تلاشت في الهواء صرخات المهتمين بالآثار بمدينة بورسعيد المطالبين بإنقاذ الفنار القديم المطل علي المدخل الشمالي لقناة السويس من الانهيار في ظل استمرار إهماله, وعدم تنفيذ جميع مقترحات وقرارات تطويره لاستغلاله سياحيا. والتي تبارت لجان الثقافة بالمجالس المحلية السابقة ومجلس الشعب في اصدارها منذ الثمانينيات وحتي الآن. وكان الفنار التاريخي ببورسعيد قد خرج من الخدمة الفعلية أوائل الثمانينيات بموافقة محافظ بورسعيد الراحل سامي خضير علي تجاوز حدود ارتفاعات المباني المحيطة بالفنار سعيا لاقامة أبراج سكنية شاهقة الارتفاع بأرض الطابية والقاعدة البحرية وامتدادات شارعي فلسطين والجمهورية, وتزامن القرار الذي قضي بإظلام الفنار بإقامة فنار بديل في المنطقة المواجهة لاستاد بورسعيد علي البحر وبعكس الفنار الأصلي الرائع البناء والهندسة المعمارية جاء الفنار الجديد مسخا حديديا مغطي بالبلاستيك وأصبح فيما بعد وصمة عار لبورسعيد أمام كل السفن القادمة من البحر المتوسط ومنذ ذلك الحين انفرد التنتيش البحري بمباني الفنار وتحولت حدائقه الغناء إلي خرابات بعدما جري قطع أشجار المانجو والجوافة والنبق وتسميم المنبثق منها بدعوي إبعاد الصبية محترفي قذف الطوب علي تلك الأشجار سعيا لقطف ثمارها. وتقول الاعلامية مني الشماع المذيعة بتليفزيون القناة ووكيلة لجنة الثقافة السابقة بالمجلس المحلي ان هناك مشروعا لتطوير الفنار واستغلاله كبانوراما سياحية رائعة الجمال يمكن من خلالها رؤية بورسعيد من ناحية القناة والبحر المتوسط والضفة الشرقية للقناة خاصة المباني السكنية الجميلة ببورفؤاد وترسانة بورسعيد البحرية والجونة الشرقية للقناة وكذلك الميناء السياحي غرب بورسعيد. وقد تضمن المشروع إقامة مطعم وكافيتيريا في أعلي الفنار واستغلال حديقته في إقامة متنزه حضاري يحكي في جوانبه قصص إنشاء الفنار وحفر قناة السويس ولكن للأسف لم يخرج هذا الحلم للنور وظل الفنار مغلقا وظل آلاف السائحين الأجانب القادمون علي سفن الميناء السياحي الملاصق له يطوفون حوله وهم في دهشة لتجاهله وإغلاقه وقصر الاستفادة منه علي التقاط صور تذكارية له وبجواره من الشوارع المحيطة به. ويقول الخبير الاقتصادي والمؤرخ البورسعيدي سمير معوض ان فنار بورسعيد المهجور واحد من أقدم فنارات الموانئ في العالم فقد تم بناؤه عام1868 ودخل خدمة الارشاد للسفن القادمة لقناة السويس مع افتتاح القناة نفسها عام1869 وهو من أقدم مباني مدينة بورسعيد علي الاطلاق ويعد شاهدا تاريخيا علي معارك المدينة منذ الحربين العالميتين الأولي والثانية وحتي معركة أكتوبر1973, وعلي قناة السويس ذلك المجري الملاحي العالمي. ويضيف معوض, أنه لايجد سببا مقنعا لتجاهل وزارة الثقافة علي مدار العشرين عاما المنقضية توصيات جميع مؤتمرات المثقفين والأدباء التي أقيمت ببورسعيد بشأن تحويل الفنار إلي مزار سياحي والترويج له كمنتج سياحي متميز لدي الآلاف من زائري بورسعيد وضيوفها من العرب والأجانب.