بعد مضي 3 سنوات على رحيلها، تظل وردة الجزائرية هي مطربة كل العصور والأجيال، وتظل تطرب جميع الاَذان، وبسبب عشقها لمصر وشعبها، لم يتخيل البعض أن جذورها جزائرية الأصل، حيث اعتبر الجمهور المصري إحدي أهم مطربات مصر لفترة طويلة جدًا حتى وفاتها في بلدها الثاني "مصر" يوم 17 مايو عام 2012 وسط حزن الجمهور العربي كل. وردة الجزائرية التي ولدت 22 يوليو 1939، واسمها الحقيقي "وردة فتوكي" ولدت في فرنسا لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى "يموت"، ولها طفلان هما رياض ووداد. مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها. كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا، ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في نادي والدها. وكانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب ول عبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا. وهي خالة الفنانة إنجي شرف. وجاء ميلاد وردة الفني الحقيقي مع أغنية "أوقاتي بتحلو" التي أطلقتها في عام 1979 م في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي، والغريب أن أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت، لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة بعد 4 سنوات كاملة. وقدمت وردة طيلة مشوارها الغنائي عدد من أشهر الأغنيات ومنها "وحشتوني"، "لولا الملامة"، "أكدب عليك"، "لو قابلتك من زمان"، "حكايتي مع الزمان"، "في يوم وليلة"، "أه ياني من الهنا"، "طبعًا أحباب"، و"بودعك" وغيرها من الأغنيات التي نعيش عليها حتى هذا الوقت. شاركت وردة في عدد من الأفلام، منها: "ألمظ وعبده الحامولي" مع عادل مأمون، و"أميرة العرب" و"حكايتي مع الزمان" مع رشدي أباظة، و"صوت الحب" مع حسن يوسف، قدمت مسلسل "أوراق الورد" مع عمر الحريري، وبعد أربعة سنوات شاركت بمسلسل "آن الأوان" من تأليف يوسف معاطي وإخراج أحمد صقر، جسدت فيه شخصية سيدة تملك شركة إنتاج كاسيت تقف بجوار الأصوات الجيدة، وهو قريب من سيرتها الذاتية. يذكر أن وردة اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979. توفيت وردة في منزلها في القاهرة في 17 مايو 2012 إثر أزمة قلبية ودفنت في الجزائر حسب رغبتها، حيث قالت قبل وفاتها بأيام "أريد العودة إلى الجزائر فورًا"، ووصل جثمانها في طائرة عسكرية بطلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وكان في استقبالها العديد من الشخصيات السياسية والفنية ليتم دفنها في مقبرة العالية بالجزائر العاصمة.