طالب الدكتور محمد إبراهيم رشيد، أستاذ العمود الفقري بكلية الطب جامعة عين شمس، بضرورة الفحص السريري للأطفال حديثي الولادة، مشيرًا إلى أن تناظر لوحي الكتفين والثديين والخصر والحوض، بالإضافة إلى بروز لوح الكتف أو الضلوع بأحد جانبي الظهر، إضافة إلى فارق وعدم تساوي للطول بين الطرفين السفليين من أسباب الفحص السريري التي تصيب الأطفال. وشدد رشيد على ضرورة إجراء مسح طبي شامل للأطفال بالمدارس منذ السنة الدراسية الأولى وحتى البلوغ "14سنة" بشكل دوري، مع ضرورة إجراء التصوير بالأشعة السينية للأطفال المشتبه بوجود الجنف لديهم، مع قياس وظائف الرئة للحالات التي يزيد الانحناء فيها عن "70" درجة، أو الحالات المترافقة مع وجود حدب أو انحناء خلفي مع الجنف. وقال رشيد، الجنف الخلقي أو الولادي لا تصلح لعلاجه أجهزة التقويم (الأحزمة - الدعامات) لأن هذا الانحناء عادةً ما يكون قاسياً (ثابتاً) أي غير مرن؛ وبالتالي فلا يستجيب لأجهزة التقويم أو العلاج الفيزيائي (الطبيعي) أو التمارين الرياضية، مضيفًا أن هذا النوع من التشوهات الخلقية عادةً ما يحتاج إلى تدخل جراحي منذ اللحظة الأولى لتشخيصه ومنذ الأشهر الأولى للحياة؛ وذلك لمنع تفاقم الإنحناء أو زيادته إلي درجات يتعسر تعديلها، وكذلك تجنب حدوث بعض المضاعفات والأعراض المرافقة التي قد تؤثر على توازن الطفل وعلى الجهاز الدموي- القلبي والتنفسي، وكذلك علي الإخراج (التبول والتبرز). وأكد رشيد أن الهدف من الجراحة هو إيقاف نمو الجنف ومنع تدهور الإصابة، بالإضافة إلى الحفاظ على توازن الحوض والعمود الفقري لدى المريض، والحفاظ على وظائف التنفس ومنع حدوث قصور تنفسي، وإنقاص الألم والحفاظ على الوظائف العصبية للطفل. وعن العمليات الجراحية المتبعة في هذة الحاله قال رشيد، أن جراحة مناظير العمود الفقري، عبر صدر أو بطن المريض مع تثبيت أمامي للجنف باستخدام المنظار، أو الجراحة التقليدية وتشتمل على إصلاح وتثبيت الجنف بمدخل أمامي عبر الصدر أو البطن، أو بمدخل خلفي عبر ظهر المريض، أو بمدخلين معاً أمامي وخلفي بزمن جراحي واحد أو بزمنين وبفاصل أسبوع بينهما، وذلك باستخدام مواد معدنية مخلقة وخاملة "من التيتانيوم"، مؤكدًا أن هذا المعدن لا يسبب حساسية لدى المريض ولا يشوش على أشعة الرنين المغناطيسي وقوته تماثل 10 أضعاف قوة الحديد الذي لا يصدأ.