سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مثقفون ينعون "فؤاد قنديل".. ناصر عراق: نموذج فريد للمثقف.. صبحي موسى: كان ناشطًا ثقافيًا بامتياز.. المخزنجي: أثرى الساحة الأدبية.. ومكاوي سعيد يطالب بتكريم الراحل
أثار خبر وفاة الكاتب الكبير فؤاد قنديل، حالة من الحزن الشديد داخل أروقة الساحة الثقافية المصرية، بعد صراع مع المرض انتهى بنزيف حاد، بعد غيبوبة طويلة في مشفاه، أدى إلى وفاة الراحل عن عمر يناهز 71 عاما، لا يقل عن نصف قرن من الزمن مشوار حياته الأدبي، ترك الكاتب الكبير قدر من الأعمال الأدبية، التي أسهمت في إثراء الثقافة المصرية والعربية. في البداية نعى الدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة وفاة الكاتب والروائي الكبير فؤاد قنديل بعد صراع مع المرض. وقال النبوي إن وفاته خسارة للحركة الأدبية والنقدية، فقد قدم للأدب المصري والرواية العربية الكثير، ودارت حول أعماله دراسات ورسائل علمية، فقد أثرى الثقافة بأعماله وأبحاثه. وأشار إلى أن قنديل كان له دور بارز في الحقل الثقافي، وقدم بأسلوب فريد لا ينافسه فيه أحد نموذجا أدبيا راقيا، وكانت رواياته وأعماله علامة في تاريخ أدبنا المعاصر، كما أنه استطاع أن يحفر اسمه في إعلام الفكر العربي. وفي سياق متصل قال الروائي ناصر عراق: إن رحيل الروائي فؤاد قنديل يفقد الإبداع المصري والعربي واحدا من أهم كتاب الجيل الثاني الذين ظهروا في الستينيات، وما تلاها، ومن يطالع الأعمال الروائية للراحل يكتشف أنه رجل كان ينكب على عمله إنكبابا كبيرا، محاول أن يقدم للقارئ نصا روائيا مثيرا للفكر ممتع للوجدان ولعل رواياته "لحمامة البرية"، و"رتق الشراع"، و"قبلة الحياة"، و"أبقى الباب مفتوحًا"، "كسبان حتة"، تؤكد تلك الحاله الإبداعية. وأضاف عراق: كما أن الراحل فؤاد قنديل، كان يعد نموذج فريد للمثقف المهذب الوقور دمس الخلق، وما كان يميز الراحل أنه كان عف اللسان في حواراته وسجالاته مع من يختلفون معه في الرأي، ولا شك أن رحيل فؤاد قنديل خسارة كبيرة على العالم العربي. من جانبه أكد الكاتب الكبير مكاوي سعيد، أن الراحل فؤاد قنديل كان كاتبًا جميلًا ودمس الخلق لم يسع لمصالح ولم نسمع بخصوصه ذلك، وهو من الأصدقاء الأدباء الذي احترم مشروعهم الأدبي، وكان خبر وفاته صدمة له. ويتمنى سعيد أن تهتم الجهات المعنية بطباعة أعماله القصصية الكاملة وفاءًا لأديب أعطى من عمره وإبداعه للوطن والقراء، ولا يعامل الأمر كالمعتاد وينسى هذا الأديب الجميل ويهمل إنتاجه المهم. وأضاف مكاوي: إنه غالبا ما تهتم الميديا بأخبار وفاة الكتاب الحزينة وتتلقى وعودا للتكريم، ثم لا تتابع بعد ذلك ويلحس المسئولون وعودهم. وقال الكاتب والروائي صبحي موسى: أن آخر مرة رأى فيها الكاتب الراحل فؤاد قنديل، كانت في مكتب جريدة عربية نظمت ندوة عن البيست سيلر بدعوة من بعض الأصدقاء العاملين بمكتبها في القاهرة، وحضرت معه ومع عدد من الأصدقاء من بينهم شريف عبد المجيد، في هذا اليوم كان قد حضر في موعده رغم إصابته في حادث بسيط بسيارته، وكان في طريقه إلى الدكتور وأنهى الندوة وذهب، ومن يومها لم أره. وأضاف موسى: أنه ظل يتصور الأخبار التي عن مرضه هي أخبار متأخرة عن هذا الحادث، حتى فوجئت بخبر رحيله