سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغرب يصدر "العري والإباحية" عبر "الكارتون" لإفساد أطفالنا.. إسلام: تؤدي للانطواء والعدوانية.. صادق: نشر السلوكيات الجنسية يزيد معدلات الاغتصاب.. عثمان:على السلطة ردع من يحبون أن تشيع الفاحشة بالمجتمع
في سنوات الطفولة كان أقصى طموحاتنا ونحن نتابع أفلام الكارتون، أن نرى وجه السيدة التي كانت تظهر في كارتون" توم آند جيري"، فقد كان الكارتون مجرد مغامرات بين فأر وقط، وتأتي ربة المنزل لتعاقب المخطئ فيهما بالطرد خارج المنزل. وكانت قصص المغامرين أو "كابتن ماجد" معظمها تحض على الأخلاق والصدق والنبل والقيم الرفيعة؛ ولكن الآن تغير الحال وأصبحت أفلام الكارتون تعتمد على تجسيد المشاهد الموجودة في دور السينما، بما تتضمنه من مشاهد عنف وإباحية، ولأن الطفل كالإسفنج يتشرب كل ما يقال له أو يشاهده، ولأنه لا بد أن نسأل أنفسنا هل نعلمه سماع الموسيقى، ونوصل إليه مضامين الفن والخير والجمال والصفات الإنسانية الحميدة، أم نتركه أمام التليفزيون ولا نهتم بمعرفة ما يقوله فيلم الكارتون له؟. واتهم إسلام نجم الدين، الباحث السياسي في المركز العربي الإفريقي للأبحاث الاستراتيجية، بعض أنواع أفلام الكارتون بأنها تعتمد على فكرة الإلحاد ومعاداة الإسلام والمسلمين، وتتعمد تشويه الصور لينمو الطفل كارهًا لمجتمعه ودينه ومشروع متطرف، وهذا يدل على انعدام الرقابة وإهمال في المحتوى يجب محاسبته، فلا مانع لديهم في نشر محتويات الأفلام الإباحية بدعوى أن النايل سات لا يتدخل في المحتوى، وهو ما يعد جريمة في حق المجتمع ويجب محاسبة رئيس الوحدة الخاصة بالنايل سات خصوصًا، وأننا نشاهد خلال الفترات الأخيرة بثًا ضد الدول العربية وقنوات تنشر الدجل وما يسمى خدعة الطب البديل الضارة وهو أقصى ما يريده أعداء الوطن. وأشار إلى أنه انتشرت خلال السنوات الأخيرة أفلام العنف والجنس والسادية التي تصدر للشرق بأقل الأسعار، وتشمل الكثير من التشويه للتاريخ المصري والفرعوني وتصوير حضارتنا على أنها حضارة الدم والسحر والدجل، وبالتالي فقد أصبحنا أمام غزو جديد من خلال أفلام الكارتون التي تصدر لنا الثقافات الجنسية والعدوانية واللادينية والإلحاد من خلال تضخيم قدرات الذات ونفي وجود الإله والتركيز على أن كل شيء قابل للصناعة وأن قيمة الفرد أقوى من الأسرة، وأن على الطفل عدم الاستماع للأسرة والدخول في علاقات شغب ليفرض سيطرته على مجتمع الأقران بدلًا من اللعب والاندماج، ما يتسبب في انطواء وعدوانية جيل كامل بشكل مضاد للثقافة المتواجدة في المجتمع المصري والعربي، وهو ما يفشل الوحدة المجتمعية. وأضافت منى صادق، مدير مركز الطفل العامل والباحثة بالمركز القومي للبحوث التربوية، في السنوات الأولى من عمر الطفل يتشكل عقله ووجدانه، فكل ما يشاهده ينطبق بداخله بقناعة تامة وبالتالى فإن تعرضهم في سن مبكرة للمواد الإباحية يفتح أمامهم أبواب عالم الممارسات الجنسية المنحرفة وخصوصًا الاغتصاب. وأوضحت الدراسات أن أكثر من ثلث المتحرشين بالأطفال ومغتصبيهم كانوا قد تعرضوا للتحريض بارتكاب اعتداء ما بعد مشاهدتهم للمواد الإباحية، وغالبًا ما يقلد الأطفال ما يرونه أو يسمعونه أو يقرأونه، وتبين الدراسات أن مشاهدة المواد الإباحية يمكن أن تدفع الأطفال إلى سلوكيات جنسية منحرفة ضد الأطفال السُذج والذين هم أصغر منهم سنًا، لافتة إلى أن مشاهدة الأطفال لمواد إباحية تبدأ بالصور الكاشفة للعورة وتنتهي بالأفعال الجنسية الفاضحة ولأن ذكريات الطفولة والخبرة العاطفية بما فيها خبرة الإثارة الجنسية تنطبع في الدماغ فإنه يكون من الصعب إزالتها بعد ذلك. من جانبه قال الدكتور "محمد رأفت عثمان"، أستاذ الفقه المقارن، عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة في أمريكا: إنه من المسلّمات أن يكون موقف الإسلام من تلك الظواهر الرفض التام، ولأن الله هو مَن صنع تلك الروح البشرية فهو أعلم بها وجعل في منهجه مفاتيح السعادة والشقاء وجعلها بيده وحده، فحرم النظر إلى العورات والنساء المتبرجات وعندما نقدم هذا المحتوى للأطفال في صورة كارتون فإنه يعتبر تأييدًا وموافقةً منا على ما يغضب الله، أعاذنا الله من ذلك، وعندما تفرغ النفس من العقيدة القويمة والقيم الرفيعة والمثل العالية، فإن المشكلة إذن ليست ظاهرة أطفال أفسدتهم مشاهدة المواد الإباحية، وعلينا حمايتهم من الآثار الناتجة عن هذه المشاهدة بالدعوة إلى الأخلاق القويمة؛ بل على السلطة أن تأخذ هؤلاء الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في المجتمع بالتأديب والعقوبة، وترد الكبار والصغار وترفعهم من درك البهيمية إلى مقام الإنسان الكريم.