تعيد الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لموسكو للأذهان مشاهد مضيئة في العلاقات المصرية-الروسية كنموذج يحتذى به في العلاقات بين الشعوب . فيما يشكل البعد الثقافي رافدا بالغ الثراء والأهمية لمزيد من دعم هذه العلاقات. وتعد هذه الزيارة هي الثالثة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا التي تحتفل اليوم "السبت" بالذكرى ال70 للانتصار على النازية الهتلرية والفاشية ودور شعوب الاتحاد السوفييتي السابق اثناء الحرب العالمية الثانية في تحقيق هذا الانتصار للانسانية . ووفقا لبيانات معلنة فان الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين سيبحثان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الاقليمية والدولية وذلك على هامش مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات روسيا بعيد النصر في موسكو . "السبت". وتثير الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي لموسكو ذكريات عزيزة لدى جيل من المثقفين المصريين عاصر منذ ايام الصبا حقبة شهدت عنفوانا في العلاقات المصرية-السوفييتية لصالح الشعب المصري وشعوب الاتحاد الاتحاد السوفييتي السابق. وكثير من كتابات المثقفين المصريين تؤكد على حقيقة الدور التاريخي للاتحاد السوفييتي السابق في دعم الارادة الوطنية المصرية بعد ثورة 23 يوليو 1952 لبناء قاعدة القوة الذاتية للاقتصاد المصري ومشاريع التصنيع العملاقة دون املاء شروط على المصريين مقابل هذا الدعم على نحو ماسجله مثقف مصري كبير هو الكاتب الراحل محمد عودة في كتابه عن "قصة السوفييت مع مصر". وهاهو الكاتب والمحلل السياسي الدكتور اسامة الغزالي حرب يستدعي ذكرياته في سياق تناوله للعلاقات المصرية-الروسية معتبرا ان لروسيا والاتحاد السوفييتي السابق تاريخا ناصعا مع مصر والمصريين ويقول :"انتمي الى الجيل الذي عاصر في طفولته الانذار الروسي الشهير الذي وجهه بولجانين الى بريطانيا وفرنسا في عام 1956في غمار الأزمة التي فجرها تأميم عبد الناصر لقناة السويس ". ويضيف :"انتمي الى الجيل الذي عاش في صباه وشبابه معركة بناء السد العالي التي خذلنا فيها الأمريكيون فقام الروس بمساعدتنا في بنائه في واحدة من امجد واعظم ملاحم البناء والانجاز والبطولة في مصر فضلا عن العديد من المشروعات الصناعية التي كانت روسيا فيها خير سند لمصر التي حققت اهم انجازاتها العسكرية الحديثة اي حرب اكتوبر 1973 بواسطة السلاح الروسي". واذ تنثال مثل هذه الذكريات فان ثمة اتفاقا بين العديد من المثقفين المصريين على ان العلاقات المصرية-الروسية التي مرت بمراحل مد وجزر تشهد الآن "ارتقاء نوعيا وشاملا" في ظل توجه مشترك للرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين. وللكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الروسي دكتور سامي عمارة كتاب جديد وهام حول المشهد الروسي في ظل رئاسة فلاديمير بوتين بعنوان :"بوتين: صراع الثروة والسلطة" فيما وصف الكاتب الدكتور عمرو عبد السميع هذا الكتاب الذي صدر في 454 صفحة بأنه "وثيقة هامة ينبغي قراءتها بجدية عند كل المهتمين بالشأن العام الذين يودون الاتكاء على اسس معلوماتية في تناولهم لعلاقة التحالف الوليد بين مصر وروسيا". وانعكست التوترات السياسية بين الغرب وروسيا وتصاعدها بصورة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي السابق في احجام عدد كبير من قادة الغرب يتقدمهم الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن المشاركة في احتفالات روسيا بعيد النصر على الفاشية. وفيما تحدث مراقبون عن مغزى اعتذار اسرائيل بدورها عن المشاركة في هذه الاحتفالات الروسية التي تبلغ ذروتها بعرض عسكري في "الميدان الأحمر" بموسكو يقدر عدد القتلى بين ابناء الاتحاد السوفييتي