نعمل على إيجاد قادة ونشطاء ثقافيين.. والوزارة لكل المثقفين وليس موظفيها يجب أن يُكتب التاريخ في المدارس برؤى متعددة ليتعلم الطالب التفكير مبدأ السلبيات والإيجابيات عند المؤرخ قد تؤدي إلى نتائج خاطئة وزارة التربية والتعليم مرتع للإخوان.. وفي 2011 كان امتحان الثانوية العامة عن الجزية من بداية هذا الحوار، شدد على أنه يتحدث باعتباره مؤرخا وأستاذا جامعيا يرى أنه في مهمة محدودة، فأكد أنه فقط يُريد أن يُثبت أن الأستاذ الأكاديمي يستطيع أن يقوم بالإدارة الثقافية، هكذا تحدث الدكتور محمد عفيفي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة ل"البوابة نيوز" على هامش مؤتمر "مصر بين ثورتين" لتأريخ ثورتي 25 يناير و30 يونيو، والذي عُقد على مدى الأمس واليوم:فإلى نص الحوار ، |* أليس مُبكرًا الآن أن يبدأ التأريخ لثورتي 25 يناير و30 يونيو؟ دعنا نتفق في البداية أن الثورة واحدة، وأن كلًا من يناير ويونيو موجتان لنفس الثورة، فبدون ثورة يناير لم تكن ثورة يونيو، وإنما كانت موجتها الثانية لاستكمال رفض أي نوع للقمع أو السيطرة على المصريين، وفي العصر الحديث أنت لا تحتاج لوقت طويل حتى تقوم بتأريخ أحداث ما، ففي الماضي كان المؤرخ ينتظر فترة طويلة ليجمع الأحداث والوثائق التي تتحدث عن الفترة من أجل الموضوعية، والدراسات الحديثة اكتشفت أن الموضوعية نسبية، ولم تعد هناك فكرة أن أتحدث بعد انقضاء الحدث حتى أكون موضوعيًا، فحتى الآن الحديث مُستمر حول ثورة يوليو رغم مرور أكثر من 60 عاما، وكذلك ثورة 1919 * هل الأمر لم يعد يحتاج إلى كل هذه الوثائق؟ هذه الأيام حتى الوثائق نفسها اختلفت، ومفهوم الوثيقة تغير، فلم تعد هناك الوثيقة الحكومية التقليدية التي ينتظرها المؤرخ، بل أصبح هناك التليفزيون والصور وتسجيلات الفيديو، بل حتى "فيس بوك" نفسه أصبح وثيقة مهمة، كذلك في الماضي كانت العديد من المؤسسات ترفع لافتة "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، ولكن هذا لم يعد يُجدي في عصر تكشف فيه الأقمار الصناعية كل شيء، وهناك بالتأكيد جرأة من اللجنة أن تعمل على ثورتي يناير ويونيو في هذا التوقيت، وأنا بالفعل قمت بتشجيعهم.
* هناك العديد ممن يعملون على إبراز سلبيات وإيجابيات في الحدث التاريخي.. ألا تخشى اللجنة أن يطغى أحد الجوانب على الآخر؟ هذا كذلك أحد الموروثات غير الحقيقية عن التأريخ، فمثلًا تجد من يقول لك إن أسباب ثورة 1919 هي كذا وكذا، لماذا لا تُضيف كذا مثلًا، أو تحدث عن نتائج وسلبيات الثورة الفرنسية، فكرة السلبيات والإيجابيات نفسها قد تؤدي إلى نتائج خاطئة.. نحن نريد أن ندرس لماذا حدثت ثورة يناير، وبدون الدخول في تفاصيل فإن فكرة السببية نفسها تؤدي إلى أخطاء في التاريخ، وهي من أفكار المؤرخين القدامي، فأي شئ حدث قد يكون لا سبب له، وهذا لا يعني أن تغفله، كما أن هناك الكثير من المؤرخين أرهقوا أنفسهم في البحث عن أسباب لأحداث وقعت دون أن يكون لها سبب، وتكتشف أن الأمر كان أبسط من هذا.