تصدرت القمة الخليجية التشاورية المرتقبة اليوم بالرياض اهتمامات صحف السعودية الصادرة صباح اليوم، كما اهتمت الصحف بانجازات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال الفترة الماضية . فمن جانبها ، قالت صحيفة "الرياض" أن القمة التشاورية تبدو مختلفة واستثنائية، وأبرز ما يميزها ثلاثة أحداث في غاية الأهمية ، الأول أنها تأتي في وقت تنخرط دول المجلس الست في عمل عسكري تمت الموافقة عليه من مجلس الأمن، تهدف من خلالها إعادة الوضع السياسي في اليمن إلى وضعه الطبيعي ، إضافة إلى القضاء على التهديد الأمني الإقليمي جراء الانقلاب الذي تقوم به ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ، إذ وبعد انتهاء عملية "عاصفة الحزم" التي حققت أهدافها يطمح التحالف العربي لتحقيق أهداف عملية "إعادة الأمل"، التي ترغب دول التعاون أن تستطيع من خلالها دفع مسار العمل السياسى وإنجاحه بشكل يضمن معه عودة الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأضافت أن الأمر الثاني أن قادة دول المجلس سيجتمعون بالرئيس الأميركي في واشنطن بدعوة من الأخير ، في قمة سيغلب عليها بدون شك الملف النووي الإيراني الذي ينتظر أن يشهد تطورا حاسما نهاية الشهر المقبل ، وترغب الدول الخليجية أن ترتب أوراقها قبل انعقاد القمة ، وينتظر أن تشهد المنطقة حراكا خليجيا مقبلا على كل المستويات لتوحيد المواقف والرؤى تجاه هذا الملف الذي يقلق دول التعاون بسبب سلوكيات طهران العدائية. وتابعت أن الأمر الثالث وهو استثنائي ويحمل رسالة سياسية المضمون بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند للقمة الخليجية بدعوة من قادة دول المجلس الذين يرون في فرنسا حليفة يمكن الوثوق بها؛ خصوصا في الملفات والقضايا التي تراها العواصم الخليجية ذات بعد حيوي واستراتيجي ، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني ، حيث ترى الرئاسة الفرنسية أن هذه الدعوة تاتى انعكاسا حقيقيا لنوعية العلاقات بين الجانبين ، والتي تؤتي أكلها ، توثيقا للتحالف، وتوحيدا للمسار، وتعاونا في شتى المجالات. وقالت فى ختام تعليقها إن دول الخليج اثبتت خلال الخمسة الأعوام المنصرمة أنها رقم صعب في المعادلة السياسية في المنطقة، وأنها قادرة على لعب أدوار أكثر جرأة وفعالية ، وأنها بصدد الاضطلاع أكثر من أي وقت مضى للذود عن مصالحها مهما بلغ الأمر واحتد. وتناولت صحيفة "الوطن" انجازات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود خلال الفترة الماضية وقالت تحت عنوان "100 يوم مفصلية" انه يمكن القول إن ال100 يوم الماضية من حكم خادم الحرمين الشريفين كانت مفصلية في تاريخ المملكة الحديث، بل وتاريخ المنطقة السياسي. وأضافت "هذه ال100 يوم منذ تولي خادم الحرمين سدة الحكم غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط ، وأعادت ترتيب البيت العربي بقيادة المملكة داخليا ، كان خادم الحرمين قريبا من هموم المواطن البسيط وتطلعاته وآماله ، وكان مستوعبا لسنّة التغيير الذي يصب في صالح التنمية ، فأعاد الملك سلمان الهيكلة الإدارية لعدد من القطاعات والمؤسسات والهيئات الحكومية ، وأجرى عددا كبيرا من التعديلات الوزارية المهمة ، وضخ الدماء الشابة في مفاصل عدة من أجهزة الدولة ، والسبب هو وعي الملك الإداري بالتطوير والتغيير، وإيمانه بتحديث الدولة السعودية في مرحلة مهمة من تاريخها المجيد. وأشارت إلى انه على الصعيد الخارجى فكانت "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة ضد أعداء العرب ومشاريع التقسيم الطائفي والإثني والحروب الأهلية في اليمن ، وصدت الخطر عن الخليج العربي ثم أتت عملية "إعادة الأمل" في اليمن ، لتستكمل الدور التالي للعاصفة، بالمحافظة على الشرعية اليمنية والتصدي للعمليات الحوثية العسكرية وبقايا نظام المخلوع ، ليعود اليمن إلى حاضنته العربية. من ناحية أخرى ، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية ووزير التنمية الزراعية ستيفان لو فل لصحيفة "عكاظ" أن الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند يقدر دعوة المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي للمشاركة في القمة التشاورية لمجلس التعاون الخليجي التي ستعقد في الرياض اليوم. وأضاف الناطق باسم الحكومة الفرنسية أن اولاند سيكون ضيف شرف على القمة التشاورية الخليجية، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي سيؤكد خلال تواجده في القمة على موقف فرنسا الداعم للجهود السعودية والخليجية لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن وإعادة الشرعية في البلاد. وأشاد لو فل بالعلاقات السعودية الفرنسية والتي تعكس أهمية التنسيق والتشاور المستمر بين الرياضوباريس، مشيرا إلى الملفات المشتركة لا سيما ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتعاون الدولي وتفعيل دور الأممالمتحدة والتي تمثل أولويات هامة لكل من المملكة العربية السعودية وفرنسا وبالطبع ملف الأزمة اليمنية. وأكد الناطق الفرنسي أن باريس ترحب باختيار إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوثا دوليا لليمن عن الأمين العام للأمم المتحدة، لافتا إلى أن باريس تؤيد تأييدا تاما الجهود الرامية لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة في اليمن ، ولفت إلى أن فرنسا تذكر بأهمية التنفيذ السريع والكامل للقرار 2216 الصادر عن مجلس الأمن ، منوها بأن المسؤولية الفرنسية تنطوي على دعم النداءات الإقليمية والدولية المعنية بحث جميع الأطراف اليمنية إلى العودة إلى عملية المصالحة الوطنية والتي تمهد لتحقيق الحل السلمي والشامل للأزمة اليمنية رافضا مواصلة المتمردين الحوثيين أعمالهم التي تزعزع الاستقرار في البلاد. ودان الناطق الفرنسي الأعمال التي تقوم بها حركة التمرد الحوثية والتي تزعزع الاستقرار في البلاد ، موضحا أن فرنسا تدعو جميع الأطراف والجهات التي تدعم الانقلابيين الحوثيين إلى فك ارتباطها بهم فورا والعودة إلى العملية السياسية من أجل أمن واستقرار اليمن وشدد أن فرنسا تقف في ظل هذه الحالة المثيرة للقلق إلى جانب شركائها في المنطقة من أجل استعادة استقرار اليمن ووحدته.