انطلقت في عمان اليوم الثلاثاء تحت رعاية رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور ، الدورة غير العادية الخامسة للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الإلكسو) ، وذلك بمشاركة وزراء التربية والتعليم العرب من بينهم وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعي. ويتناول المشاركون في المؤتمر الإطار العام لخطة العمل المستقبلي للمنظمة خلال الفترة من (2017 - 2022) بهدف تحقيق التنمية المتعددة الأبعاد وتطوير الجوانب التربوية والثقافية والعلمية في برنامج عمل الإلكسو. وقالت رئيسة المؤتمر وزيرة التربية الوطنية في الجزائر الدكتورة نورية بن غبريت إن هذه الدورة تعتبر مبادرة حميدة ومسارا استشرافيا يستحق الإشادة ويهدف إلى تحقيق تنمية متعددة الأبعاد وتطوير الجوانب التربوية والثقافية والعلمية في برنامج عمل الإلكسو. وأفادت بأن الخطة تضمنت جملة من المشاريع والتصورات التي ترمي إلى خدمة المجتمع العربي ومن أبرزها محاور تتعلق بتحسين جودة التعليم..مؤكدة على أهمية الاهتمام بنوعية التعليم وجودته من حيث المحتويات التعليمية والمنهجيات المعتمدة في تدريسها وجعل المتعلم في صلب العملية التربوية والعمل كذلك على رفع أداء واحترافية هيئة التدريس. ودعت إلى ضرورة التفكير في إعادة هيكلة المنظمة وتحسين آلياتها ونشاطها للتوصل إلى فاعلية أكبر ومردود أكثر مواكبة للمستجدات في جميع المجالات ، مشيرة إلى ضرورة السعي كذلك إلى توفير الظروف المناسبة لنجاح أكبر عدد من التلاميذ من خلال القضاء على الفشل والتسرب المدرسي أو تخفيض نسبه . وبدوره ..قال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور عبد الله حمد محارب "إن الوطن العربي يمر بأزمة عاتية عاصفة تكاد تغير من كيانه لتحوله إلى كيان آخر أراده لنا العدو الذي يسعى جاهدا لإدراك مبتغاه منذ سنين". وأضاف "إن أخطر ما يعصف بهذا الوطن من أزمات هو تيارات التطرف الفكري والديني التي خرجت علينا من كل جحر لتعلن لنا عن رؤيتها وما كان من هذه الحركات إلا أن تسفر عن شرها ووحشيتها بما نراه يوميا من قتل وسفك للدماء دون مراعاة لحرمة أو دين أو وازع من ضمير". واعتبر أن ظهور هذه الحركات يشير إلى خلل ما في سياسات التربية والتعليم والثقافة والإعلام في إدراك أهدافها ووضع هذه السياسات وتنفيذها على أرض الواقع..مشيرا إلى أن خطة العمل المستقبلية للمنظمة تضمنت آليات لمواجهة التحديات والصعوبات تربويا وثقافيا وعلميا وذلك في إطار محاولات تطوير العمل العربي المشترك في مجالات التربية الثقافة والبحث العلمي. ودعا الدول العربية الأعضاء لدعم منظمتهم والإيمان برسالتها التي صار السعي إلى تنفيذها وإدراكها على أرض الواقع أمرا أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. ومن جهته..قال نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الأردني الدكتور محمد الذنيبات إن المؤتمر يهدف لاعتماد مشروع خطة العمل المستقبلي للمنظمة للخمسة أعوام المقبلة ، متوقعا أن تكون الخطة قد بنيت على مراجعة شاملة للخطط السابقة والإطلاع على أفضل التجارب العالمية والممارسات الدولية للمنظمات المشابهة بهدف الوصول إلى تطلعات الدول الأعضاء وطموحاتها في بناء الإنسان العربي القادر على معايشة العصر وتملك المهارات والسلوكيات التي تمكنه من المشاركة في تنمية وتطوير مؤسسات مجتمعه التعليمية والثقافية والعلمية. وأكد الذنيبات على أن تحقيق تطلعات الدول الأعضاء يأتي من خلال التعليم النوعي باعتباره البوابة الرئيسية للتنمية واستدامتها والإسهام في بناء حصون السلام القائمة على التعليم وتعزيز ثقافة الحوار والتسامح واللاعنف في ظل ما تعيشه المجتمعات العربية من صراعات يغذيها الجهل وغياب النظرة المتوازنة بين مصلحة الدولة والمجتمع من جهة والنزاعات الفردية من جهة أخرى. وأشار إلى أهمية إعادة رسم الأهداف الكبرى للتربية والثقافة والعلوم وتطويرها بحيث تركز على بناء السلم المجتمعي القائم على الحوار والتسامح وتقبل الآخر داخل المجتمع الواحد لبناء فهم متبادل لمعنى المصلحة العامة والديمقراطية وحرية التفكير ونبذ العنف والتطرف والغلو مهما كانت مصادره. وأبدى الذنيبات تطلعه بأن تكون إحدى مخرجات هذا المؤتمر تشكيل لجنة خبراء مهمتها تقييم دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في بناء هذه المفاهيم ودعم جهود إصلاح المنظمة وتمكينها من القيام بواجبها تجاه الشأن العربي في جوانبه التربوية والثقافية والعلمية لتصبح المنظمة أكثر تأثيرا وإشعاعا إقليميا ودوليا ويكون لمخرجاتها مساهمة فاعلة في إصلاح التعليم وبناء أجيال المستقبل.