صدر للكاتب الصحفي المصري المتخصص في الشأن الروسي الدكتور سامي عمارة كتاب جديد ومهم حول المشهد الروسي في ظل رئاسة فلاديمير بوتين بعنوان: "بوتين.. صراع الثروة والسلطة" فيما وصف الكاتب الدكتور عمرو عبد السميع هذا الكتاب الذي صدر في 454 صفحة بأنه "وثيقة هامة ينبغي قراءتها بجدية عند كل المهتمين بالشأن العام الذين يودون الاتكاء على أسس معلوماتية في تناولهم لعلاقة التحالف الوليد بين مصر وروسيا". وانعكست التوترات السياسية بين الغرب وروسيا وتصاعدها بصورة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي السابق في إحجام عدد كبير من قادة الغرب يتقدمهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن المشاركة في احتفالات روسيا بعيد النصر على الفاشية. وفيما تحدث مراقبون عن مغزى اعتذار إسرائيل بدورها عن المشاركة في هذه الاحتفالات الروسية التي تبلغ ذروتها بعرض عسكري في "الميدان الأحمر" بموسكو يقدر عدد القتلى بين ابناء الاتحاد السوفييتي السابق في سنوات الحرب العالمية الثانية بنحو 20 مليون مواطن. وبين تقارب سياسي ملموس بين مصر وروسيا وذكريات صداقة لاتنسي يبدو أن الثقافة مدعوة لتقديم الكثير مثل المؤتمر الذي كان قد أقيم في القاهرة حول العلاقات الثقافية بين البلدين كخطوة في الاتجاه الصحيح نحو المزيد من دعم علاقات ودية منذ الإعلان رسميًا في شهر أغسطس عام 1943 عن إقامة علاقات دبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفييتي. وواقع الحال أن العلاقات بين الجانبين قائمة قبل سنوات طويلة من هذا الإعلان الرسمي الذي صدر في خِضمّ الحرب العالمية الثانية والنضال الإنساني المنتصر لقيم الحق والخير والجمال ضد كل ما تمثله النازية والفاشية من شرور وممارسات لا إنسانية. وثمة حاجة لدراسات نقدية ثقافية عميقة لتأثير الأدب الروسي على الأدباء المصريين سواء في مجال الرواية أو القصة القصيرة ومدى استلهام اصوات خالدة في الأدب الروسي والعالمي من وزن تولستوي وتشيخوف ودوستوفيسكي وبوشكين الذي تأثر بالإسلام والقرآن الكريم. وإذا كان عصر بوشكين هو العصر الذهبي للشعر الروسي فهو أيضا حسب دراسات متعددة عصر التقارب بين الأدب الروسي والأدب العربي فيما تأثر هذا الشاعر الروسي الكبير بأجواء ألف ليلة بقدر ماتأثر شعراء عرب ببوشكين.