقوف البلدة
فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان
عودوا يا موتانا
سندبر في منحنيات الساعات هنيهات
نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعًان أو تروي ظمأ
لكن لقم من تذكار،
حتى نلقاكم في ليل آت.
مرت أيام يا موتانا، مرت أعوام
يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة
يا قاسية القلب النار
لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك
حتى صرنا أحطابا محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان
حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان
عفوًا يا موتانا
أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد
لما أدركتم أنا صرنا أحطابًا في صخر الشارع ملقاة
أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن
قد نذكركم مرات عبر العام
كما نذاكر حلمًا لم يتمهل في العين
لكن ضجيج الحاضرة الصخرية
لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن
أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، ونلم ملامحكم
ونخبئها طي الجفن.
يا موتانا
ذكراكم قوت القلب
في أيام عزت فيها الأقوات
لا تنسونا.. حتى نلقاكم
لا تنسونا.. حتى نلقاكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.