لاتزال جماعة الإخوان تتحرك على كل الاتجاهات، على أمل إنهاء الأزمة التي تعانى منها حاليا، والوصول إلى حلول خوفا من انهيار الجماعة وسط حالة الإستقطاب الكبيرة التي تعيشها الإخوان في الداخل ما بين رافض لكل التحركات، سواء على مستوى المصالحة السياسية برعاية أطراف إقليمية، وبين جيل يرى ضرورة رفض الديموقراطية واتخاذ العنف طريقا لإقامة التأسيس الرابع للإخوان، أو هكذا يطلق الشباب الداعى لاتجاه الجماعة للعنف على المرحلة الحالية. قيادات الجيل التاريخى للجماعة يوسف ندا، وجمال حشمت، وعمرو دراج، ومحمود حسين، وغيرهم، بدأوا في التحرك نحو أطراف إقليمية، على اأمل الوصول إلى حلول من خلال زيارة إلى أمريكا يعقبها تحرك نحو السعودية لجث النبض حول إمكانية طرحها لمصالحة مع الدولة، الوفد الإخوانى والذي زار أمريكا ورسط رفض من الخارجية الأمريكية لقائهم، التقى عدد من المسئولين ثلاثة من مساعدي أعضاء مجلس الشيوخ، ومساعد لعضو مجلس النواب، وهم جون ماكين، بلوم إمثال، تيموثي كين، أما عضو مجلس النواب الذين التقوا بمساعده دون ذكر اسمه. مصادر داخل الإخوان كشفت أن جون ماكين السيناتور الأمريكي، والذي كان عراب الإخوان في أمريكا قبل صعودهم للحكم، وساهم في توطيد العلاقات بين الإخوان والإدارة الأمريكية، كما أنه زار مكتب الإرشاد أكثر من مرة قبل صعود الإخوان وبعدها، حيث أكدت المصادر أن ماكين نصح قيادات الإخوان بأخذ خطوة للوراء في محاولة لإثبات حسن النية من أجل الدخول في مصالحة مع الحكومة المصرية بدلا من الصدام. وأوضحت مصادر الجماعة، أن ماكين أخبر وفد الإخوان، والذي ضم عمرو دراج مسئول العلاقات الخارجية بمكتب الإخوان، ووائل هدارة، ومها عزام، وجمال حشمت، أن الرأي العام الأمريكي ضد الإخوان، وهناك سعى لإعادة العلاقات مع مصر لطبيعتها وإنتقادات لإدارة أوباما، بسبب طريقة التعامل مع مصر، مؤكدا أن الحل الأمثل للجماعة هو محاولة الدخول في مصاحلة على أن تكون جزء من الواقع السياسي في مصر. من جهة أخرى، واصل يوسف ندا المفوض السابق للعلاقات الخارجية، وراشد الغنوشى المكلفين من التنظيم الدولى للإخوان، بمحاولة تمهيد الطريق امام صالحة سياسية رغم رفض شباب الجماعة وحالة الإنقسام الكبيرة التي تسببت فيها رسالة ندا، والتي أكد فيها سعى الإخوان نحو المصالحة. ومن جانبه، قال أحمد بان القيادى الإخوانى المنشق والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن التراجع في موقف الإخوان لايمكن باى حال إبعادةعن الموقف الأمريكي الداعم الأول للجماعة والرفض الأخير بالإضافة للنصائح التي وجهت للإخوان قد تكون سببا رئيسا في هذا التراجع وطلب المصالحة. بان قال أن هناك دول إقليمية كبيرة مثل أمريكاقطرتركيا السعودية تضغط على مصر من أجل مصالحة سياسية بين الدولة وبين الإخوان، ولذلك أخذت الجماعة الخطوة والمبادرة وبدأت في تحريك يوسف ندا والغنوشى، أكبر شخصيتين في الجماعة من أجل جث النبض وفتح باب للتواصل مع الدول الراغبة في الدخول كطرف رغم أيضا موقف شباب الإخوان الداعى للعنف. القيادى الإخوانى المنشق، قال إن هذه رسالة ندا قسمت الإخوان بالفعل، لكن في النهاية قيادات الجماعة تدرك جيدا أنه لا حل إلا بالرجوع وطلب المصالحة في ظل وقف الدعم والضغوط الدولية حتى لو حدثت إنشقاقات كبيرة في صفوف الإخوان. أما الباحث في شئون الجماعات الإسلامية والقيادى الإخوانى السابق سامح عيد، فقال إن الجماعة تدرك جيدا أن كل الحلول أمامها فشلت العنف كخيار في التظاهرات داخل مصر، وكذلك التحرك الدولى ضد مصر فشل، في ظل تزايد قوة النظام السياسي في مصر والدعم الدولى الذي يحظى به، كما أنحسر الدعم عن الإخوان في الخارج، وقال إن المؤشرات كلها الفترة الماضية كانت تؤكد نية الجماعة قرع باب المصالحة حفاظا على التنظيم من التفتت واتجاه الشباب للعنف، وكذلك بعد النصائح الأمريكية والتركية بضرورة الدخول في مصالحة سياسية والعودة للعمل السياسي مضيفا أن الكرة حاليا في ملعب النظام المصرى ولا أظنه سيقبل بالإخوان من جديد.