مهندس عملية فصل الصحفيين.. وقال ل«طالبى التعيين»: «ليه أعيّنكو وأتجوزكو جواز مسيحيين.. ممكن أجى الصبح شكلك مش عاجبنى أمشيك» هدد المعتصمين: «هجبلكو بلطجية.. أنا أشغّل المكان بصحفيين من على القهوة ب100 جنيه» يسيطر على «الموقع الإلكترونى» ويتدخل في «قوائم التعيينات» استقالة جماعية ل«مديرى التحرير» ورؤساء الأقسام في 1 يونيو.. وغموض حول موقف عماد حسين فاكس من «محررى الشروق» ل«السيسى»: أنقذنا من مذبحة إبراهيم المعلم لا تراجع عن قرار فصل «المعينين».. و4 عروض تسوية ل«النقابيين» أربعة من مديرى تحرير جريدة «الشروق» وما يزيد على 90 % من رؤساء الأقسام يعتزمون التقدم ب«استقالات جماعية» من مناصبهم، في الأول من يونيو المقبل، إذا فشل مجلس الإدارة ممثلًا في الناشر إبراهيم المعلم، ومن خلفه «ولده» شريف، العضو المنتدب، في توقيع عقد إعلانى مرض مع وكالة «برومو ميديا» للإعلان، بما يضمن مركزًا ماليًا مناسبًا للجريدة. نار تحت الرماد داخل «الشروق» الآن، ولا بادرة أمل تلوح في الأفق القريب، مع استمرار قرار فصل 31 صحفيًا، برغم الإعلان في وقت سابق عن حل الأزمة بتعويض المفصولين من غير المعينين، وعقد تسويات مع «المعينين» و«أعضاء النقابة» منهم. مساء الثلاثاء الماضى، استقبلت مؤسسة الرئاسة فاكسًا رسميًا من صحفيى «الشروق» المفصولين، ناشدوا فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى التدخل ل«وقف نزيف الفصل التعسفى» ورفع الظلم عنهم. لا يزال «آل المعلم» مصممين على أن «عمليات الفصل» ما هي إلا محاولة ل«إنقاذ الجريدة من كبوتها المالية» المستمرة منذ عامين أو يزيد، بينما يرى «آل الشروق» أن تعنت مجلس الإدارة وضعف «رأس التحرير» السبب الأول في أزمتهم المستمرة. أقف هذه المرة بالقرب من الخطوط الخلفية لمن يدير «مذبحة الصحفيين» داخل جريدة «الشروق»، أقصد أحمد بدير، مدير عام دار «الشروق»، الذي أوكل له «آل المعلم» أمر تخليصهم من هذه الأزمة، بعد أن رفع «شريف» يده عن المشهد، واختفى ليظهر «بدير»، بينما رئيس التحرير عمادالدين حسين، تائه بين التضامن مع محرريه وأوامر «أصحاب المال». هل نعود قليلًا إلى الوراء؟ قبل نحو أسبوعين وقعت إدارة «الشروق» قرارًا بفصل 18 صحفيًا غير نقابى من دون أي سابق إنذار بدعوى مرور المؤسسة بأزمة مالية تستوجب تخفيض عدد العمالة، تبعه قرار آخر بفصل 13 زميلًا، بينهم عدد كبير من «النقابيين» و«المعينين» لتصل أعداد المفصولين إلى 31 صحفيًا، مع توارد أنباء عن صدور قرارات فصل جديدة، إذ يرغب مجلس الإدارة في الاستغناء عن 105 من العاملين، من الصحفيين، والفنيين، والإداريين. دخل «صحفيو الشروق» على خط المواجهة مع مجلس الإدارة، فقرروا الإضراب بشكل جزئى عن العمل لمدة ساعتين على مدى 3 أيام، تبدأ من الواحدة ظهرًا وحتى الثالثة عصرًا، على أن يبدأوا إضرابًا كليًا عن العمل إذا استمرت الأزمة دون تقديم أي حلول. تدخلت نقابة الصحفيين تناثرت أقاويل حول تواطئها في البداية على قرارات الفصل بالنسبة لغير النقابيين قبل دخول الزملاء في إضراب كلى عن العمل، وجرى عقد اجتماع ضم يحيى قلاش، نقيب الصحفيين، وجمال عبدالرحيم، السكرتير العام للنقابة، وعماد الدين حسين، رئيس التحرير التنفيذى، وشريف المعلم، العضو المنتدب. خلال الاجتماع وضع «قلاش» و«عبدالرحيم» خطًا أحمر على مسألة فصل «النقابيين» وعددهم