ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحديث الشهري الثاني للشعب المصري، اليوم الثلاثاء، تناول فيه أبرز التحديات التي واجهت الوطن خلال المرحلة الماضية، ومنها أبرز التحديات التي تواجهها البلاد، وعلى رأسها الإرهاب، والفساد المستشري على مدى عقود، والبيروقراطية المتفشية في الجهاز الإداري للدولة، وحجم الإنجازات التي تمت على أرض الواقع سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. وقال الرئيس، إن جميع أجهزة الدولة تعمل ضد الإرهاب الأسود الذي يضرب ربوع الوطن، وتحولت تكتيكاته خلال الفترة الماضية إلى استهداف البنية الأساسية والمرافق الخدمية، وتوسع في حربه النفسية ضد المواطنين، مضيفا أن هناك حجما كبيرا من العمل، والإنجاز كبير على الأرض، والأهم من ذلك هو قدرة المصريين على الإنجاز. ووجه السيسى، التحية والشكر والسلام للأمة المصرية، مشيرا إلى أن هذا الشهر شهد عيدين، وهما عيد العمال وتحرير سيناء، لافتا إلى أن العمال المصريين منذ الستينيات إلى الآن، قاموا بجهد كبير في خدمة البلاد، رغم الظروف القاسية التي كانوا يعملون خلالها في بعض الأحيان. كما وجه الرئيس التحية لجميع العاملين بشركة مصر للطيران على ما حققوه من عمل جيد، قائلا: "هذا لا يكفي، ونريد تحقيق المزيد من المكاسب". وفيما يخص مكافحة الدولة للفساد، قال إنه يتم مواجهة الفساد من خلال محورين، المحور الأول، هو المواجهة الأمنية والملاحقة القضائية، والمحور الثاني، هو إطلاق حزمة من التشريعات والقوانين، بجانب الاتجاه إلى التكنولوجيا الحديثة. وأشار السيسي إلى أنه تم ضبط 344 قضية فساد "رشوة، استغلال نفوذ، استيلاء أو إضرار بالمال العام، تربح، واستيلاء على أراضي الدولة"، ونتج عن ذلك استرداد الدولة 3.5 مليار جنيه، واسترداد أراضي تقدر ب135 ألف متر مربع، موضحا أن الفساد مشكلة كبيرة موجودة في بلادنا، مؤكدا أن هناك أجهزة رقابية تعمل حتى نصل لمعدلات تجعلنا مثل الدول المتقدمة في العالم، متابعا: "العمل يأخذ وقتا حتى نحقق نتيجة نتمناها، ومن المهم إننا لا نبدأ من الصفر، ومؤسسات الدولة بدأت في تحقيق ذلك، ومواجهة الفساد إرادة سياسية لدى الدولة". وحول مكافحة الإرهاب، قال السيسي، إن مواجهة الإرهاب تقتضي مكافحة الفقر والجهل، وخطابا دينيا مستنيرا ومتجددا، يتعامل مع الأفكار المغلوطة والمشوشة التي يطلقها البعض، لافتا إلى أن الجهود التي تبذل في تجديد الخطاب حتى الآن ليست بقدر التحدي الموجود، مضيفا أن مؤسسة الأزهر ومعها علماء الدين، بجانب المفكرين المصريين يعملون على هذا الملف، حتى يتم تجفيف منابع الإرهاب، وإيجاد بيئة ثقافية ودينية صحيحة، قائلا: "الجهد المبذول حتى الآن مش كفاية، مصر تحتاج في هذا الملف التحرك بشكل أسرع مما هو عليه". ونوه الرئيس، بأن كل أجهزة الدولة تعمل معا لمكافحة الإرهاب، الذي ينغص على المصريين عيشتهم، مؤكدا أن الاستقرار والأمن بداية للتقدم في مصر، مؤكدا أنه تم القبض على 600 عنصر إرهابي، خلال شهر أبريل، بينهم 62 متهما فقط، يحملون عبوات ناسفة ضد مصر والمصريين، موضحا أنه تم تفكيك 122 عبوة، فيما انفجرت 6 عبوات في القائمين على