تلقت جماعة الإخوان "صفعة جديدة"، بعدما رفضت الخارجية الامريكية مقابلة وفد من قيادات الجماعة، طلب الجلوس مع مسئولي الخارجية والكونجرس، حيث أعلنت جين ساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أن المسئولين بالوزارة لن يلتقوا هذا الوفد، الذي يزور الولاياتالمتحدة حاليًا. وتأتي هذه الخطوة بعدما طالبت الخارجية المصرية من السفير الأمريكي بالقاهرة، ستيفن بيركوفت، عدم استقبال واشنطن لوفد الجماعة، كما مارست ضغوطًا متواصلة، منذ الزيارة الأخيرة لوفد من قيادات الإخوان، على رأسهم عمرو دراج وجمال حشمت ومها عزام، إلى الولاياتالمتحدة منذ أشهر قليلة، ما ساهم في توتر الأجواء بين البلدين. ولم تقف "الإخوان" مكتوفة الأيدي، فوفقًا لمصادر من داخل الجماعة، طلب الوفد لقاء عدد من المسئولين الأمريكيين الكارهين للنظام المصري. وأشارت إلى أن الوفد يضم كل من "وائل حدارة، إخواني كندي، وعمل مستشارًا للشئون الخارجية للمعزول محمد مرسي، ومها عزام، رئيس المجلس الإخواني في تركيا، وعمرو دراج، وجمال حشمت ووليد شرابي"، كما رجحت مشاركة محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط. وأوضحت المصادر أن الوفد سيستغل القضية الأخيرة لمحمد سلطان، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، وسيعقد مؤتمرًا صحفيًا بمشاركته في أحد المنظامت الحقوقية الداعمة للإخوان؛ ل"شرح قضيته وما تعرض له في السجن"، والتحدث عن أوضاع السجون لجذب التعاطف من قبل السياسيين الأمريكيين نحو الجماعة، ما يسفر عن الضغط على الخارجية الأمريكية لإعادة الحوار من جديد معهم. الرفض الأمريكي لزيارة الإخوان دفع أنصار "الإرهابية" للانقلاب والهجوم عليها، حيث قال ممدوح إسماعيل، القيادى السلفي والهارب إلى تركيا، إن رفض الخارجية الامريكية لقاء الإخوان جاء بعد ضغوطات كبيرة من نظيرتها المصرية التي "أرسلت تهديدات مباشرة إلى أمريكا بسبب احتضانها قيادات الإخوان". وهاجم إسماعيل قيادات الإخوان، مؤكدًا أنه وآخرون حذروهم من السفر لأمريكا؛ لأنهم لن يفيدوا الجماعة في شيء على حد وصفه، إلا أن القيادات ووفد "المجلس الإخواني في تركيا" أصروا على موقفهم، موضحًا أن خارجية مصر تتحرك ضد الإخوان حاليًا في كل الدول التي يذهبون إليها. وأرجع الدكتور كمال الهلباوي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، رفض الإدارة الأمريكية لقاء مسئولين من الإخوان، إلى التحرك الدبلوماسي المصري القوي، والرد السريع بعد الزيارة الأخيرة لقيادات الإخوان، وتقديم مصر أدلة وبيانات تؤكد تصريح "الإخوان" بالعنف والقتل والدعوة للجهاد ضد الدولة. وأضاف الهلباوي أن الإخوان لن تتوقف عن دعم أمريكا أو التعاون معها، لكنه لن يكون صراحة وعلانية كما كان سابقًا، بل سيكون من خلال لقاءات سرية "كالسابق"، لافتًا إلى أن أمريكا تدرك تمامًا أن "الإخوان" أصبحت "كارت محروق" وبلا قيمة، وأنه لا حل أمامها سوى عودة العلاقات والتعاون مع مصر، وكسب ودها بعد الخلافات الأخيرة. أما الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، سامح عيد، ذكر أن رفض الخارجية الأمريكية لقاء وفد "الإخوان" تسبب في حرج كبير للجماعة، وأدى لهزة كبيرة داخلها وداخل تحالف دعم "المعزول" من جهة، وبين أنصارها من جهة أخرى، مبيّنًا أن الرفض الأمريكي له العديد من الجوانب، منها الانشقاقات التي حدثت داخل الإخوان، وعقب: "الخارجية الأمريكية اعتادت التعامل مع جيل قديم من الجماعة وتعرفه جيدًا، والآن لم تعد تعرف مع من تتعامل". وتابع عيد أن "الإخوان تمر بأزمات داخلية وانقسامات، كما أن مواقعها القيادية، التي يطرأ عليها جيل الجديد، بدأ يتحدث بشكل صريح وواضح عن العنف"، مردفًا "ولا ننسى أنه بعد الزيارة الأخيرة للإخوان لأمريكا، خرج موقع إخوان أون لاين، ونشر مقال تحدث فيه صراحة عن الجهاد، ما تسبب في حرج كبير لأمريكا". واختتم القيادى الإخواني المنشق قائلًا: "لايمكن إنكار دور الخارجية المصرية التي تتحرك بشكل جيد جدًا لمواجهة الزيارات التحريضية للإخوان في الخارج، لكن العلاقات بين أمريكا والاخوان لن تتوقف أو تنتهى، ويكفى أن الأمر تسببت في حرج كبير للجماعة، وسيترك تأثيرًا وصدى بالغ بها".