يصل إلى 15 من قوائم المفصولين. راوغت الإدارة بالموافقة على «فيتو الصحفيين»، وعاد بالفعل النقابيون من المفصولين إلى العمل بالجريدة مرة أخرى، وصوتت الجمعية العمومية ل«صحفيى الشروق» على تعليق الإضراب، لكن يبدو أن القرار كان محاولة لعبور «الموجة العالية». عرضت الإدارة تسويات على المفصولين من «النقابيين» و«المعينين» مع وضع «خط أحمر» بالنسبة ل«غير المعينين»، فلا تراجع عن قرار فصلهم، حيث جرى إبلاغ الأمن بألا يسمح بدخولهم مقر الجريدة مرة أخرى مع عرض تسوية تتضمن منحهم راتب شهر عن كل عام قضوه داخل المؤسسة. بالنسبة ل«المعينين غير النقابيين» فقد جرى عرض تسوية بمنحهم راتب شهر ونصف الشهر عن كل عام مع تنفيذ قرار الاستغناء عنهم أيضًا، وفى حالة الرفض أمامهم القضاء، بحسب ما قال لهم ممثلو الإدارة. وأمام «المفصولين من النقابيين» 4 عروض للتسوية، فإما الاستجابة لقرار الفصل والحصول على «شهرين» عن كل سنة لمن يحصل على راتب أقل 2000 جنيه، وشهر ونصف الشهر لمن يحصل على 2000 جنيه، وشهر لمن يزيد راتبه على 2000 جنيه، ونصف شهر لمن يزيد راتبه عن 5 آلاف جنيه، أو البقاء في الجريدة على الراتب الموجود بالعقد، على أن يعمل من يبقى في المكان والوقت الذي تحدده الإدارة. بحسب عقود كثيرة اطلعت عليها «البوابة» فإن الراتب الذي حددته إدارة «الشروق» يبلغ 1000 جنيه، وهو رقم ضئيل وضعته الإدارة رغبة في الهروب من دفع التأمينات. بحسبة بسيطة فإنه بعد خصم قيمة التأمينات وتبلغ 140 جنيهًا، فإن الراتب سيصبح 860 جنيهًا، وكل ذلك مع تنفيذ حزمة إجراءات ل«التنكيل» بمن يصر على البقاء، فيما قررت الإدارة التعامل مع المفصولين ممن حصلوا على عضوية النقابة من مؤسسات غير «الشروق» على أنهم «غير معينين» بالجريدة من الأساس. هذا هو الوضع داخل جريدة «الشروق» حتى كتابة هذه الكلمات لكن ماذا عن أحمد بدير الذي تحدثنا عنه في البداية؟ يشغل أحمد بدير منصب المدير العام لدار «الشروق» وعضوية اتحاد الناشرين المصريين، الذي تولى إبراهيم المعلم رئاسته في وقت سابق، ومعروف بقربه من «المعلم» و«ولده» شريف. بحسب ما هو متوفر من معلومات، فإن «بدير» هو رجل «آل المعلم» الأول داخل «الشروق»، وبينما لا يشغل منصبًا رسميًا بالجريدة فإنه يحضر كل الاجتماعات المهمة لمجلس الإدارة. يحتفظ «بدير» بعلاقة خاصة مع شريف المعلم، مكنته من أن يكون «صاحب اليد الطولى» داخل الشروق الجريدة والدار، وجميع من يعملون لدى المؤسسات التابعة للشركة المصرية للنشر العربى والدولى يعرفون قوته. يسيطر «بدير» على الأوضاع داخل الجريدة وموقعها الإلكترونى باعتباره ممثلًا ل«مجلس الإدارة»، إذ يستمد قوته من كونه المدير العام لدار «الشروق»، ويتعامل بمنطق «أنا صاحب رأس المال»، ومما يذكر عنه أنه قال لمجموعة من الصحفيين المعترضين على تأخر صرف المرتبات: «الكرسى اللى انت قاعد عليه بفلوسى». من بين أبرز المشاهد التي توضح قوة «بدير» أن تمر «قوائم المعينين» على مكتبه قبل إجازتها، ليتدخل أحيانًا ب«رفع أسماء» لا يرضى عنها وإضافة أسماء أخرى. لا يقتصر تدخله على الأمور الإدارية وإنما يمتد إلى «الخط التحريرى» للجريدة وموقعها الإلكترونى، وذلك بطلب حذف أخبار معينة، وبخاصة المتعلقة بإيهاب طلعت، مالك وكالة «برومو ميديا» للإعلان، أو كتابة أخبار، وتعديل أخرى. لم تكن يده بعيدة عن قرار فصل 31 صحفيًا