والدة المجني عليها: "المتهم هدد ابنتي بالقتل أكثر من مرة لتأييدها الرئيس السيسي.. وكان بيطلع في مظاهرات الإخوان" أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.. ثلاث محطات مُهداة من الخالق الكريم في هذا الشهر الفضيل إلى كل المؤمنين للتكفير عن ذنوبهم وزلاتهم التي ارتكبوها على مدى السنة، إلا أن بعض الناس لا يكترثون لهذا الشهر الكريم، فتلاشت الرحمة من قلوبهم، وحلت مكانها القسوة في ارتكاب أبشع الجرائم. البداية كانت عندما حدثت مشاجرة بين الزوجين، بعد أن طلب منها أن تبيع «الكشك» الذي تأكل منه العيش هي وأولادها، ولكن الزوجة رفضت وطلبت منه أن يعمل بدلا من أن يأخذ منها المال، وتطورت المشاجرة بينهما إلى تشابك بالأيدى، فانهال الزوج ضربًا على زوجته، ثم اصطحب «سكين» من المطبخ وطعنها في رقبتها حتى سقطت غارقة في دمائها ولفظت أنفاسها الأخيرة في الحال، ولم يكتفِ بذلك، بل قام بمسح آثار الدماء وغسل جثة الزوجة، ووضعها داخل كيس بلاستيك، وربطها بالحبال، ثم أبلغ عمه بقيامه بقتل زوجته. قام عم المتهم بإبلاغ قسم شرطة بولاق الدكرور، وتلقى مأمور القسم إخطارا عن وقوع جريمة بقيام عامل بقتل زوجته بمنطقة العشرين بحى فيصل، وعلى الفور، تم تشكيل فريق من قوة مباحث القسم بقيادة الرائد «هانى الحسينى» رئيس المباحث، وبمُعاينة الواقعة، تبين أن السيدة تُدعى «شيماء. ع.ا» 28 عاما، بائعة، مُصابة بجرح قطعى وكدمات في منطقة الرقبة، وبعض الكدمات في الجسم، وملفوفة داخل كيس بلاستيك ومربوطة بحبل أخضر اللون، وبعد عمل البحث والتحريات اللازمة، وسماع أقوال شهود العيان، تبين أن زوج المجنى عليها هو من قام بالتخلص منها بعد أن نشبت مشاجرة بينهما. وتمكنت القوات من القبض على المتهم «علاء.ح. س» 38 عاما، فنى ديكور، مقيم بمنطقة الملكة بحى فيصل، داخل الشقة قبل هروبه، والذي كان يحاول أن يخفى الجثة قبل أن تأتى قوات الشرطة، وبمواجهة المتهم اعترف بالواقعة، وأقر أنه قام بقتل زوجته بعد أن نشبت مشاجرة بينهما على مصاريف البيت، وتطورت المشاجرة إلى تشابك بالأيدى، فقام باصطحاب سكين من المطبخ وطعنها في رقبتها، وحُرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم عرض المتهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق. «البوابة» ذهبت إلى محل سكن المجنى عليها والمتهم، وبالتحدث مع الجيران قالوا: إن المجنى عليها كانت حسنة السمعة، وفى حالها دائمًا ولا علاقة لها بأحد، وكانت دائمًا مريضة وتشعر بالتعب، وتذهب في الصباح الباكر إلى عملها وتترك أطفالها في المنزل، ثم تعود ليلا بعد الانتهاء من العمل هي وزوجها، كما أضافت «أم عز» جارة المجنى عليها بالشقة المقابلة: وقت الحادثة كانت تسمع المشاجرة بين المتهم والمجنى عليها، ولم استمع غير بعض الكلمات تقريبًا حين قام بضرب أحد أولادها، فقالت له: «حرام عليك الواد هيموت»، وكان هذا نحو الساعة 10 صباحا، وبعد ذلك لم أسمع لهما صوتا، إلا أن في وقت الظهيرة سمعت صوت طرق على الباب، وبعد أن فتحت الباب تفاجأت بقوات الشرطة تطرق على باب منزل المجنى عليها، ففتح لهم المتهم بعد الكثير من الوقت، وبعد ذلك فوجئ بخروج الشرطة بجثة المجنى عليها مقتولة وملفوفة داخل سجادة، وقامت الشرطة بأخذها، وقامت بالقبض على المتهم وذهبت. وبذهاب «البوابة» إلى أسرة المجنى عليها التي كان يسيطر عليها الحزن الشديد، وبالتحدث مع الحاجة «فرنسا» والدة المجنى عليها، قالت لنا: إن بداية المشكلات بين ابنتها والمتهم بدأت بعد أن قام بمُصاحبة أحد أقاربه السوء الذي عمله شرب المواد المخدرة، ومن هنا بدأت المشاكل وتركه للعمل والجلوس الدائم في المنزل، ويطلب من «شيماء» المال حتى ينفقه على المواد المخدرة، وقبل الواقعة بأسبوع طلب منها أن تبيع «الكشك» محل عملها التي تبيع فيه «شباشب»، وأنه أحضر زبون ليشتريه منها بمبلغ مالى قدره 18 ألف جنيه، فرفضت ابنتى أن تبيعه، وقالت له: إنه رزقى ورزق أولادى، وبعد أن رفضت قام بالتشاجر معها وتركها في البيت، وكان معتاد دائما التشاجر معها، ويقوم بتقييدها بالحبال، ويتركها في المنزل، ويأخذ منها الهاتف المحمول حتى لا تتواصل معنا لمحاولة إنقاذها ويتركها ويذهب، ومن قبل قام بتهديدها هو وأحد أصدقائه بالقتل، لأنها تؤيد الرئيس السيسى، وكنا نتجمع وننزل حملات لتأييد الرئيس السيسى، كنا بننزل نجيب ال«بويا» على حسابى الخاص، وندهن بيها الحائط المكتوب عليها الألفاظ المسيئة للرئيس السيسى، وكان دائما المتهم يقول لى: «انتى دماغك مهوية يا حماتى سيبك من اللى إنتى بتعمليه ده، وتعالى انزلى معانا في مظاهرات الإخوان وخدى فلوس».. فكان الإخوان يستغلونه وأصحابه المسجلين خطر ويعطونه المال للنزول في المسيرات، والقيام بأعمال شغب تخريبية، وكنت دائما أحذره وأقول له ابعد عن المخدرات يا بنى وقرب إلى ربنا، وأنا بنتى ياما حذرتها، وكان بسبب المشاكل التي حدثت بينهما طلقت مرة منه، وبعد ذلك وافقت أن تعود له مرة أخرى، وقالت لى: «هرجع ياما عشان عيالى»، فانهارت الأم في البكاء وقالت: «يارتنى ما رجعتك يا شيماء». وأضافت الحاجة «فرنسا»: «يوم الواقعة اتصلنا بها كثيرا فلم ترد علينا فاتصلنا على زوجها، فلم يرد علينا أيضًا، فشعرنا بالقلق الشديد، فأرسلت لها شقيقتها الأصغر إلى المنزل، لتعرف ماذا حدث، فتركت باب منزل «شيماء» فلم تفتح لها، فسألنا بواب العمارة، فقال: إنه كان في ساكن بالدور الرابع قتل مراته، وقوات المباحث كانت هنا، فذهبنا سريعًا إلى القسم، وعلمنا أن «شيماء» ماتت ورحلت عنا، وضباط المباحث قالوا لى روحوا خدوها من مشرحة زينهم». وأنهت الأم حديثها قائلة: «حسبى الله ونعم الوكيل.. أنا عاوزة حق بنتى عشان ترتاح في قبرها».