تجهيزها. وأكد الرئيس أن البؤر الإرهابية، التي تم تدميرها خلال هذا الشهر، نحو 150، قائلا: "الإرهاب في سيناء، هدفه أن الأرض دي ما تبقاش أرضنا، والحرب فيها ما فيهاش الجيش والشرطة بس، ولكن أهالي سيناء أيضا يتحملون في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها، ويشاركون في استعادة أرضهم، والنتائج التي تحققت فيما يخص الأمن والاستقرار ضخمة جدا". وتابع بقوله: "قبل عامين، كان التفجيريون يقومون بعمل أي شيء في سيناء بحرية، ولكننا اليوم استطعنا تقليل حجم الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، بنسبة لا تقل عن 80 أو 90%". وتوجه الرئيس بالشكر لأهالي سيناء لمواقفهم الجيدة مع الجيش والشرطة، قائلا، "نحن نتحرك بخطة طموحة، وهذا ليس كلاما، وسيعلن خلال الفترة المقبلة عن التنفيذ الفعلي لتطوير سيناء، وإطلاق مجموعة من المشروعات التي من خلالها يمكن صنع تنمية حقيقية فيها"، مؤكدا أن هذا يساهم للقضاء على الإرهاب وتحسين ظروف أهالي سيناء. وقال: "إن الأمن القومي المصري جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وإن التحديات الداخلية لا تنفصل عن الوضع الإقليمي"، مشيرا إلى أن هناك دولا وتيارات تحاول فرض أجندتها والتأثير على أمن الوطن، ما دفع مجلس الدفاع الوطني لعقد اجتماع، وتم اتخاذ قرار بتمديد فترة المشاركة مع أشقائنا العرب في اليمن جويا وبحريا. وفيما يتعلق بالشأن الإفريقي، أكد السيسي أن مصر تستعيد مكانتها، بعد تراجع ملحوظ في علاقتها مع أشقائها في القارة، واليوم نشكر الله، فخلال الفترة الماضية، وقعنا مع أشقائنا الإثيوبيين والسودانيين وثيقة إعلان المبادئ، موضحا أن هذه الخطوة تعكس السياسة المصرية، التي تهدف إلى الانفتاح والتعاون والتنسيق مع كل دول العالم، وكذلك على الصعيد الإفريقي. وأضاف قائلا: "نجحنا بشكل كبير، وسنشارك في مؤتمر القمة الإفريقي المقرر انعقاده في جنوب أفريقيا، في إطار العلاقة القوية والإستراتيجية والتحرك المصري تجاه أشقائنا". وتطرق السيسي إلى محور الإنجازات والأمل، والذي جاء على رأسه مشروع قناة السويس الجديدة، حيث أكد أنه تم الانتهاء من 100% من أعمال الحفر الجاف لقناة السويس الجديدة، لافتا إلى أنه تم أيضا الانتهاء من 65% من أعمال التكريك بأكبر معدل حدث في التاريخ بلغ 1.7 مليون متر مكعب يوميا، وبإجمالي عدد كراكات بلغ 39 كراكة. ونوه إلى أنه سيتم افتتاح المجرى الجديد للقناة في السادس من أغسطس، وقد تم دعوة رؤساء دول كثيرة للمشاركة في الافتتاح، مشيرا إلى أنه سيتم افتتاح مزارع الاستزراع السمكي على أحواض ترسيب شرق قناة السويس، في أغسطس أيضا، ومزارع سمكية في بحيرة البردويل، وافتتاح المرحلة الأولى من مدينة الإسماعيلية الجديدة، قائلا: إن نحو 90% من العاملين بقناة السويس، من أبناء شمال سيناء، كما أنه في مجال البنية الأساسية يعمل ما لا يقل عن 1000 شركة، كما تضمن محور الأمل والإنجازات، حديث السيسي عن مؤتمر مصر الاقتصادي، حيث أكد أنه تم وضع آليات لمتابعة نتائج المؤتمر على مستوى الحكومة والرئاسة، مشددا على أن النجاح في جذب الاستثمارات موجه بالأساس لخلق فرص عمل، وتحسين