سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إقبال متوسط على الانتخابات البرلمانية في تركيا.. وسط إصرار قطاع كبير من الأتراك على دعم المعارضة وسحب الأغلبية المطلقة من حزب العدالة والتنمية وإجهاض طموحات أردوغان.. ومخاوف من حدوث عمليات تزوير
شهدت الساعات الأولى من الانتخابات البرلمانية التركية إقبالا متوسطا على صناديق الاقتراع في 81 محافظة، ورغم أن عددا من لهم حق التصويت يبلغ 53 مليون ناخبا إلا أنه من المنتظر أن تشهد الساعات الأخيرة اقبالا كثيفا، خصوصا وأن هناك اصرارا لدى قطاع كبير من الأتراك على دعم المعارضة وسحب الأغلبية المطلقة من حزب العدالة والتنمية الذي يريد تعديل الدستور وتحويل البلاد إلى نظام جمهوري رئاسي من أجل أردوغان،والذي يخشى أن تطيح هذه الانتخابات بأحلامه تماما. ويختار الأتراك 550 نائبا في البرلمان ضمن انتخابات تشريعية مصيرية قد أعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن تركيا بمؤسساتها وسكانها مستعدة للانتخابات التشريعية ال25 في تاريخ الجمهورية، واستقبال الناخبين الذين يزيد عددهم على 53 مليونا في الداخل، وثلاثة ملايين في الخارج ويبدأ التصويت اليوم عبر 174 ألف صندوق في 81 محافظة تركية، من الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء، وسط إجراءات أمنية مشددة، ويحتاج حزب العدالة والتنمية إلى رفع حصته في البرلمان إلى أكثر من 330 مقعدا أي أغلبية الثلثين حتى يتمكن من تغيير الدستور ليمنح الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحيات تنفيذية واسعة وهو ما تعارضه أحزاب المعارضة. ولإقرار هذه التعديلات في البرلمان دون اللجوء إلى استفتاء آخر، يحتاج الحزب إلى تأييد 367 عضوا من مجموع أعضاء البرلمان. وكانت البلاد قد دخلت أمس السبت مرحلة الصمت الانتخابي استعدادا لهذا الاقتراع الذي يتنافس فيه قرابة عشرين حزبا أهمها العدالة والتنمية الحاكم والشعب الجمهوري والحركة القومية والشعوب الديمقراطي الذي يمثل الأكراد. وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم حزب العدالة والتنمية الحاكم -بزعامة رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو- على منافسيه من الأحزاب الأخرى، حيث توقعت حصوله على نسبة تتراوح بين 43% و48% من أصوات الناخبين، في حين أن النسبة المتوقعة لأقرب منافسيه حزب الشعب الجمهوري تتراوح بين 24% و27%. لكن حزب الشعب الديمقراطي المعارض ذو التوجه اليساري، الموالي للأكراد، قد يتمكن من تجاوز عتبة 10 % ويدخل إلى البرلمان ويصبح بالتالي رقما مهما في التوازنات السياسية بتركيا. و وسط تصاعد مخاوف الأتراك، من سلامة الانتخابات واحتمالية تزوير النتائج في عملية فرز الأصوات، صرح رئيس المجلس الأعلى للانتخابات "سعدي جوفين"، بأن العملية الانتخابية سوف تسير بسلامة. ونقلت الصحيفة عن "جوفيين" إن العملية الانتخابية ستُجرَى كاملةً بأمان، وعلى مواطنينا إدراك ذلك"، مضيفًا: "أنه على الأحزاب إرسال ممثليها لمراقبة صناديق الاقتراع. وأدلى أحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء التركي، ورئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، بصوته في الانتخابات البرلمانية التركية، منذ ساعتين، بإحدى لجان محافظة كونيا وسط الأناضول، مسقط رأسه. وأعلن أوغلو، إلقاء القبض على مشتبه به في تنفيذ الهجوم على تجمع لأنصار حزب الشعوب الديمقراطي في ديار بكر التركية يوم الجمعة الماضي، أثناء إدلائه بصوته. وقال داود أوغلو "هناك احتمال كبير لمعرفة جميع ملابسات الهجوم"، معتبرا أن الهجوم "لم يستهدف حزبًا واحدًا فقط، وإنما استهدف جميع الأحزاب، حيث كان هجوما على الديمقراطية في تركيا، أيا كان من يقف وراءه"، مؤكدا عزمه على تسليم منفذيه إلى العدالة. ولقي شخصان مصرعهما، وأصيب أكثر من 100 آخرين، في انفجارين متتاليين، وقعا، أثناء تجمع لأنصار حزب الشعوب الديمقراطي، في ولاية ديار بكر، أمس الأول الجمعة أما أردوغان الذي يواجه الانتخابات بعصبية حادة وهجوم لاذع كعادته، نفى الاتهامات التي توجهها له المعارضة بأنه "ديكتاتوري، وينزل إلى الميادين من أجل دعم الحكومة في الانتخابات النيابية، وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام حشد كبير بمنطقة "غولباشي" في العاصمة أنقرة، إن المعارضة تتهمه بالديكتاتورية، وتوجه له الشتائم في الصحف والقنوات التليفزيونية ومختلف وسائل الإعلام، مضيفًا: "لو كنت ديكتاتورًا فهل يتجرأون على سبابي، لا يمكن لكم القيام بذلك في بلد ديكتاتوري، يقضون عليك في الحال". وانتقد أردوغان حزب الشعوب الديمقراطي ذي الميول الكردية، قائلًا: "أوجه حديثًا إلى إخواني الأكراد في جنوب شرقي الأناضول، إنهم لا يحبونكم (حزب الشعوب الديمقراطي)، يستغلونكم من أجل مصالحهم الشخصية، أما نحن فنحبكم في الله، ليس لأنكم أكراد بل لأن الله هو الذي خلقكم.