محللون إسرائيليون: نجاح المفاوضات سيخلق «زواج مصالح» ولن يجعل الطرفين «أحبابًا» فيما يدور الحديث الآن في كواليس السياسة الإسرائيلية عن هدنة طويلة الأمد مع الفلسطينيين، بعد تعاظم قوى الجماعات الجهادية في غزة التي بدأت تعمل ضد حركة حماس. رسمت هذه المتغيرات خريطة جديدة للعلاقة بين إسرائيل وحماس ومصر، خصوصا أن الجهاديين الذين يعملون ضد حماس حاليا هم أنفسهم الذين يعملون في سيناء. وكالمعتاد استغلت الإدارة الإسرائيلية الفرصة، كى تكسب هدنة طويلة الأمد مع حماس، لأن أكثر ما يؤرق قادة وصناع القرار في تل أبيب هو المواجهة الجديدة مع حماس. وقدم عدد من المحللين والساسة في إسرائيل عدة نصائح لحكومتهم للاستفادة من الوضع الحالى، واستغلال خطر الجهاديين وداعش لتسجيل أهداف في مرمى حماس. فكتب الباحث السياسي الإسرائيلى ولواء احتياط والعضو في مجلس الأمن الإسرائيلى «عوديد تيرا» تحليلا في جريدة معاريف، يؤكد فيه أن على حماس أن تدرك جيدا قوة الجيش الإسرائيلى، وأنه يستطيع ضرب رجال حماس في الأنفاق، فلو اقتنعت حماس بذلك سيصبح هذا هو الردع الحقيقى لها، وستذهب هي لهدنة طويلة الأجل، لو كانت تخشى ضربة حاسمة من الجيش الإسرائيلي. أما «تسفى برئيل» فندد بتفاوض إسرائيل مع حماس في مقالة بجريدة هآرتس قائلا: إن إسرائيل وحماس لن تصبحا أحبابا، فما بينهما زواج مصالح، وحماس تهادن إسرائيل بسبب الأموال، وإسرائيل تقبل بوجود حماس في غزة، بل ويسعدها هذا الوجود، والتهدئة لخمس سنوات أو عشر سنوات حلم لطيف لإسرائيل، وأضاف: حتى مصر شريكتنا الإقليمية بدأت تتحسن أمورها مع حماس، ومنحتها مكانة المنظمة الصالحة، كل هذا جيد لكن علينا ألا ننسى أن من يطالب الآن بالتحدث مع حماس يبدو أنه نسى أثناء عملية السلام درس الانسحاب من القطاع الذي لقنته لنا حماس بشكل موجع. وكتب البروفيسور يورام شفايتسر تحليلا نشرته جريدة «إسرائيل اليوم» يؤكد فيه أن لإسرائيل اهتماما كبيرا في الصراع بين حماس والعناصر السلفية الجهادية، وحتما فإن نمو هذه العناصر وتكاثرها في القطاع سيؤثر على إسرائيل، لا سيما أن هذه المنظمات السلفية تريد إطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل والقيام بالأعمال الإرهابية ضدها. وأشار الكاتب إلى أن صعود «داعش» خلق وضعا معقدا في الشرق الأوسط وخلق بشكل طبيعى نوعا من التقاء المصالح، ما سيجعل الوضع الجديد يخلق تعاونا غير مباشر وغير معلن بين حماس ومصر وإسرائيل، ولكن بتنازلات على حماس أن تقدمها للطرفين المصرى والإسرائيلي، فبحسب شفايتسر، فإن على حماس أن تعمل بقوة ضد نشاطات التنظيمات السلفية في سيناء وداخل قطاع غزة حتى تكسب ود مصر. وعليها أن تجبر الجماعات السلفية والجهادية في القطاع، على الوقف التام لإطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل. وقد تكون هذه بمثابة شروط لتقبل إسرائيل ومصر بالتقارب الجديد مع حماس. وتبدأ مصر ببعض التسهيلات مثل فتح المعابر. أما الدكتور رؤوبين باركو فكتب تحليلا لجريدة إسرائيل اليوم، يؤكد فيه أن تدمير الأنفاق من قبل المصريين أفقد حماس قوتها. وبسبب الضرائب في القطاع وفى المعابر والتضييق الاقتصادى بدأ سكان غزة يشعرون بالتدهور..كل هذه الأسباب جعلت حماس مستعدة لهدنة طويلة الأجل مع إسرائيل وهو ما سيجعل المنظمات السلفية، تنشد أكثر ضد حماس التي تصفها «داعش» بأنها سلطة طاغية يجب أن تحارب، لذا فإطلاق الصواريخ من السلفيين على إسرائيل كان يهدف إلى جرها لكى تضرب حماس فهذه فرصة إسرائيل لهدنة طويلة مع حماس وتركها تلهو مع «داعش» في القطاع. النسخة الورقية