قال الدكتور محمد سعيد رسلان، الداعية السلفي بالمنوفية، إن الوطنية مطلب شرعي لأنها عاطفة تعبر عن انتماء المرء لبلده من أجل كلمة التوحيد الظاهرة وشرائع الإسلام المعلنة وقيام المسلم بحقوق وطنه المشروعة في الإسلام، مشيرًا إلى أن حب الوطن غريزة متأصلة في النفوس السوية. وأوضح في مقطع صوتي عبر موقعه الإلكتروني، اليوم الاثنين، أن الحب الشرعي للأوطان المسلمة يتطلب المحافظة على أمنها واستقرارها وتجنب الأسباب التي تؤدي إلى الفوضى والاضطراب والفساد، مؤكدًا أن الأمن في الأوطان من أعظم النعم على المسلمين. وأشار رسلان إلى أن الله فضل مصر على سائر البلدان، وشهد لها في كتابه بالكرم وعزم المنزلة، وذكرها باسمها وخصها دون غيرها وكرر ذكرها وأدام فضلها في آيات من القرآن، كما ورد في فضلها أحاديث عن النبي ذكر فيها عجمها ورحمهم، وحث على برهم ما لم يروا عن قوم من العجم غيرهم. وأضاف الداعية السلفي أن الله شرف مصر بالنسب الذي تحدث عنه النبي حيث تسرى بمارية أم إبراهيم بن رسول الله وهي من قرية في صعيد مصر أطلق عليها في أوائل القرن الثالث عشر من الهجرة «الشيخ عبادة» إحدى قرى شرق النيل بمركز ملوي بمحافظة المنيا. كما تزوج أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام هاجر أم العرب من مصر، وهي التي ولدت إسماعيل أبا العرب وجد رسول الله، وتزوج يوسف عليه السلام امرأة عزيز مصر بعد أن مكن الله له في الأرض، مؤكدًا أن نبي الله نوح عليه السلام قال إن مصر «أم البلاد وغوث العباد ونهرها أفضل أنهار الدنيا». وأكد أن عددًا كبيرًا من الأنبياء دخلوا مصر قبل قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ من بينهم إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ويوسف واثنا عشر نبيًا من ولد يعقوب (الأسباط)، وموسى وهارون ويوشع بن نون وعيسى بن مريم ودانيال. إضافة إلى من دخلها بعد الإسلام من الصحابة والفقهاء وأهل الشعر؛ منهم الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وعقبة بن عامر وأبو ذر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبي رافع مولى رسول الله، ومحمد بن مسلمة، وأبو أيوب، وعمار بن ياسر، وعمرو بن العاص، وأبو هريرة، وولد بمصر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. وتابع رسلان: «الإخوان يريدون تسليم مصر إلى أعدائها ويأمرون بالقتل والتحريق، ويزعمون أنهم يحملون الخير لها، وهم في الحقيقة يريدون بيعها بيعًا رخيصًا بثمن بخس باسم الإسلام الذي هو منهم بريء".
