رغم المنافسة الشديدة بين المسلسلات الدرامية لهذا الموسم الرمضانى، إلا أن أعمالا قليلة استطاعت أن تجذب المشاهد بالقوة لمتابعتها، ومن بينها مسلسل «تحت السيطرة»، للكاتبة مريم نعوم والمخرج تامر محسن، الذي يتعاون لأول مرة مع نيللى كريم، بينما تتعاون نعوم مع نيللى للمرة الثالثة. وردت الكاتبة مريم نعوم على كل التساؤلات وحالة الجدل القائمة حول الرواية، وما يتم تداوله عن اقتباس قصة المسلسل عن رواية ربع جرام للكاتب عصام يوسف وقالت: «هناك لبس حدث لدى البعض بين تعريف «التيمة والقصة»، فالتيمة مشتركة بين المسلسل والرواية وهى الإدمان، أما القصة فتختلف تماما جملة وتفصيلا، ولكن بالتأكيد الرواية وقصة «تحت السيطرة» مقتبسان من الواقع، والدليل على الاختلاف أن الأحداث الخاصة بالحبكة الدرامية والشخصيات مختلفة، ولكن التشابه فيما يخص عالم الإدمان وارد لأنه يحمل نفس السياق الدرامى». وعن القضية التي رفعها المحامى سمير صبرى يطالب فيها بمنع عرض «تحت السيطرة» لما يحمل من جمل جنسية ومشاهد فجة خاصة بالإدمان، قالت: «من حقه أن يرفع قضية، وأيضا من حق صناع العمل تقديم العمل وفق وجهة نظرنا، ولومى لا ينصب على قيامه برفع دعوى ضد المسلسل، ولكن فرض الوصاية على المتفرج أمر مرفوض، وسمير صبرى ليس وكيلا عن المشاهد، ممكن يقول أنا ك«سمير صبرى» تضررت، دون تخطٍ لحقوقه وتعدٍ على حقوق الآخرين، وإن كان يرى أن الجمل الواردة بالمسلسل غير مناسبة «يبقى مش عايش في مصر»، فالواقع يحمل عبارات أكثر جرأة ونحن نحاول فقط انتقاء الأقل ضررا منها لتوصيل الفكرة». وتابعت: «إضافة إلى أن الجمل لا تجتزأ من العمل الفني، ولا يجوز إخراجها خارج السياق الدرامى لها، والعمل الفنى شىء متكامل يحكم عليه من خلال الرسالة التي يقدمها، وأشك أن يكون سمير صبرى تابع المسلسل، وذلك لأن اللقطات التي يعترض عليها بينها جملة هانيا «أحب أجيب «في كل حاجة»، تدعو للتنفير وليس للجذب». وأضافت: «نحن في مرحلة نحتاج أن نواجه مشاكلنا بشكل صادم، وإن لم يشعر الناس بوجود كارثة لن يلتفتوا لها مهما عظم حجمها، وإذا جملت المشكلة سيكون إهدارا لوقتى ووقت المتفرج وأموال المنتج، والقصة كانت من اختيار جمال العدل منذ 2010، وتم تأجيلها أكثر من مرة وعدنا لنكملها هذا العام، وقد تكون ليست من القضايا الآنية ولكن الإدمان قضية مستمرة منذ عشر سنوات مضت، وحتى عشر سنوات قادمة، وإن نظرنا فقط للقضايا الحالية ولم ننظر للقضايا المستمرة فهو أكبر خطأ، وقضية الإدمان تحتاج الكثير من العمل». ولفتت نعوم إلى أن الأمر الآن أصبح يوحى بوجود تواطؤ، فتذكرة الهيروين سعرها 20 جنيها «ودا أقل من سعر كيلو الليمون في وقتنا ده»، وهو ما يجعلنا نطرح الكثير من التساؤلات بينها من وراء انتشار المواد المخدرة وارتفاع نسبة الإدمان؟. أما عن الوصول لدقة التفاصيل في شخصيات «تحت السيطرة»، قالت نعوم إنها منذ اللحظة الأولى للبدء في قصة المسلسل بدأت هي والمخرج تامر محسن، في زيارة أماكن علاجية «مصحات لعلاج الإدمان» والتسجيل مع مدمنين متعافين، ومدمنين غير قادرين على الإقلاع، وآخرين لديهم رغبة في الاستمرار، وما نشاهده اليوم في المسلسل هو 10 بالمائة من الواقع الذي عايشناه وتعمقنا في تفاصيله. أما عن التفاصيل الخاصة بالإدمان كالتي عاشتها نيللى كريم في الحلقات الأولى، قالت: «تم الرجوع فيها للمستشار المعالج بالمسلسل الدكتور نبيل القط، والذي نعود في جميع التفاصيل الخاصة بالإدمان، لإضفاء مزيد من المصداقية، كانت جميع المشاهد مصورة داخل مصحات حقيقية، وذلك لتأكيد أن الإدمان أزمة حقيقية وليست من وحى خيال المؤلف». وقالت إن الفنانين بدءوا في حضور جلسات العمل في المرحلة النهائية للتصوير، وتحديدا من يقومون بدور المدمنين كنيللى كريم، ومحمد فراج، وجميلة عادل، وأحمد وفيق، ورانيا شاهين، أما عن المنافسة في الموسم الرمضاني، قالت: «لا أخشى المنافسة ولكن دائما أتمنى أن تأتى النتائج مرضية لحجم المجهود المبذول في العمل، أما المنافسة الحالية فهى شديدة وتعد طفرة خاصة لدخول السينمائيين عالم الدراما الرمضانية، وأرى أنه بالرغم من ذلك، فالزيادة في عدد المسلسلات أمر سلبى، خاصة أن معظمها يعرض في نفس التوقيت، ما يحدث للمشاهد نوع من «التخمة أو يزهق وما يتفرجش خالص»، إلى جانب أن الخريطة الإعلانية تتركز في شهر واحد بدلا من توزيعها على بقية العام، إلا أن الأمر خارج عن التأليف والإخراج ولسنا طرفا فيه، ولكنه مؤثر أيضا على العرض الدرامي». وعن أحدث أعمالها قالت: أستعد لرمضان القادم ب«واحة الغروب» مع المخرجة كاملة أبوذكري، والتي كان هناك طلب بأن تقدم الرواية هذا العام، وهو أمر صعب فتم تأجيلها للعام القادم. وعن بطلة العمل نيللى كريم، قالت نعوم: لا أعلم إن كانت وقعت للمشاركة في العمل أم لا، «أنا مش النوع إللى بيكتب للنجم»، واختيار فريق العمل أمر متروك بالكامل لمخرج أو مخرجة العمل.