صباح كل يوم تجوب عشرات الشاحنات لحمل القمامة المتراكمة في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو، وحشوها في أكوامات بلاستيكية في التقاطعات؛ تمهيداً لنقلها إلى خارج العاصمة ليتم حرقها أو دفنها في حفر كبيرة . هذه المهمة تنفذها هيئات تركية في مقديشو في حملة تجري منذ شهرين، في إطار مشروع التوأمة بين مقديشو وإسطنبول التركية . وقال محمد محمود نور، رئيس عمدة مقديشو، في تصريحات صحفية إن مقديشو “,”تتجه في طريقها إلى البناء، وستتمتع بجميع المزايا التي تتمتع بها العواصم الدولية بفضل الجهود التي تبدلها بلدية إسطنبول “,”. وأضاف أن “,”البلدية جهزت جميع المستلزمات اللازمة لتنفيذ المشروع، بما في ذلك الشاحنات والسيارات لنقل بقايا آثار الحرب (الأهلية) ومخلفات المطاعم والأوساخ “,”. ومن جانبه صرح رئيس بلدية إسطنبول، قادر طوباش، في تصريحات صحفية أنه “,”في بداية مشروع توأمة مقديشو وإسطنبول فإن البلدية تسعى جاهدة لإعادة ترميم شوارع مقديشو وتنظيفها من الأوساخ، ووفق مايتناسب مع العواصم الدولية“,”، متوقعا أن يساهم المشروع في إعادة بناء مقديشو والمضي قدما نحو الاستقرار والسلام “,”. ويقول أويس سيدو، من العاملين في الحملة، إن “,”منظر العاصمة بدأ يتحسن؛ حيث قامت بإزالة القمامات التى كانت كالجبال الشامخة؛ ما ساعد في فتح عدة طرق كانت مغلقة بسبب تراكم الأوساخ فيها “,”. وبحسب أويس فإن “,”المجتمع الصومالي بدأ يلمس فائدة العمل التطوعي من خلال هذه الحملة التي دشنتها بلدية إسطنبول “,”. ويأتي هذا المشروع التركي في ظل تزايد المشاريع الاستثمارية في مقديشو، كالفنادق والمطاعم والمقاهي؛ نتيجة التحسن الأمني بها في الآونة الأخيرة . وتقول خديجة أحمد، ناشطة اجتماعية، عن نتائج الحملة: “,”شاهدت بأم عيني ساحات كبيرة أصبحت صالحة للجلوس بعد أن كانت ممتلئة بالنفايات من بقايا الأطعمة التى تتركها المطاعم الصغيرة.. كما أن الحملة ستفيد في الحد من انتشار الأمراض الوبائية “,”. وتشير خديجة إلى أنه “,”مما يقلل تزايد الأوساخ، هو توزيع أكياس بلاستيكية على المخيمات التى تشكل المصدر الأكبر للأوساخ والقمامات “,”. ودعت الناشطة سكان العاصمة للتعاون مع عمال النظافة لتحقيق ثمار هذه الحملة التي اعتبرتها “,”الأمل الوحيد للعاصمة مقديشو لكي تستعيد بريقها وجمالها السابق “,”. الأناضول