“,”شواهد القبور الأيوبية والمملوكية في مصر“,” عنوان كتاب جديد أصدرته مكتبة الإسكندرية اليوم الاثنين، يضم دراسة لكتابات وزخارف تاريخية تم رسمها على شواهد قبور تلك الحقبة في تاريخ مصر والتي امتدت في الفترة بين عامي 1172 إلى 1517 والتي تعكس الحياة الاجتماعية والفنية والاقتصادية لتلك الفترة . وذكر بيان للمكتبة اليوم أن أهمية هذا الكتاب تأتي لكونه دراسة علمية تتناول مجموعة من شواهد القبور الإسلامية التي ترجع إلى العصرين الأيوبي والمملوكي في مصر؛ يتم نشرها نشرًا علميًا لأول مرة، حيث تميزت مصر عبر عصورها الإسلامية المختلفة بكثرة ما عثر فيها من شواهد قبور إسلامية وجدت في أرجائها المختلفة . ويقع الكتاب في 340 صفحة، ويضم معجما للمصطلحات الخطية، وعشرات الصور الملونة والتفريغات الفنية المختلفة، وهو عبارة عن دراسة للباحث علاء الدين عبد العال مدرس الكتابات والنقوش الأثرية الإسلامية بقسم الآثار الإسلامية بكلية الآداب في جامعة سوهاج (جنوب). وأثبت عبد العال في دراسته لتلك الشواهد وما احتوته من كتابات وزخارف، اهتمام الفنان المسلم بها وبزخرفتها، بالإضافة إلى تطور الخط العربي وطرق كتابته وأسلوب تنفيذه على شتى المواد المختلفة . ويقول عبد العال في دراسته إن “,”شواهد القبور تعد إحدى الأوعية التاريخية التي تحمل جانبًا معينًا يتعلق بتاريخ بعض الشخصيات ومكانتها ونسبها وفضائلها، تلك التي حرص من عاصروهم على تسجيلها على شواهد قبورهم بعد موتهم، وتعكس هذه الشواهد، وما عليها من كتابات، مظاهر اجتماعية ودينية ولغوية من مختلف العصور التي كتبت فيها “,”. وتأتى الاستفادة من تلك المجموعة في إظهار جوانب مهمة في مصر خلال الفترة الأيوبية والمملوكية، ويستفيد منها الباحث في الجوانب التاريخية أو معرفة التراجم والخطوط أو إيضاح جوانب تاريخية مغلقة تفتح آمالاً مهمة لدارس التاريخ، حيث عرض بالكتاب أراء بعض المؤرخين وأصحاب كتب الزيارات، وعلماء المسلمين والفقهاء في شواهد القبور والكتابة عليها، وعرض الكتاب أيضًا لبعض صناع شواهد القبور الإسلامية في العصرين الأيوبي والمملوكي، بحسب عبد العال . وعرض الكتاب أيضا لمراحل تطور الخط العربي عبر العصور الإسلامية، وتناول بالتفصيل الخط الكوفي وأشكاله المختلفة، ثم خط النسخ وبداية ظهوره، وأيضًا خط الثلث وانتشاره، والفارق بينه وبين خط النسخ . وتناول الكتاب أيضا نماذج للخط الثلث في العصر المملوكي وأشهر المدارس الخطية التي ظهرت في هذه الفترة، ومن أمثلتها مدرسة الشيخ شمس الدين الزفتاوي، ومدرسة ابن أبي رقيبة بالقاهرة . وترجع أهمية هذه المجموعة من شواهد القبور في دراسة صيغ النصوص بها ودراسة مجموعة أسماء تلقي بعض الضوء على التنقلات أو الهجرات التي حدثت لبعض القبائل العربية، أو هجرات الأجناس الأخرى المتنوعة إلى مصر، والتي وفدت إليها واستقرت بها إلى أن توفاها الله؛ فدفنت بأرضها في هذه الفترة التاريخية، بحسب دراسة عبد العال . وأوضحت الدراسة وجود أنواع مختلفة ومتنوعة من الألقاب الإسلامية، منها ما كان موجودًا ومستخدمًا قبل العصر الأيوبي، ثم استمر استخدامه، ومنها ما ظهر لأول مرة في العصرين الأيوبي والمملوكي نتيجة لظروف سياسية أو دينية معينة . وقال عبد العال “,”أمكن من خلال دراسة مضمون كتابات شواهد القبور الإسلامية التعرف على تقسيم الجيش المملوكي، وأسماء بعض طبقاته أو فرقه، وكذلك بعض أسماء أفراد من هذه الطبقات، والذين وردت أسماؤهم ضمن مضمون كتابات هذه الشواهد“,”.