الأحوال المعيشية لمتوسطي ومحدودي الدخل، موضحا أن المؤتمر عكس للعالم كله مكانة مصر وصلاحيتها للاستثمار، قائلا، "تم عمل آلية لمتابعة ما تم الحديث عنه في المؤتمر، على مستوى الرئاسة ومجلس الوزراء، ونعمل على أن تكون كل خطوة نخطوها تكون بمثابة إنجازا للشعب كله". وفيما يخص مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، أكد السيسي أن مشروعات البنية الأساسية يعمل فيها ما لا يقل عن مليون مواطن، وأن هناك ما لا يقل عن 4- 5 أفراد يعملون خلف هؤلاء، بما يعني أن المليون عامل يعيش خلفهم من 4- 5 ملايين، مضيفا أنه كلف المجلس التخصصي لتنمية المجتمع والمجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية بتشكيل لجنة مع وزير الإسكان لمراجعة تفاصيل المشروع، وعلى رأسها تحقيق الاستفادة القصوى لمحدودي الدخل، مضيفا أن هناك جهدا لإطلاق مجموعة من المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومنافذ بيع متنقلة للشباب. وحول ملف الإسكان، قال السيسي، إنه في ال10 أشهر السابقة، انتهت وزارة الإسكان من بناء وتسليم 70 ألف وحدة سكنية لمتوسطي الدخل، بإجمالي استثمارات 9.5 مليار جنيه، وجار الانتهاء من 174 ألف وحدة سكنية أخرى، قبل نهاية العام الحالي، بإجمالي 25 مليار جنيه، موضحا أن نسب التنفيذ للمحاور في المشروع القومي للطرق تراوحت بين 21 و47.5%. وعن المشروع القومى لتنمية القرى الأكثر احتياجا، أوضح السيسي أن الهدف من هذا المشروع، تنمية وتطوير 1153 قرية قبل عام 2018، مشيدا بمجهودات مبادرة "اسمعونا.. فيه أمل"، حيث بلغ عدد القرى التي انتهوا منها خلال 4 أشهر، 20 قرية، أغلبهم في الصعيد، لهذا تقرر تخصيص 500 مليون جنيه لهذه المبادرة الشبابية المحترمة لصالح تنمية القرى الأكثر احتياجا من صندوق تحيا مصر، مؤكدا أنه تم توزيع 10 آلاف رأس ماشية للأسر الأكثر احتياجا قبل رمضان. وبشأن مشروع زراعة المليون فدان، قال الرئيس إنه سيتم البدء في هذا المشروع بنموذج ل10 آلاف فدان، بمنطقة الفرافرة، على نمط القرى التنموية المنتجة صديقة البيئة. وفيما يخص الكهرباء، أكد أنه يتابع معدلات تنفيذ الخطة العاجلة لمواجهة أزمة الكهرباء، خلال شهور الصيف، لإضافة قدرات كهربية تصل إلى 3.6 جيجاوات، تبدأ في الدخول إلى الشبكة القومية اعتبارا من أول يونيو المقبل. وحول قضايا البترول، أوضح الرئيس أنه تم تنفيذ مشروعات بنحو 31.3 مليار للتنقيب والتكرير، ومشروعات البيتروكيماويات وتنمية حقول الغاز، مضيفا أنه تم توقيع 56 اتفاقية جديدة للتنقيب عن البترول والغاز. وفيما يتعلق بتوفير السلع الغذائية في شهر رمضان، قال السيسي إنه تم العمل على تأمين توفير السلع الغذائية الأساسية خلال الشهر الكريم بأسعار مناسبة ومخفضة للمستهلكين من خلال تطبيق منظومة السلع التموينية ل25 ألف منفذ تمويني. وأكد الرئيس السيسي أن الاحتياطي الإستراتيجي من القمح بلغ 450 ألف طن، والذي يمثل زيادة 210% عن مثيلاتها في الفترة السابقة، كما بلغ الاحتياطي الإستراتيجي من السكر 1.6 مليون طن. واختتم السيسي حديثه بالإعلان عن مبادرة مكافحة فيروس C، وإنتاج مليون جرعة سنويا من الدواء المضاد.