السابق في سنوات الحرب العالمية الثانية بنحو 20 مليون مواطن. و بين تقارب سياسي ملموس بين مصر وروسيا وذكريات صداقة لاتنسي يبدو ان الثقافة مدعوة لتقديم الكثير مثل المؤتمر الذي كان قد اقيم في القاهرة حول العلاقات الثقافية بين البلدين كخطوة في الاتجاه الصحيح نحو المزيد من دعم علاقات ودية منذ الاعلان رسميا في شهر اغسطس عام 1943 عن اقامة علاقات دبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفييتي. وواقع الحال ان العلاقات بين الجانبين قائمة قبل سنوات طويلة من هذا الاعلان الرسمي الذي صدر في خضم الحرب العالمية الثانية والنضال الانساني المنتصر لقيم الحق والخير والجمال ضد كل ماتمثله النازية والفاشية من شرور وممارسات لاانسانية. وثمة حاجة لدراسات نقدية ثقافية عميقة لتأثير الأدب الروسي على الأدباء المصريين سواء في مجال الرواية او القصة القصيرة ومدى استلهام اصوات خالدة في الأدب الروسي والعالمي من وزن تولستوي وتشيخوف ودوستوفيسكي وبوشكين الذي تأثر بالاسلام والقرآن الكريم. واذا كان عصر بوشكين هو العصر الذهبي للشعر الروسي فهو ايضا حسب دراسات متعددة عصر التقارب بين الأدب الروسي والأدب العربي فيما تأثر هذا الشاعر الروسي الكبير بأجواء الف ليلة بقدر ماتأثر شعراء عرب ببوشكين. وحتى في مجال الموسيقى كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تستهويه بشدة سيمفونية شهرزاد للموسيقار الروسي نيكولاي ريمسكي كورساكوف وتؤكد كتابات عن الزعيم الراحل تنه كان مفتونا بالعبق الشرقي لهذه السيمفونية الخالدة في تاريخ الفن الروسي والعالمي. وعمل موسيقي كهذا العمل الخالد يكشف عن تشابه في الذائقة والمزاج الشرقي بين الروس والمصريين وحتى الآن لم تجد وقائع مثل الحضور الروسي المؤثر في مصر اثناء المرحلة الناصرية معادلا روائيا وابداعيا يتناول هذه الوقائع وذلك الحضور بصورة عميقة وانسانية . تعيد الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لموسكو للأذهان مشاهد مضيئة في العلاقات المصرية-الروسية كنموذج يحتذى به في العلاقات بين الشعوب . فيما يشكل البعد الثقافي رافدا بالغ الثراء والأهمية لمزيد من دعم هذه العلاقات. وتعد هذه الزيارة هي الثالثة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا التي تحتفل اليوم "السبت" بالذكرى ال70 للانتصار على النازية الهتلرية والفاشية ودور شعوب الاتحاد السوفييتي السابق اثناء الحرب العالمية الثانية في تحقيق هذا الانتصار للانسانية . ووفقا لبيانات معلنة فان الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين سيبحثان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الاقليمية والدولية وذلك على هامش مشاركة الرئيس السيسي في احتفالات روسيا بعيد النصر في موسكو . "السبت". وتثير الزيارة الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي لموسكو ذكريات عزيزة لدى جيل من المثقفين المصريين عاصر منذ ايام الصبا حقبة شهدت عنفوانا في العلاقات المصرية-السوفييتية لصالح الشعب المصري وشعوب الاتحاد الاتحاد السوفييتي السابق. وكثير من كتابات المثقفين المصريين تؤكد على حقيقة الدور التاريخي للاتحاد السوفييتي السابق في دعم الارادة الوطنية المصرية بعد ثورة 23 يوليو 1952 لبناء قاعدة القوة الذاتية للاقتصاد المصري ومشاريع التصنيع العملاقة دون املاء شروط على المصريين مقابل هذا الدعم على نحو ماسجله مثقف مصري كبير هو الكاتب الراحل محمد عودة في كتابه عن "قصة السوفييت مع مصر". وهاهو الكاتب والمحلل السياسي الدكتور اسامة الغزالي حرب يستدعي ذكرياته في سياق تناوله للعلاقات المصرية-الروسية معتبرا ان لروسيا والاتحاد السوفييتي السابق تاريخا ناصعا مع مصر والمصريين ويقول :"انتمي الى الجيل الذي عاصر في طفولته الانذار