لم ولن نقبل التدخل الخارجى في شأننا الداخلى.. ومن يحاول كسر الإرادة الشعبية نرده بكل حزم لا خلافات بين القاهرة والرياض.. ونتعاون مع روسيا للحصول على مفاعل نووي لتوليد الكهرباء على إيران التفاعل مع أطروحات التحالف الداعم للشرعية في اليمن نبذل جهودًا خارقة لحماية أرواح المصريين ومصالحهم في الخارج.. ونجحنا في إعادة الراغبين في العودة لأرض الوطن القضية الفلسطينية لب الصراع في الشرق الأوسط.. والقاهرة تواصل جهودها مع الأطراف الدولية لتفعيل مبادرة السلام العربية الحوار الإستراتيجي مع واشنطن يخدم الانفتاح على القوى العالمية قال السفير بدر عبد العاطى سفير مصر في ألمانيا المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن مصر لن تقبل أي تدخل خارجى في الشأن الداخلى، وأن من يحاول المساس بالشأن الداخلى المصرى يلقى ردا قويا وحازما، لأنه لا يمكن كسر الإرادة الشعبية المصرية، لافتا إلى أن القاهرة عادت لتتبوأ دورها الدولى بخطى ثابتة ومتقدمة للحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن» 2016_2017 «للمقعد المخصص لشمال أفريقيا». عبد العاطى نفى في حواره ل«البوابة»، كل ما يتردد بشأن مصالحة مع حركة «حماس»، وكذا رفض تشويه علاقة مصر بالمملكة العربية السعودية، موضحا أن العلاقات بين الشقيقتين ممتازة، لا تنطلق فقط من وحدة المصالح بل المصير المشترك أيضا.. ■ في أعقاب ثورة 30 يونيو الحمل كان ثقيلا على الخارجية، لدرجة تبادل الاتهامات بالفشل في توضيح حقيقة ما يجرى؟ - بالفعل كانت لحظة استثنائية وفارقة في تاريخ الأمة المصرية والوطن العربى، حينما خرج الشعب المصرى في 30 يونيو مطالبا بانتخابات رئاسية مبكرة، وكان من حق الشعب أن ينتفض ويرفض حكما تسبب في تراجع وتدهور في كل مناحى البلاد، وكان لزاما على مؤسسات الدولة أن تنتفض وتدافع عن إرادة الشعب، وتسعى لتحقيق مطالبه التي كانت بمثابة البوصلة لسياستنا الخارجية، والتي سخرت كل طاقاتها لشرح ونقل وتوضيح الصورة الصحيحة في مختلف بلدان العالم. كما واجهنا حملات ممنهجة عبر وسائل إعلام دولية ودبلوماسيتها الخارجية التي كانت تسعى لتجاهل إرادة الشعب المصرى، ووصف حقيقة ما يحدث بالانقلاب وليس الثورة، رغم وضوح الصورة أمام العالم كله، لأنها تمثل إرادة 20 مليون نسمة نزلوا للميادين مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة. ■ هل ما زال موقف المجتمع الدولى وتوصيفه لما حدث في مصر يشوبه الغموض؟ - لا أحد يستطيع أن ينكر أن الصورة كانت مغلوطة ومشوهة أو كان جزء كبير منها منقولا بالخطأ عبر الإعلام الدولى المغرض، ما أعطى أحكاما مسبقة وتدخلا في بناء مواقف أيديولوجية وسياسية مسبقة تدفع في اتجاه معين، وهو تجاهل إرادة الشعب المصرى ووصف الثورة بالانقلاب العسكري، هذا هو العبء الذي تحتمله الخارجية المصرية بالتنسيق مع أجهزة الدولة والأجهزة الأمنية لتوضيح حقيقة ما يحدث في مصر، باعتبارها الذراع الخارجية لتصحيح الصورة، وقطع الطريق أمام من يشوه صورة مصر في الخارج. ■ ما الإجراءات الدبلوماسية التي اتخذتها الخارجية المصرية حيال السياسات التحريضية من قبل تركيا وقطر؟ - بغض النظر عن سياسات الدول التحريضية، لا بد أن نعلم بأنه كان هناك استهداف ومحاولات لتشويه صورة ثورة 30 يونيو، الأمر الذي دافعت عنه الخارجية المصرية رغم أنه ليس من اختصاصها أن تستنزف أكثر من 50٪ من طاقاتها في الإعلام للشرح والتوضيح، لكن بدورها كمؤسسة وطنية تحركها إرادة الشعب المصرى عبر مخاطبة البلدان المختلفة، واستدعاء سفراء الدول، وتسليمهم مواد وثائقية وإعلامية لشرح الواقع الذي يجرى في مصر، والواقع يعكس نجاح مساعى الخارجية المصرية عبر مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى وزيارات الرئيس المتكررة للدول العربية والأوربية وزيارته لروسياوألمانيا. ■ ماذا عن سياسية مصر الخارجية وعلاقتها بالقوى الدولية؟ - نجحت مصر في استعادة توازن سياساتها الخارجية التي كانت مفقودة لعقود طويلة، وبدأت في الانفتاح على الجميع، فحرصنا على الحفاظ على علاقتنا ومصالحنا مع الشركاء التقليدين كدول الاتحاد الأوربي واليابان والولاياتالمتحدةالأمريكية، وتمثلت ثمارها في عودة المساعدات العسكرية لمصر، علاوة على عقد الحوار الإستراتيجي المقرر عقده في القاهرة برئاسة وزير الخارجية المصرية، سامح شكرى، ووزير خارجية الولاياتالمتحدة، جون كيرى، يومى 28 و29 يوليو القادم، وسيتناول كل المحاور الأساسية للعلاقات الثنائية بين البلدين، بالتزامن مع الانفتاح على القوى العالمية الكبرى الصاعدة في المجتمع الدولى كروسيا الاتحادية والصين والبرازيل والهند. ■ حدثنا عن تحركات الخارجية المصرية عربيا وأفريقيا ودوليا؟ - نحاول إعادة إحياء الدور المصرى على مختلف المستويات العربية والأفريقية والدولية والثقافية بعد فترة من الانكفاء والانغماس في الداخل وقت حدوث الثورة التي جعلتنا نهتم بالوضع الداخلى على حساب السياسة الخارجية التي عادت إلى دورها الطبيعى مرة أخرى، وعلى المستوى العربى تقود مصر الآن البلدان العربية عبر استضافتها للقمة العربية الماضية، بل وتتولى التنسيق مع شقيقاتها من دول الخليج والدول العربية والجزائر والسودان. كما طرحنا فكرة مبادرة القوة العربية المشتركة، وتم التوافق عليها في القمة، وعقدت لقاءات بين رؤساء أركان حرب القوات المسلحة للدول العربية للتوافق على القوة العربية المشتركة بقيادة مصر، باعتبار أن دورها محورى، وهى أم العرب جميعا التي رأت أن هناك مخاطر غير مسبوقة تحيط بالعالم العربى. فبجانب مخاطر الإرهاب توجد أيضا خطط تقسيم وتفتيت الدول العربية، كما نرى في سوريا وليبيا والعراق واليمن، والدولة العربية بمفهومها القديم أصبحت محل شك تحت مخاطر التقسيم والتفكيك، لذلك مصر لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدى أو ساكنة، فمن واقع مسئوليتها تجاه أشقائها طرحت فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة بمثابة قوة دفاعية تستطيع من خلالها الدفاع عن المصالح العربية المشتركة، إضافة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية التي استشرت في العالم العربى. وعلى المستوى الإفريقى، بدأ دورنا يتنامى ويتعافى من خلال ربط المصالح المصرية بالأفريقية عبر الزيارات المتكررة داخل القارة الأفريقية ومن خلال عقد أول قمة أفريقية للتكتلات الاقتصادية لإنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في تاريخ القارة الأفريقية، إذ تم التوقيع على شهادة ميلاد أول منطقة تجارة حرة في القارة الأفريقية، باعتبارها سوقا مشتركة قوامها 600 مليون نسمة، بقيمة تعادل تريليون و300 مليار دولار حجم الناتج القومى ل26 دولة عضو بالتكتلات، وهى «الكومسا والصادق وتجمع شرق أفريقيا». ■ على المستوى الدولى.. ماذا عن الترشح للمقعد غير الدائم لمجلس الأمن 2016_2017 عن المقعد المخصص لشمال أفريقيا؟ - مصر عادت لتتبوأ دورها الدولى، ونتقدم بخطى ثابتة للحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن «2016_2017» للمقعد المخصص لشمال أفريقيا، وكلنا ثقة من حصول مصر على العضوية في الانتخابات التي ستجرى أكتوبر القادم، خاصة بعد حصولنا على دعم الدول العربية والأفريقية وعدد كبير من دول العالم، ما يعكس نشاط الدبلوماسية المصرية وتعافى الدور الإقليمى والدولى. ■ هل هناك ضغوط أمريكية على الحكام العرب حيال تشكيل قوة عربية مشتركة؟ - بالعكس.. القرار عربى خالص، وليس لأى دولة خارجية أن تتدخل في شئوننا العربية، فالقوة العربية المشتركة هدفها الدفاع عن أراضينا في مواجهة الأعمال الإرهابية، وللتصدى لمحاولات التقسيم والتفتيت التي تحيط بالبلدان العربية. ■ ما آخر تحركات الخارجية فيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى الإسرائيلي؟ - هناك قرار تم تبنيه سنة 1995 يقضى بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووى في الشرق الأوسط، وهذا هو الهدف الأساسى للدبلوماسية المصرية، والعمل على وضعه محل التنفيذ، علاوة على أن مصر والعالم العربى ربطا التمديد غير المحدود للمعاهدة بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووى باعتبارهما ركيزتا المعاهدة، شريطة أن تكون قابلة للتمديد غير المحدود على عكس الحال قبل 1995 التي كانت تربط الاتفاقية بمدة زمنية قابلة للتجديد، بأن يكون هناك قرار مواز بإنشاء المنطقة الخالية من السلاح النووى، وما نركز عليه ونحاول ونضغط على الدول الغربية والعالم أن تقبل بهذا، فإذا استطعنا تنفيذ المعاهدة سيكون حلا لكل الصراعات والمشكلات الأمنية للمنطقة. أما إذا تم الاتفاق بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران ومجموعة ال5+1 لابد أن تكون خطوة في الاتجاه الاسمى، وهو «إنشاء منطقة خالية من السلاح النووى للأغراض العسكرية بالشرق الأوسط تنضم به كل دول المنطقة وإسرائيل». ■ ماذا عن التعاون المصرى الروسى، وهل هناك بوادر تعاون في المجال النووي؟ - التعاون مع روسيا للأغراض السلمية فيما يخص الطاقة الذرية، ومعاهدة منع الانتشار تتيح للدول ذلك، وحقيقةً هناك تعاون مشترك للحصول على مفاعل نووى لتوليد الكهرباء، كما نتعاون مع كل دول العالم كى نمتلك مفاعلا لمواجهة عجز الكهرباء. ■ هناك تسريبات تشير إلى بوادر أزمة تؤثر على العلاقات المصرية السعودية؟ فما حقيقة ما يجرى؟ بالعكس العلاقات بيننا ممتازة، وخير دليل على ذلك أن أول زيارات وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، كانت للقاهرة، تقديرا للعلاقات المصرية السعودية باعتبارهما ركيزتا العمل العربى المشترك، وأؤكد للجميع لا توجد أية خلافات بين القاهرة والرياض، فعلاقتنا مع المملكة العربية السعودية ليست نابعة فقط من وحدة المصالح، ولكن يحكمها وحدة المصير أيضا. ■ كيف تمت مواجهة السياسات التحريضية الخارجية لبعض الدول المعادية للنظام الحاكم في مصر؟ - موقف مصر واضح تماما، فبعد ثورتين لم ولن نقبل أي تدخل خارجى في شأننا الداخلى سواء سياسة مستمرة أو ثابتة، بل وتعتبر من ركائز السياسة الخارجية المصرية عدم التدخل في شئونها الداخلية، فنحن نرفض التدخل في شئون أي دول خارجية، وفى المقابل نرفض أي طرف خارجى يسعى للتدخل أو التطاول على شأننا الداخلى، وهذا مبدأ مستقر في العلاقات الدولية، وفى ميثاق الأممالمتحدة ونحن نحترمه ونطالب الجميع باحترامه، ومن يحاول التدخل في شئوننا الداخلية نرد عليه بكل قوة وحزم لأن الرأى العام لا يمكن يتجاهله أو كسر الإرادة الشعبية المصرية. ■ إلى أي مدى سيصل الصراع الخفى بين مصر وإيران حول ما يجرى في اليمن؟ - في اليمن، شاركنا في عاصفة الحزم، وكان لنا دور مهم في التحركات الخارجية بشأن التوصل إلى الحل السياسي، وعلى الطرف الآخر أن يتفاعل مع أطروحات التحالف الداعم للشرعية في اليمن، ونؤكد ضرورة عودة الحكومة الشرعية في اليمن. ■ الأوضاع في سوريا ملتهبة، فماذا عن موقف مصر؟ - مصر احتضنت المؤتمر الثانى للمعارضة السورية والذي عقد مؤخرا تنفيذا للتوصيات التي أقرها المؤتمر الأول الذي عقد في القاهرة في يناير الماضى، كما شهد رموز المعارضة السوريا حينما افتتح وزير الخارجية المؤتمر، والذي أوضح في كلمته موقف مصر من الأزمة السورية بشكل لا يحتمل اللبس، إذ لا بديل عن الحل السياسي الذي يحافظ على بقاء ووحدة سوريا في ظل تطلعات الشعب السورى لإقامة نظام ديمقراطى حقيقى تعددى يعكس تنوعه الثقافى والطائفى والعرقى، حيث نرفض أية حلول عسكرية لإنهاء الأزمة، علاوة على ضرورة تنفيذ قرارات مؤتمر جينيف الأول، وما تم الاتفاق عليه في مؤتمر المعارضة الأول بالقاهرة، حيث تم التوافق على خارطة طريق وميثاق وطنى بين فصائل المعارضة الوطنية السورية، ونأمل ترجمته على أرض الواقع حتى تتوقف عمليات القتل اليومية هناك. ■ حدثنا عن الأمن القومى في ظل حرب الجماعات الإرهابية في ليبيا؟ - الأوضاع في ليبيا تأتى على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية وفى صميم الأمن القومى المصرى من واقع وجود 1200 كم طول الحدود المشتركة بين البلدين، وبالتالى كل ما يحدث داخل الأراضى الليبية يؤثر على مصر التي تبذل كل الجهود الممكنة لدعم إرادة الشعب الليبى وحكومته الشرعية المنبثقة عن البرلمان المنتخب في طبرق، وندعم الحل السياسي وتمكين الحكومة الليبية في الدفاع عن نفسها، ومكافحة الإرهاب والظواهر المرتبطة بالفوضى في ليبيا كالهجرة غير الشرعية، وكذا ندعم جهود مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا لدفع الحل السياسي إلى الأمام، والذي كان في زيارة قريبة للقاهرة، والتقى بكبار المسئولين عن الملف الليبى، إذ أشاد بالدعم المصرى الكامل لجهوده الحل السياسي. ■ ماذا عن جهودكم بشأن القضية الفلسطينية؟ - القضية الفلسطينية لب الصراع في الشرق الأوسط، ومصر تبذل كل جهد ممكن من واقع دورها التاريخى ورئاسة مصر للجنة الخماسية الوزارية التي انبثقت من القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، لمواصلة الجهود مع الأطراف الدولية لتفعيل مبادرة السلام العربية، وإعادة إطلاق عملية السلام، وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها. ■ كيف يتم التعامل مع ملف المصريين بالخارج، وما سبل عودة العالقين بدول النزاع؟ - نبذل جهدا خارقا لحماية أرواح المصريين ومصالحهم في الخارج، خاصة في ليبيا واليمن، ولا ننسى أن الخارجية كان لها دور عظيم بالتنسيق مع أجهزة الدولة في إعادة عشرات الآلاف من المصريين العاملين في لبيبا بعد الحادث الإرهابى البشع الذي راح على إثره عشرين مصريا، ورغم عدم وجود سفارات لنا في ليبيا أو اليمن، نجحنا في إعادة جميع المصريين الراغبين في العودة. ■ مؤخرا.. ترددت أنباء حول إجراء مصالحة مع حركة «حماس» بمباركة دول إقليمية؟ - لا توجد معلومات بشأن وجود مصالحة ولا حديث عنها.