«إرهابيو البصارطة» هربوا إليها بعد تدخل الشرطة.. وقيادات «الصف الثانى» بالجماعة يختبئون بها عناصر «الإرهابية» يقطعون الطرق ويقتلون المتعاونين مع الأجهزة الأمنية ويستغلون الأطفال والنساء «دروعًا بشرية» ينتشر بها السلاح وخلايا متطرفة تجهز ل«تدمير المشروعات الاقتصادية» بعد ثورة «30 يونيو» تحولت من قرية صغيرة يعمل أغلب سكانها في صناعة «الأثاث» إلى أشهر قرى المحافظة عنفًا، هناك لا صوت يعلو فوق صوت العنف والسلاح. بلا مبالغة، فإن قرية «الخياطة» التابعة لمركز دمياط بمحافظة دمياط تحولت إلى «قلعة الإرهاب» الأشد خطورة في المحافظة، فمنها يخرج أهل الإرهاب والمأجورون للتظاهر لصالح جماعة «الإخوان»، ولا تقل خطورتها عن «البصارطة» التي اقتحمتها الأجهزة الأمنية قبل أيام، فيما تشير معلومات -حصلنا عليها من مصادر داخل القرية، ومن زيارة ميدانية- إلى تشكيل خلية تنطلق من القرية لإسقاط المشروعات الاقتصادية في المحافظة، حيث تضم عشرات الأشخاص، وتجتمع ليلًا للتخطيط لعمليات عدائية في المحافظة. سيطرت جماعة «الإخوان» على قرية «الخياطة» خلال الشهور الماضية، وحولتها إلى معقل مهم لها على غرار «البصارطة»، وبعد اقتحام قوات الأمن للأخيرة، فر عدد من الإرهابين التابعين ل«الإخوان» و«الجماعة الإسلامية» إلى «الخياطة»، لبدء عمليات إرهابية جديدة تستهدف البنية التحتية للدولة وقوات الجيش والشرطة. لا تخلو القرية من مسيرات أبناء «الإخوان»، مع قيام عناصر الجماعة بإخفاء السلاح واللافتات المناهضة للنظام بمنازلهم، ومنازل أنصارهم، وكثيرا ما طالب الأهالي بتطهير القرية من الإرهاب، إلا أن حملات الأمن المتكررة عليها ومداهمة منازل وأماكن اختباء العناصر لم تقض بشكل كامل على العناصر الإرهابية الموجودة هناك. وتشتهر «الخياطة» بأنها معقل لعدد من نواب الإخوان السابقين، إضافة لانتشار السلاح، وهو ما يثبت عند سماع دوى طلقات بين أروقة القرية من قبل عناصر الإخوان، سواء في فض أي تظاهرات مؤيدة للدولة، أو لتصفية أي من مؤيدى الرئيس عبدالفتاح السيسى. وفى الأيام الماضية، شهدت القرية خروج عشرات المسيرات المناصرة لجماعة «الإخوان»، من أجل إثبات التواجد بعد اقتحام «البصارطة»، مستغلين وجود الأطفال معهم ك«دروع بشرية» لهم في مواجهة الأهالي أو الشرطة، حيث يشتبك أنصار الجماعة مع الأهالي بشكل مستمر. وفى القرية يتمركز عدد من قيادات الصف الثانى والثالث بجماعة «الإخوان» نظرا لابتعادها عن أعين الأجهزة الأمنية. ويكشف مصدر داخل قرية «الخياطة»، أن أنصار الجماعة يخططون لإفشال المشروعات الاقتصادية المقررة إقامتها في محافظة دمياط، وذلك بالاتفاق مع أشخاص مأجورين لتنفيذ عمليات إرهابية ضدها. ويقول المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: إن «الخياطة» تعد أكثر القرى عنفًا وخطورة في دمياط، وهى أشد وأخطر من قرية «البصارطة» لطبيعة العمل السرى لأعضاء الجماعة