أكد مسئولون في الأممالمتحدة أهمية الفرص الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الواسعة لتقليل التوترات العرقية والطائفية المشتعلة في نيجيريا، وسلاحا فعالا لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تمثلها جماعة بوكو حرام في البلاد. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأممالمتحدة زيد بن رعد الحسين إن الفوارق العميقة، وتفشى الفساد وما ينتج عنه من تهميش، أهم ما يولد السخط بطبيعة الحال، موضحا أن زيادة تهميش المواطنين ويأسهم يجعلهم ينضمون إلى الحركات المتطرفة والعنيفة. وحذر رعد حسين من التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها جماعة بوكو حرام، والفظائع المروعة التي باتت ترتكبها الجماعة الإرهابية على نحو متزايد، في شمال نيجيريا ومنطقة بحيرة تشاد، والتي من الممكن أن تسهم مبادرات التنمية فقط في تخفيف حدتها. وأوضح، أنه منذ لجوء متمردي جماعة بوكو حرام المسلحة للعنف على نطاق واسع، لقى أكثر من 15 ألف شخص مصرعهم، وتم اختطاف أعداد لا حصر لها من الأطفال، والنساء، والرجال، فضلا عن سوء المعاملة وتجنيدهم قسرا، ليتم استهداف النساء والفتيات بشكل خاص في انتهاكات مرعبة، بما في ذلك الاعتداءات الجنسية الوحشية، مشددا على أن تلك المجازر الدنيئة والوحشية، تشكل خطرا على التنمية والسلام والأمن، ويجب إيقافها، وأن يدرك قادة بوكو حرام أنه سيتم محاسبتهم أمام محكمة قانونية لتورطهم في الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، حيث ساهم الرعب الناجم عن هذه الجماعة في عدم استقرار نيجيريا ليؤثر بدوره على المنطقة ككل وتشريد أكثر من مليون شخص. وفي هذا الصدد، توقعت "المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين" ارتفاع العدد الإجمالي للاجئين النيجيريين في الكاميرون لما يقرب من 66 ألفا وفقا لأحدث تسجيل لتحركات اللاجئين عبر الحدود النيجيرية، وفي الوقت الذي سترتفع فيه أعداد اللاجئين في أماكن أخرى أيضا، ليفر 18 ألف لاجيء لغرب تشاد، بما في ذلك أكثر من 15 ألفا منذ أوائل يناير، وذلك في أعقاب هجوم جماعة بوكو حرام على بلدة "باجا" في ولاية "بورنو" النيجيرية، فضلا عن طلب أكثر من 100 ألف شخص بالفعل حق اللجوء إلى النيجر على الرغم من تدهور الوضع الإنساني بشكل مضطرد بها وتصاعد هجمات المسلحين ضد بلدات "بوسو" و"ديفا".