أصوات عديدة تطالب الرئيس السيسي بإلغاء زيارته القادمة لألمانيا ، بعد قيام رئيس ال"بوندستاغ" المنتمي إلى حزب المسيحي الديمقراطي الحاكم بإرسال خطاب إلى السفير المصري في برلين لإخطاره بإلغاء لقائه بالرئيس المصري احتجاجا على ما وصفه بانتهاكات حقوق الإنسان في مصر"، معربا عن اعتراضه علي بعض الأحكام القضائية التي صدرت مؤخرا ضد بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتهمين في قضايا تتعلق بالعنف والإرهاب – على حد تعبيره. الأمر الذى دفع الكثيرين بأن يطلبوا من الرئيس عبدالفتاح السيسي بإلغاء الزيارة التى من المفترض أن تكون خلال الشهر القادم ، كنوع من الرد علي تصريحات رئيس البرلمان الألماني ، والذى يروها وقحة وتعد تدخلاً فى الشأن المصري الداخلي وهو ما رفضه البعض الأخر واللذين طلبوا من الرئيس تنفيذ زيارته لألمانيا فى موعدها خصوصاً ، بعد أن أعلنت رئيسة الوزراء الألمانية " أنجيلا ميركل " ترحيبها بزيارة السيسي لألمانيا . ولكن قبل أن نؤيد أى من الطرفان ، سواء المؤيد أو المعارض للزيارة ، دعونا نتعرف علي بعض الوقائع التى تحدث حالياً داخل المجتمع الألماني ، فالإخوان المسلمون فى ألمانيا وأوروبا ، يجهزون حالياً ، لمظاهرات ضخمة جداً وبحشود غير مسبوقة ، لتستقبل الرئيس السيسي ببرلين ، و بدأو من الآن وضع خطط الزحف علي برلين من كل العواصم الأوربية ، ليوجهوا رسالة للعالم بأن زيارة الرئيس السيسي مرفوضة وغير مرحب بها ، وهو ما بدا واضحاً أثناء ترتيب مظاهرة أمام القنصلية المصرية بفرانكفورت ، وتأكدت خلال المظاهرة ، معلومات أن المظاهرات التى يتم الترتيب لها حاليا فى برلين ، مدعومة بشكل كبير من الجانب التركي والتنظيم الدولي للإخوان ، خصوصاً بعد أن تأكد أن القوام الرئيس لهذه المظاهرات المنتظرة ، سيكون الأتراك المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بألمانيا وأوروبا ، بالإضافة لجنسيات عربية أخري منها تونس والجزائر والمغرب، ورصد بعض المصريين المقيمين بألمانيا الترتيبات التى تتم داخل المراكز الإسلامية والمساجد الألمانية ، سواء من قيادات الإخوان أو أئمة المساجد للحشد لمظاهرات برلين المنتظرة ، وربما وجدت بعض الأحزاب السياسية الفرصة لمغازلة أصوات الأتراك الانتخابية ، وأعلنت مشاركتها فى مظاهرات برلين ضد زيارة السيسي ، مثلما فعل رئيس حزب الخضر الألماني - ثالث اقوي حزب بألمانيا - والذى ينتمي لأصول تركيا ، ولم يكتفي بذلك ، بل واصل تصعيده وطلب من رئيسة الوزراء الألمانية "ميركل" إحراج الرئيس السيسي ورفض مقابلته هي الأخرى ، كل هذا يحدث بالطبع تحت سموع وترتيب التنظيم الدولي للإخوان ، الذى يري فى إفساد زيارة السيسي لألمانيا ، الكارت الأخير لإحراجه دولياً ، أملاً فى إلغاء أحكام الإعدام الصادرة ضد أغلبية قيادات الجماعة بالقاهرة ، وإرغام الحكومة المصرية علي قبول المصالحة مع قيادات الجماعة بالداخل . كل هذا يعلمه الرئيس السيسي جيداً ، وربما قرأ عنه العديد من التقارير الذى أعدتها جهات سيادية ، ولكنه حتى كتابة هذه السطور قرر أن ينفذ الزيارة ، علي حسب حديث السفير بدر عبد العاطي المتحدث الإعلامي باسم وزارة الخارجية المصرية والذى قال ، هناك حرص متبادل بين مصر وألمانيا لإتمام الزيارة، مشيرا إلي "أن مصر تعتبر ألمانيا شريك لها في الاتحاد الأوروبي، وأن ألمانيا تعتبر مصر شريك لها في الوطن العربي وربما كانت هذه التصريحات السبب فى أن يلتقط المصريين المقيمين فى ألمانيا أنفاسهم ، بعد أن انتابهم شعوراً بالخوف من إلغاء الزيارة ، لأنهم كما قال لي أحد الأصدقاء المقيمين هناك ، أن هذه الزيارة مهمة جداً ، لأنها ستكشف عن نوايا الحكومة الألمانية تجاه مصر ، وهل سيقفون مع مصر فى حربها ضد الإرهاب وفى ثورتها الاقتصادية القادمة ، إجابة هذه الاسئلة لن تحسمها سوى زيارة الرئيس السيسي القادمة لألمانيا ، والتي ستحدد لشكل كبير تعاون الاتحاد الأوروبي مع مصر خلال الفترة القادمة ، وهو ما يعطي زيارة الرئيس السيسي لألمانيا أهمية كبيرة ، تدفعنا بأن نطالبه بإتمامها ، رغم كل الصعوبات والأشواك التى سيسير عليها الرئيس السيسي لا تمامها .