"فنار بورسعيد" القديم أو "منارة بورسعيد" يعد واحدا من أهم المعالم السياحية والأثرية في مدينة بورسعيد، حيث يمثل نموذجا فريدا لتطور عمارة القرن التاسع عشر بالمدينة للفرنسيين. ويرجع تاريخ "فنار بورسعيد" إلى عام 1859 فلقد تم صنع فنار مؤقت من الخشب على الساحل وكان يضئ لمسافة 10 أميال ، إلا أنه وبعد بناء الرصيف الخاص بتمثال ديلسيبس الشهير.. تم بناء الفنار الجديد بموقعه الحالي في عام 1869 ويعرف حاليا باسم "فنار بورسعيد القديم" ، وبني الفنار من الخرسانة وكان ذا لون رمادي أمام الحاجز الشرقي لمجرى قناة السويس الملاحي، ووضع به فانوس يضيئ على مسافة 20 ميلا، وما زال الفنار قائما حتى الآن كأحد الآثار المهمة ببورسعيد. وقال محمد وليد، أحد أعضاء حملة "بورسعيد على قديمه" في تصريحاته مع "البوابة نيوز" إن الفنار يعتبر أول مبني خرساني مسلح في العالم، أنشأه الفرنسيون عام 1868 م في عهد الخديوي إسماعيل واستمر انشاؤه عامان، وقد صمم على شكل مثمن ويبلغ ارتفاعه 56 م، وكان يتميز بوجود كرة أعلى البرج تستعمل لتعيين الوقت لعمال هيئة قناة السويس وتلخصت مهمة الفنار في ارشاد السفن. وكانت كرة "فنار بورسعيد القديم" ترتفع لأعلي ثم تنزل بسرعة لتخرج صوت صفارة عالية جدا لتنذر ببدء عمل العمال بهيئة قناة السويس وذلك في الساعة الثامنة صباحاً ويتكرر الأمر الساعة 12 ظهرا وهو ميعاد الإستراحة، وفي الرابعة عصرا تنذر ثالثة لينتهي بذلك وقت العمل. وتم اغلاق فنار بورسعيد القديم عام 1997، وقد شهدت المدينة الباسلة في العصر الحديث بناء فنار جديد يعتبر هو الثالث في تاريخ بورسعيد بعد أن حاصرت الكتل الخرسانية والأبراج السكنية الفنار الأثري من ثلاث اتجاهات ولكن الفنار الجديد المقام من الحديد يفتقر إلى أي لمسه جمالية وإبداع فني، ولم يحظ بأي اهتمام يذكر حتى من أبناء المدينة أنفسهم. ولاهتمام الفرنسيين بفنار بورسعيد القديم الذي قاموا بانشائه على طراز "فنار الحيتان" بفرنسا طرحت بعض المنظمات الفرنسية المهتمة بالسياحة والآثار الفرنسية بدعم كامل وتطوير السياحة بهذه المنطقة "المطلة على مجرى قناة السويس" بشرط أن يعود تمثال ديلسيبس إلى قاعدته التي أنشأها على وعد بدخول آلاف السياح الفرنسيين للمدينة كل عام كما يحدث مع "فنار الحيتان" بدخول 160 ألف سائح له كل عام . وانتشرت الدعوات البورسعيدية ما بين مؤيد ومعارض لعودة التمثال على قاعدته فهناك من ينظر إلى أنه رمز لاستعباد المصريين الذين حفروا القناة بالقهر والظلم، وآخرين ينظرون اليه علي أنه أثر سياحي ضخم سيدر بالخير الكثير على محافظة بورسعيد وأبنائها من أصحاب المهن التي قاربت على الاندثار ك "البمبوطي"، "البحارة"، "سائق الحنطور"، وغيرهم. في نفس السياق ناشد عادل عبد العليم– نقيب البمبوطية ببورسعيد، المحافظ ووزيري السياحة والآثار على ضرورة استغلال الأماكن الأثرية المنسية بالمحافظة كالفنار وتمثال ديلسيبس وغيرهم لتنشيط السياحة وعودة المحافظة الى سابق عهدها في استقبال الأفواج من شتى مدن العالم، ولكنه إلى الآن ومنذ أكثر من 10 سنوات ولم يحرك مسئول ساكنا لهذه المناشدات.