بها، وذلك لقرب القرية من طريق عام بعكس قرية «البصارطة» التي تتطرف باتجاه الأراضى الزراعية، مشيرًا إلى أن القرية شهدت عدة حالات قتل خلال الأيام الماضية، من بينها قتل حارس الوحدة المحلية بالقرية محمود طه أبو حسين، بعد أن توعدته الجماعة أكثر من مرة لقيامه بنقل تحركات عناصرها لقوات الأمن والإبلاغ عن عدد منهم. وذكر أن عددا من أعضاء الجماعة نشروا صورة حارس الوحدة المحلية على صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، قبل أيام من قتله، واتهموه بالعمل كمرشد للمباحث بعد القبض على قيادى بارز في الجماعة بدمياط يدعى مجدى خالد مسعد، يعمل مديرًا لإحدى المدارس بعزبة البرج، لافتًا إلى تورط نجل برلمانى سابق عن «الإخوان» في قتل الحارس. كما كشف عن وقوف أعضاء الجماعة خلف مقتل رجل آخر منذ شهر يدعى سمير شالكة، وهو نجل مخبر، أبلغ عن عدد من أعضاء الجماعة بالقرية، حيث قتل في ظروف غامضة، مشيرًا إلى أن الجماعة تستهدف كل من يقوم بالإبلاغ عن أعضائها ورصد تحركاتهم لصالح الجهات الأمنية. وأشار المصدر إلى أن الخياطة قرية يبلغ طولها 3 كيلو مترات، وهو ما يدفع أعضاء الجماعة للعمل فيها بشكل سرى لتعدد سكانها، كاشفًا عن انتقال عدد من أعضاء الجماعة منها للتظاهر يوم 5 مايو الماضى، بميدانى البوسطة والساعة في دمياط، حيث خرج وقتها أعضاء ملثمون اشتركوا مع أعضاء بقرية البصارطة، وأطلقوا الأعيرة النارية على قوات الأمن أثناء محاولتها فض المظاهرة، الأمر الذي كان سببا في قتل مجند شرطة، وإصابة نقيب آخر وعدد من الجنود. وأكد انتشار السلاح بشكل ملحوظ في القرية، خاصة بحوزة أعضاء الجماعة الإرهابية، بالإضافة لتمويلهم للعنف من خلال الاستعانة ببعض المأجورين، وهو ما تخطط له بعد القبض على 13 فتاة قبل اقتحام «البصارطة»، مشيرًا إلى أن قيادات الجماعة يمولون المظاهرات، لكنهم لا يظهرون في الصورة حتى لا تتعقبهم قوات الأمن. واتفق أعضاء الجماعة بالقرية على الاستقرار في منطقة تدعى «عجور»، وهى منعزلة تماما، لا يمكن دخول قوات الأمن إليها، كما قطعوا الأسبوع الماضى شريط السكك الحديد أمام القطارات، مما أحدث حالة من الارتباك، إضافة إلى قطع الطريق الفرعى المؤدى ل«رأس البر». وقال: إن أعضاء الجماعة يدخلون القرية ليًلًا للاجتماع بآخرين موجودين فيها لتنفيذ العمليات العدائية ضد الشرطة، مشيرًا إلى أن الجماعة تستعد للرد على القبض على 4 أشخاص منهم بعد اتهامهم بقتل شخص أواخر شهر إبريل الماضى، منهم شقيقان في القرية، بالإضافة للقبض على 22 شخصا أثناء تظاهرهم ضد الدولة. و«الخياطة» هي إحدى القرى التابعة لمركز ومحافظة دمياط، وتعرضت للحصار الأمنى عدة مرات، أبرزها في إبريل الماضى، حين تم حصار القرية من ناحيتى دمياط وعزبة البرج، وتم منع أي شخص من الدخول للقرية أو الخروج منها، ومؤخرًا اقتحمت قوات الأمن القرية مرة أخرى وشنت حملة مداهمات كبيرة. النسخة الورقية