من «الشروق» ومن قبل إجبار المدير الفنى للجريدة، ومدير الإنتاج على التقدم باستقالتيهما بعد قرار تخفيض رواتبهما بنسبة 50 ٪. يدير «بدير» المفاوضات الأخيرة داخل «الشروق»، حيث انسحب عماد الدين حسين، وشريف المعلم من المشهد تمامًا، وجرى تصديره، باعتباره وجهًا مخيفًا بالنسبة للصحفيين العاملين بالمؤسسة. يتعامل «بدير» مع الجريدة بمنطق «التاجر»، فحينما هدد الصحفيون بالإضراب عن العمل، قال لهم: «أنا ممكن أجيب 4 من أي قهوة يشتغلوا صحفيين، وهدى الواحد 100 جنيه»، وكرر نفس الجملة بعد إبلاغه بقرار رحيل المدير الفنى ونائبه: «دول مخرجين يعنى بيعملوا ايه؟». بعد قرارات الفصل الأخيرة استنجد الزملاء بعماد حسين للوقوف معهم في مواجهة الإدارة أو على الأقل محاولة الوصول ل«حل وسط»، وهنا ظهر اسم «بدير» على لسان «عماد»: «دا قرار الإدارة وبدير»، وحينما دخل الزملاء ل«بدير»، أنكر معرفته بالأمر: «دا قرار عماد أنا ما أعرفش حاجة، انا طلبت منه تخفيض النفقات 30 ٪ قاللى مشى الناس دى فوافقت». قصة الرجل مع صحفيى الموقع الإلكترونى لجريدة «الشروق» تستحق أن تروى، ففيها من الدلالات ما هو كاف لتوضيح قوته وطريقة تعامله مع الزملاء. داخل صحفيو «بوابة الشروق» في اعتصام مفتوح بمقر البوابة قبل عامين، احتجاجًا على فصل 8 من زملائهم بشكل تعسفى، وعدم تعيينهم. هنا ظهر «بدير» الذي يتحكم بشكل رئيسى في الموقع الإلكترونى، حيث طلب وفد من المعتصمين للاجتماع معه. ناقش المعتصمون الطلب، وأبلغوا «بدير» بأنهم يريدون مقابلة إبراهيم المعلم أو نجله، فقال لهم: «أنا شريف المعلم وأنا أبوه.. اللى عاجبه ييجى واللى مش عاجبه يمشى». أمام ذلك شكل صحفيو «الشروق» وفدًا للقاء «بدير» لعرض مطالبهم، وتتضمن تعيين جميع العاملين بالموقع بعقود صحيحة، بما يضمن التحاق الصحفيين منهم بلجنة القيد بالنقابة، وأن يتم التعيين بتاريخ مُسبق، حتى لا يتم التراجع عنه بعد فض الاعتصام، مع وضع لائحة عمل تضمن حقوق جميع الصحفيين في الإصدار الورقى، والموقع الإلكترونى، وتأسيس لجنة نقابية يتم اختيارها عن طريق الانتخاب الحر المباشر بين العاملين، بما يضمن وجود كيان قانونى يحافظ على حقوقهم. سخر «بدير» من مطلب التعيين، وهنا ظهرت «نفسية التاجر» مرة أخرى، إذ قال للوفد الذي اجتمع معه: «وأنا أعينك ليه؟.. ليه أتجوز جواز مسيحيين ومعرفش أخلص منك.. أنا بالوضع الحالى ممكن أجى الصبح شكلك من عاجبنى أقولك امشى»! واصل الصحفيون اعتصامهم لمدة تصل إلى شهر، وأمام التهديد بإحضار «بلطجية» ل«فض اعتصامهم»، حرروا «محضر إثبات حالة» بقسم مدينة نصر، حيث المقر القديم لموقع الشروق في مدينة نصر قبل أن ينتقل إلى عمارة نادي العاصمة بجاردن سيتى، وظلت سيارة شرطة أسفل المقر لمدة 3 أيام. تدخل إبراهيم المعلم ل«حل الأزمة» والحفاظ على ما تبقى من ماء وجهه، وجرى الاتفاق على تعيين 10 من الصحفيين، مع الوعد بتنفيذ باقى المطالب، وفض الزملاء اعتصامهم. بعد تعيينها مديرة ل«بوابة الشروق»، حاولت الدكتور نجلاء العمرى، المديرة السابقة لمكتب القاهرة بمحطة «بى بى سى» البريطانية، أن تستقل عن الإدارة، أن تصنع شيئًا مختلفًا، لكنها اصطدمت بواقع اسمه «أحمد بدير» يأمر فيطلب أن يطاع، فاضطرت للابتعاد عن المشهد، وكان هو السبب الأول في رحيلها. هل عرفتم الآن لماذا وصلت الشروق إلى الوضع الحالى؟. النسخة الورقية