اليوم، رحمه الله كان واحد من الكتاب الواضحين في فكرتهم، وظل حتى الندوة التي شاركنا فيها مدافعًا عن فكرة المحافظة في الأدب، وهذه فكرته، ونحن نقدرها حتى لو اختلفنا معه حولها، رحمه الله كان ناشطًا ثقافيًا بامتياز. وأكد صبحي، أن الراحل أسس ورأس تحرير سلسلة إبداعات، وكان واحدًا من أبرز من أسسوا مشروع النشر بقصور الثقافة، ومن دعوا لمؤتمر أدباء الأقاليم، حتى ومن دعوا إلى إلغائه في السنوات الأخير لانتهاء ضرورته، رحمه الله وجعل مثواه الجنة. في سياق متصل نعى الشاعر سعدني السلاموني، وفاة الكاتب والروائي الكبير فؤاد قنديل بعد صراع مع المرض، حيث قال السلاموني: كان الراحل بئر عطاء بلا حدود، خاصة مع الأجيال الجديدة في شتى مجلات الإبداع، كان يُعطى من قلبه وروحه دون حساب، وعاش حياته خارج الصراعات والمعارك الأدبية. وأضاف السلاموني: كان "قنديل" الأب الروحي لكافة الأجيال، وحصل على الكثير من الجوائز الدولية مثل التقديرية، والتشجيعية، وجائزة نجيب محفوظ، لكنه حصل على أعلى جائزة، وهى حب الناس إليه وتقدير الناس له، فكان وسيظل يحظى بحب وتقدير لم يحظى به أديب من قبل، ومثله دائم العطاء ولا يموت. ومن جانبه نعى الشاعر محمد المخزنجي، عضو اتحاد الكتاب، فقيد الأدب والثقافة الروائي الكبير فؤاد قنديل، قائلا: لقد كان رحمه الله من الشخصيات المبدعة التي أثرت الساحة الأدبية بكتاباتها الرائعة في الرواية والقصة القصيرة وأدب الطفل وله العديد من الدراسات النقدية، كما ترجمت له الكثير من ابداعاته إلى لغات أخرى. وأضاف المخزنجي: أن الراحل شغل العديد من المناصب كان من بينها رئاسة تحرير جريدة أخبار الكتاب وسلسلة كتابات جديدة وسلسلة إبداعات، وشهد له كل من اقترب من شخصيته بدماثة الخلق وحسن المعشر واثراء الحركة الأدبية بإبدعاته التي كانت ملء السمع والبصر داخل مصر وخارجها، رحم الله الرجل وعوضنا عنه خيرا ونسأل الله له الجنة ولأسرته ولكل الأدباء وكل محبيه الصبر وإنا لله وإنا إليه راجعون. وقال الشاعر سعيد شحاتة، إن الكاتب الكبير فؤاد قنديل فتح صدره لكافة الأجيال من كل بقاع مصر، واستقبل الجميع في سلسلة إبداعات التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقدّمَنا للساحة الأدبية تقديم أب لأبنائه. وأضاف شحاته: أن قنديل عاش حريصًا على المحبة ورحل دون ضجيج، فهو قد عاش محبًّا وأنهى حياته محبًّا، ونتمنى من الله أن يتغمده في رحمته، ويجعل مثواة الجنة. وقال القاص الشاب خالد عبدالعزيز على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، أنه قابل الراحل فؤاد قنديل مرة واحدة فقط في حفل توقيع الروائية صفاء النجار لروايتها "حسن الختام." وأضاف أنه عرفه بنفسه وقال له حينها إنه يعرفه، وتناقشا حول روايته البديعة المفتون" التي يروي فيها سيرته الذاتية، وروايته الجميلة نساء وألغام التي تعد الجزء الثاني من سيرته، وسأله أين الجزء الثالث؟ كان رده أنه لم يبدأ في كتابته بعد! وللأسف لم يمهله القدر إكمال مشروعه. وقال الروائي وجدي الكومى: إن الكاتب الكبير فؤاد قنديل الذي وافته المنية اليوم، له أعمال إبداعية عديدة، وترك بصمته في المشهد الأدبي المصري والعربي، ونجح في تخريج أصوات أدبية عديدة بإشرافه على جائزة إحسان عبدالقدوس.