تمر يوم بعد غد الإثنين الموافق 6 يوليو الحالى الذكرى ال1064 على افتتاح الخليفة المعز لدين الله الفاطمى لعاصمة مصر "القاهرة " في عام 969 م، حيث تعد "القاهرة" العاصمة رقم 19 على مدى التاريخ المصرى، والرابعة في العصر الإسلامي، وتم اختيار هذا اليوم ليكون عيدا قوميا لمحافظة القاهرة. وصرح عالم المصريات أحمد صالح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم بأنه خلال 5215 عاما في تاريخ مصر كانت عاصمة مصر تنتقل من مكان إلى آخر، وتغير مكانها إلى 19 مكانا مختلفا من الصعيد إلى الدلتا ومن شرق الدلتا إلى غربها، وكان مبرر النقل في العصور الفرعونية هو اما انها مقر وموطن الملوك الذين حكموا مصر أو الانتقال اليها لأسباب سياسية أو حربية أو حتى لأسباب دينية. واستعرض صالح عواصم مصر ال 19 على مر التاريخ حيث كانت العاصمة الأولى هي مدينة " ثني" وهذه المدينة هى بمحافظة سوهاج ولكن غير معروف مكانها، ومثلت ثنى العاصمة في الأسرة الأولى 3100 ق م، وعانت العاصمة من الإهمال بعد انتقال العاصمة إلى منف، ولم تبق كعاصمة إلا 40 عاما فقط، فيما تعد مدينة منف العاصمة الثانية لمصر وبقاياها حاليا في ميت رهينة بمركز البدرشين بالجيزة، واصبحت منف عاصمة مصر من الأسرة الأولى إلى الأسرة الثامنة من منتصف القرن ال30إلى 2060 ق م. وقال إن " نن – نيسو " كانت العاصمة الثالثة لمصر وهى تقع حاليا باهناسيا غرب مدينة بنى سويف، وحكم مصر من هذه العاصمة ملوك الأسرتين التاسعة والعاشرة لمدة 120 عاما من 2180 إلى 2060 ق م، وتعد " واست " العاصمة الرابعة والتي اختارها ملوك الأسرة الحادية عشرة أوائل القرن الثامن عشر قبل الميلاد وسماها الأغريق اسم طيبة لتكون عاصمة لمصر،فيما تعد " ايثت – تاوي " العاصمة الخامسة ويحددها الباحثون بأنها في اللشت جنوبالجيزة واختارها الملك امنمحات مكانا جديدا لعاصمته بهدف منع تسلل الآسيويين إلى مصر. وأضاف أن المؤرخ المصرى مانيتون أشار إلى أن ملوك الأسرة الرابعة عشرة اختاروا مدينة خويس (سخا)، تقع في وسط الدلتا، عاصمة سادسة لمصر طوال 65 عاما، أما العاصمة السابعة فكانت "حت – وعرت" والتي اختارها الغزاة الهكسوس أثناء حكمهم مصر وهى تقع حاليا في تل الضبعة بمحافظة الشرقية، فيما تعد العاصمة الثامنة هى " أخيت – أتون" حيث أنه في منتصف القرن 14 ق م د تم نقل العاصمة من طيبة إلى أخيت - أتون، وتقع حاليا في تل العمارنة جنوب مدينة المنيا، وظلت عاصمة مصر لمدة 17 عاما. وتابع أنه في أوائل القرن 13 ق م قرر الملك رمسيس متابعة أمور المدن الفلسطينية واللبنانية والسورية التابعة لإمبراطورية مصر كما أن ظهور قوة الحيثيين وتهديدهم لمصر جعل الملك رمسيس الثانى ينقل العاصمة إلى مكان قريب من سيناء ولتكون محطة لخروج الجيش المصرى ولذا اختار مكانا لبناء عاصمته " بي – رمسيس" وهى تقع حاليا في قنطير بمحافظة الشرقية، لافتا إلى أن العاصمة العاشرة لمصر كانت " جعنت " والتي اختارها ملوك الأسرة 21، وتقع حاليا في صان الحجر بمحافظة الشرقية، وظلت عاصمة لمصر مدة 125 سنة، وفى أواخر القرن التاسع قبل الميلاد اتخذها ملوك الأسرة 23 عاصمة لهم أيضا لمدة 103 أعوام. وأشار إلى أن عاصمة مصر رقم 11 كانت " بر – باست" والتي اختارها ملوك الأسرة 22، وتقع حاليا في تل بسطة بمحافظة الشرقية، وظلت عاصمة مصر لمدة 230 عاما، بينما انتقلت عاصمة مصر إلى " ساو " التي يسميها الاغريق سايس 3 مرات، وكانت تقع على الضفة الغربية لفرع النيل الكانوبى في غرب الدلتا وهى تقع حاليا في صان الحجر، وتعد " جدت" العاصمة ال 13 لمصر والتي اختارها ملوك الأسرة 29 وظلت 19 عاما فقط عاصمة لمصر، وتوجد بقايا هذه العاصمة في موقع يسمى تل الربع بمحافظة الدقهلية. وأوضح صالح أنه بدءا من الربع الأول من القرن الرابع ق م وحتى دخول الاسكندر الأكبر مصر، اختار ملوك الاسرة ال30 عاصمة جديدة لمصر وهى مدينة ثب - نتر أو كما سماها الأغريق سبنيتوس، وهى تقع حاليا في مدينة سمنود بمحافظة الغربية، وظلت عاصمة لمصر لمدة 47 عاما حتى جاء الاسكندر ونقل العاصمة إلى الإسكندرية وهى العاصمة رقم 15 في تاريخ مصر والتي ظلت قرابة العشرة قرون. وعن عواصم مصر في العصر الإسلامي، قال صالح إنه عندما دخل العرب مصر عام 22 ه، 642م اختار عمرو بن العاص مكانا جديدا لأول عاصمة لمصر في العهد العربى والاسلامى وهى مدينة "الفسطاط " بناء على تعليمات الخليفة عمر بن الخطاب، وظلت عاصمة لمصر قرابة 5 قرون، وفى العصر العباسى انتقلت عاصمة مصر من الفسطاط إلى العسكر " العاصمة ال 17 لمصر "، وظلت لمدة 118عاما عاصمة لها، وفى الثلث الأخير من القرن التاسع الميلادى نقل أحمد بن طولون العاصمة إلى "القطائع" لأن عدد جيشه كان كبيرا ولا تستوعبه العاصمة العسكر، وكانت القطائع تقع على جبل يشكر إلى الشمال من العسكر،و اصبحت عاصمة لمدة 35 عاما فقط، ولم يتبق من هذه العاصمة حاليا الا جامع أحمد بن طولون. وذكر أن القاهرة هي العاصمة التاسعة عشرة لمصر بناها القائد جوهر الصقلى في عام 969 م واستغرق بناؤها نحو اربع سنوات ثم جاء الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" وجعلها عاصمة لدولته، وشهدت "القاهرة" تطورات كبيرة في عهد الدولة الايوبية، المملوكية، والعثمانية، وفى عصر اسرة محمد على " اكتسبت القاهرة ملمحًا جديدًا مازال كثير من آثاره باقية حتى الآن، والذي بدأ من سنة (1220ه 1805م) حتى قيام ثورة يوليو 1952، وتنقسم حاليا القاهرة إداريا إلى 4 مناطق هي " المنطقة الشرقيةوالغربيةوالجنوبية والشمالية ".