الروسي الشهير الذي وجهه بولجانين الى بريطانيا وفرنسا في عام 1956في غمار الأزمة التي فجرها تأميم عبد الناصر لقناة السويس ". ويضيف :"انتمي الى الجيل الذي عاش في صباه وشبابه معركة بناء السد العالي التي خذلنا فيها الأمريكيون فقام الروس بمساعدتنا في بنائه في واحدة من امجد واعظم ملاحم البناء والانجاز والبطولة في مصر فضلا عن العديد من المشروعات الصناعية التي كانت روسيا فيها خير سند لمصر التي حققت اهم انجازاتها العسكرية الحديثة اي حرب اكتوبر 1973 بواسطة السلاح الروسي". واذ تنثال مثل هذه الذكريات فان ثمة اتفاقا بين العديد من المثقفين المصريين على ان العلاقات المصرية-الروسية التي مرت بمراحل مد وجزر تشهد الآن "ارتقاء نوعيا وشاملا" في ظل توجه مشترك للرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين. وللكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الروسي دكتور سامي عمارة كتاب جديد وهام حول المشهد الروسي في ظل رئاسة فلاديمير بوتين بعنوان :"بوتين: صراع الثروة والسلطة" فيما وصف الكاتب الدكتور عمرو عبد السميع هذا الكتاب الذي صدر في 454 صفحة بأنه "وثيقة هامة ينبغي قراءتها بجدية عند كل المهتمين بالشأن العام الذين يودون الاتكاء على اسس معلوماتية في تناولهم لعلاقة التحالف الوليد بين مصر وروسيا". وانعكست التوترات السياسية بين الغرب وروسيا وتصاعدها بصورة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي السابق في احجام عدد كبير من قادة الغرب يتقدمهم الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن المشاركة في احتفالات روسيا بعيد النصر على الفاشية. وفيما تحدث مراقبون عن مغزى اعتذار اسرائيل بدورها عن المشاركة في هذه الاحتفالات الروسية التي تبلغ ذروتها بعرض عسكري في "الميدان الأحمر" بموسكو يقدر عدد القتلى بين ابناء الاتحاد السوفييتي السابق في سنوات الحرب العالمية الثانية بنحو 20 مليون مواطن. و بين تقارب سياسي ملموس بين مصر وروسيا وذكريات صداقة لاتنسي يبدو ان الثقافة مدعوة لتقديم الكثير مثل المؤتمر الذي كان قد اقيم في القاهرة حول العلاقات الثقافية بين البلدين كخطوة في الاتجاه الصحيح نحو المزيد من دعم علاقات ودية منذ الاعلان رسميا في شهر اغسطس عام 1943 عن اقامة علاقات دبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفييتي. وواقع الحال ان العلاقات بين الجانبين قائمة قبل سنوات طويلة من هذا الاعلان الرسمي الذي صدر في خضم الحرب العالمية الثانية والنضال الانساني المنتصر لقيم الحق والخير والجمال ضد كل ماتمثله النازية والفاشية من شرور وممارسات لاانسانية. وثمة حاجة لدراسات نقدية ثقافية عميقة لتأثير الأدب الروسي على الأدباء المصريين سواء في مجال الرواية او القصة القصيرة ومدى استلهام اصوات خالدة في الأدب الروسي والعالمي من وزن تولستوي وتشيخوف ودوستوفيسكي وبوشكين الذي تأثر بالاسلام والقرآن الكريم. واذا كان عصر بوشكين هو العصر الذهبي للشعر الروسي فهو ايضا حسب دراسات متعددة عصر التقارب بين الأدب الروسي والأدب العربي فيما تأثر هذا الشاعر الروسي الكبير بأجواء الف ليلة بقدر ماتأثر شعراء عرب ببوشكين. وحتى في مجال الموسيقى كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تستهويه بشدة سيمفونية شهرزاد للموسيقار الروسي نيكولاي ريمسكي كورساكوف وتؤكد كتابات عن الزعيم الراحل تنه كان مفتونا بالعبق الشرقي لهذه السيمفونية الخالدة في تاريخ الفن الروسي والعالمي. وعمل موسيقي كهذا العمل الخالد يكشف عن تشابه في الذائقة والمزاج الشرقي بين الروس والمصريين وحتى الآن لم تجد وقائع مثل الحضور الروسي المؤثر في مصر اثناء المرحلة الناصرية معادلا روائيا وابداعيا يتناول هذه الوقائع وذلك الحضور بصورة عميقة وانسانية .