على غرار ما اعتادت عليه في مراحل حياتها المختلفة من مواجهة التحديات والتغلب عليها، تخوض المدير العام لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا تحديا جديدا ومعركة كبري للحفاظ على التراث الإنساني ضد التطرف والإرهاب تخوض غمارها من متحف الفن الإسلامي بالقاهرة من خلال إطلاق حملة "متحدون مع التراث". وهي الحملة التي دشنتها بوكوفا للمرة الأولى عالميا في 28 مارس 2015 في بغداد بالعراق، وفي هذه المناسبة عبرت عن وجهة نظرها قائلة "عندما يقول المتطرفون إن الإنسانية ليست جماعة واحدة تشترك في القيم، عندما يقولون إنه لا وجود للتراث العالمي، عندما يقولون إن تراث ما قبل الإسلام هو الوثنية، عندما يقولون إن التنوع أمر خطير وأن التسامح والحوار أمر غير مقبول، فيجب أن نرد من خلال إظهار أن التبادل والحوار بين الثقافات هو قوة دافعة للتاريخ ككل، ويجب أن نظهر أن التنوع كان دائما ولا يزال اليوم مصدر قوة لكل المجتمعات، فمعا سنضع حجة إنسانية جديدة من القيم المشتركة ومن الإنسانية بمفهوم العائلة الواحدة، واليوم نرسل رسالة واضحة ومسموعة إننا لا نقبل التطهير الثقافي وأننا نتكاتف معا لفعل كل ما يمكننا لوقفه. وإيرينا بوكوفا من مواليد 12 يوليو عام 1952 في صوفيا ببلغاريا، وهي دبلوماسية وسياسية بلغارية تشغل حاليا منصب المديرة العامة لليونسكو منذ 15 نوفمبر 2009، وهي أول أمرأة تنتخب لتولي رئاسة هذه المنظمة وكانت أيضا وزير للشئون الخارجية ثم سفيرة لبلغاريا. وتخرجت بوكوفا من معهد العلاقات الدولية في موسكو ومن جامعة ميريلاند بواشنطن ومن كلية جون ف.كندي للدراسات الحكومية بجامعة هارفرد، والتحقت منذ عام 1977 بوزارة الشئون الخارجية حيث كلفت بقضايا حقوق الإنسان، ثم عينت مسئولة عن الشئون السياسية والقانونية في البعثة الدائمة لبلغاريا لدى الأممالمتحدة في نيويورك. وكانت من بين أعضاء الوفد البلغاري الذي شارك في مؤتمرات الأممالمتحدة المعنية بالمرأة وتحقيق المساواة المنعقدة في كوبنهاجن عام 1980 ونيروبي 1985 وبيجن 1995. وانتخبت نائبة للحزب الاشتراكي في البرلمان البلغاري عامي (1990 – 1991) و(2001 – 2005 ) حيث شاركت في صياغة الدستور البلغاري الجديد الذي ساهم إلى حد كبير في انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي، وأنشأت أول حلقة تدارس للجمعية البرلمانية التابعة لمجلس أوربا بشان الأتفاقية الأوربية لحقوق الإنسان. وتتقن بوكوفا عدة لغات وهي البلغارية والروسية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية، وقد شغلت مناصب وزيرة الشئون الخارجية ومنسقة رئيسية للعلاقات بين بلغاريا والاتحاد الأوروبي (1995 – 1997 )، ثم سفيرة لبلغاريا (2005 – 2009) في فرنسا وموناكو واليونسكو. وقامت خلال مسيرتها المهنية بتمثيل بلغاريا في الأممالمتحدة، وبذلت بوكوفا، بحكم مهامها كوزيرة دولة للتكامل الأوروبي ووزيرة الشئون الخارجية، جهودا حثيثا لتحقيق التكامل الأوروبي، وواظبت على العمل كعضو فعال في العديد من شبكات الخبراء الدوليين وكناشطة في المجتمع المدني ولاسيما كرئيسة وعضو مؤسس "لمنتدي السياسات الأوروبية" من أجل التغلب على الانشقاقات في أوروبا وتعزيز القيم القائمة على الحوار وكرامة الإنسان وحقوقه.