نصرزعلوك - خلال زيارته السريعة للمملكة الثلاثاء ووصوله إلى جدة للقاء الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية بمنزله وليس مقر الخارجية تقديرا لخصوصية ومتانة العلاقات المصرية السعودية، التقى مندوب بوابة "الأهرام العربي" في السعودية وزير الخارجية مصر محمد كامل عمرو ليتحدث حول السياسة المصرية الخارجية خاصة في هذه المرحلة الانتقالية ومواقف مصر تجاه أزمات سوريا والعنف في اليمن والعلاقات مع المملكة العربية السعودية، وموقف مصر من التدخل الإيراني في شئون الخليج وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالأمن القومي المصري كمياه النيل والعلاقات بين مصر ودول الجوار والحوار والتعاون بين دول الجنوب والجنوب وكيفية جذب الاستثمارات للسوق المصرية مع توفير الأمن والمناخ الجيد. فكان هذا الحوار.. - ماذا عن اللقاء الذي تم مع وزير خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ومدلول عقد اللقاء داخل منزله بجدة وليس مقر وزارة الخارجية السعودية؟ لاشك أن المدلول عميق في تفسيره ويدل على خصوصية العلاقات بين بلدين شقيقين، وقد عكست مقابلتي للأمير سعود الفيصل مدى اهتمامه واهتمام المسئولين بمصر ومكانتها ودورها وتمنياته أن تجتاز الظروف الحالية لتصل إلى أفضل الحالات في المستقبل القريب. وقال إن الأمر سعود الفيصل يتمنى لمصر كل تقدم وكان سعيدا للغاية بالانتخابات التي تمت للمصريين العاملين بالمملكة وقدمت له الشكر للتسهيلات التي قدمتها المملكة لتوافد المصريين بكثافة على مقر السفارة المصرية بالرياض وقنصلية جدة للأداء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية وأجاب الأمير سعود الفيصل بأن هذا شىء طبيعي وواجب بين الاشقاء. واشار إلى أن اللقاء الذي استمر مدة طويلة تناول ما يدور بالمنطقة والإقليم والأوضاع العربية الراهنة ولمست تقاربا كبيرا إن لم يكن تطابقا في أحيان كثيرة تجاه الكثير من الملفات. - وماذا عن الاستثمارات السعودية في مصر؟ لقد تحدثنا عن زيادة الاستثمارات السعودية في الفترة القصيرة المقبلة والتي ستوجه ناحية المشروعات التي تخلق فرص عمل للشباب. ما هى الرؤية الحالية والمستقبلية للسياسة الخارجية المصرية خاصة المرحلة الانتقالية الحالية؟ وهل تأثرت بالتطورات التي تشهدها مصر حاليا؟ بداية هناك إجماع على دور مصر المحوري في منطقتها سواء العربية أو الأفريقية أو الشرق الأوسط، فالجميع يدرك ذلك ولقد حرصت في الفترة الماضية والحالية على استمرار وتأكيد هذا الدور وبدأنا في الانطلاق إلى دول ومناطق كان اهتمام مصر بها ليس كبيرا من قبل مثل أفريقيا وآسيا، وقمت بزيارات لعدة دول في الفترة الماضية، فقد كان لنا شركاء تقليديون مثل الهند والصين وكوريا واليابان وقد أعدت بهذه الزيارات واللقاءات التأكيد على أهمية هذه الدول كشركاء لمصر في المرحلة الحالية والمستقبلية وسأقوم الشهر المقبل بزيارة باكستان وأفغانستان بعد ان قمت في وقت سابق بزيارة الصين وكوريا الجنوبية واليابان . ورغم الفترات الانتقالية التي تشهدها مصر الا ان السياسة الخارجية لمصر خط واحد ومصلحة مصر القومية لايمكن ان تتغير او تتوقف في وقت من الأوقات . إذا تحدثنا عن إيران وتدخلها في شئون دول الخليج خاصة البحرين وأيضا محاولات التدخل في شئون مصر ماذا تقول؟ رؤية مصر تتمثل في رفض التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول وأن دول الخليج بالنسبة لمصر هو امتداد للأمن القومي المصري وهذا هو موقفنا وأيضا بالنسبة لمصر فنحن لا نتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة وبالتالي لا نسمح بالتدخل في شئوننا الداخلية. وقال إن علاقات مصر مع إيران إذا عادت لن تكون على حساب السعودية أو دول مجلس التعاون الخليجي. - ماهي رؤية مصر تجاه الأزمة الدموية في سوريا وتأكيدكم على ضرورة إنهاء العنف وأيضا عدم التدخل العسكري الأجنبي كيف تحل هذه المعضلة؟ مصر ترفض التدخل الأجنبي في سوريا وتوافق على الحل العربي الذي وافقت عليه الدول العربية في إطار الجامعة العربية في 22 يناير الماضي، وترى أن ذلك هو الحل الأمثل وأيضا لا تقبل العنف وسفك الدماء وتدعو لضرورة أن يستجيب نظام سوريا للمطالب المشروعة للشعب السوري والكثير من الدول بدأت الآن تأتي لهذه الرؤية . - وحول التعاون بين مصر ودول الجوار ومنها دول الربيع العربي تحديدا تونس وليبيا وايضا نتائج زيارتك الى السودان مؤخرا للحد من الخلافات بين الخرطوموجوبا ماذا تقول ؟ السودان وجنوبه امتداد للأمن القومي المصري وحين حدثت المشكلة الأخيرة بين الطرفين ذهبت برسالة الى الرئيس عمر البشير وإلى جوبا والتقيت سلفاكير وبذلت جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر وكان لمصر دور في اطلاق سراح الأسرى الموجودين بجنوب السودان وقد وصلوا للقاهرة واطلق سراحهم . وأضاف أن أي جهد يرى الطرفان أن تساعد فيه مصر وتبذله لحل الخلافات بينهما مصر لن تتردد ولازلت على اتصالات شبه اسبوعي بنظيري في الخرطوموجوبا والاطراف الاخرى كاثيوبيا والمبعوث الافريقي لحل الخلافات . وكشف وزير الخارجية في حديثه لبوابة الأهرام العربي أن هناك تعاونا بين مصر وتونس وليبيا بهدف التنسيق السياسي بين الدول وأيضا تعظيم الملف الاقتصادي وهناك اتفاق بين ليبيا والسودان ومصر على زراعة 2 مليون فدان على الحدود المصرية السودانية ستتعاون الدول الثلاث في زراعة هذه المساحة لاستغلالها في المحاصيل الغذائية وستروى بالمياه الجوفية بالمنطقة وليس بمياه نهر النيل وهذه المياه متوافرة بالفعل وهذا مثال جيد للتعاون المثمر بين الدول لمصلحة شعوبها. قمت بزيارات إلى اثيوبيا والتقيت وزير الخارجية الإثيوبي ماذا تم بشأن ملف مياه النيل وحصة مصر الثابتة من هذه المياه وهل تغير الموقف الاثيوبي ؟ قال الوزير محمد كامل عمرو هناك نقاش وحوار وتغيير في نوعية العلاقات بين مصر واثيوبيا في الفترة الحالية وقد التقيت بالفعل 5 مرات بوزير خارجية إثيوبيا ووقعنا اتفاقيات للجنة ثلاثية تضم مصر والسودان واثيوبيا لبحث اثار سد النهضة المزمع انشائه في اثيوبيا على الحدود مع السودان ومدى تأثيره بالسلب على مصر وهذه الاتفاقيات تضمن ان اقامة السد لن تؤثر بالسلب على اي دولة من الدول وحصتها من مياه نهر النيل ويبحث الخبراء حاليا للتأكد من ذلك واكد ان هناك حوار وعلاقة تعاون وليس لدى اي طرف الرغبة في الاضرار بالطرف الآخر . - وماذا عن المساعدات الفنية المصرية لإثيوبيا ؟ إن مصر قدمت مساعدات تعدت المليار ونصف المليار دولار من القطاع الخاص المصري وتقوم شركات بمشاريع كبيرة هناك وأيضا نقوم باستيراد اللحوم من اثيوبيا والسودان وهناك توجه مصري لتقوية العلاقات مع الدول الافريقية وخاصة دول حوض النيل في المستقبل القريب. رغم الوعود الأوروبية بمساعدة مصر اقتصاديا وآخرها الإعلان عن إنشاء صندوق خاص برأسمال مليار يورو من البنك الدولي لإعادة البناء والتعمير يخصص لعدد من دول الربيع العربي وعلى رأسها مصر إلا أنه لم يتم الإعلان عن وصول أي مساعدات أوروبية لمصر فماهو ردكم على ذلك؟ الاتحاد الأوروبي ذكر أرقاما كثيرة ولم يتبلور منها أي شىء حتى الآن ونحن ننتظر ونسمع بالفعل أرقاما ولكن لم يتحقق شىء ورغم ذلك فالاتصالات مستمرة مع دول الاتحاد الأوروبي .. - وماذا عن العلاقات المصرية الأمريكية؟ هذه العلاقات استراتيجية وتصب في مصلحة الطرفين وهما مقدران لذلك فالولايات المتحدة دولة عظمى ومصر ايضا في منطقتها دولة كبرى ولها نفوذها ودورها الكبير . - ما تعليقك على الانتخابات الرئاسية التي تشهدها مصر حاليا ؟ المواطن المصري سيقول كلمته بحرية لأول مرة في تاريخ مصر الحديث وهذا لم يكن يتحقق إلا بعد قيام ثورة 25 يناير العظيمة ومدعاة لفخر المصريين جميعا . واختتم حديثه قائلا إن اهتمامي الأول كان ولايزال كوزير خارجية مصر هو الحفاظ على مصالح مصر الخارجية والأمن القومي لمصر وأيضا الاهتمام برعاية المواطن المصري في الخارج على قائمة أولوياتي بصرف النظر عن أي فترات انتقالية أو أي اختيارات للرئيس او للحكومة المقبلة وأن السياسة المصرية الخارجية ثابتة تعكس دور مصري المحوري في المنطقة ومكانتها مهما كانت الظروف.