أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن قضية تجديد الخطاب الدينى تزداد غموضًا والتباسًا، بعد أن تناولتها وسائل الإعلام دون أساس علمى. ووصف ما يحدث ب«الحرب الكلامية» خاصة بعد الحديث عن زواج الأطفال، متسائلًا: هل يحدث في أي قطر عربى مثل تلك القضية المثارة؟، وأين تقع تلك الظاهرة؟ ومنذ متى يزوج الإسلام الطفلة الصغيرة؟ وفى أي كتاب من كتب التهويل؟، مشيرًا إلى ضرورة التركيز على القضايا التي تهم الأمة، كقضية العنوسة التي ازدادت في زماننا، داعيًا إلى ضرورة وقف الحرب الكلامية حول قضية زواج الطفلة الصغيرة قبل الحيض بناء على قول لم يتم تكراره قديمًا وحديثًا. جاء ذلك في كلمته أمام الجلسة التحضيرية لمؤتمر الأزهر حول التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية، مشيرًا إلى أن الخلاف أمر طبيعى ومقبول أما غير المقبول فهو أن يتحول إلى مجال للصراع وإثارة الفتن، قائلًا: «نريد تيار الإصلاح الوسطى القادر وحده على تجديد الدين». وردًا على القول بحد الردة، أكد الطيب أن ذلك الحديث مردود، وليس بصحيح في الإسلام، قائلًا إن هناك من الملحدين من يخرج ليتباهى، ويتجادل عبر شاشات الفضائيات، ولم يطلب الأزهر من المسئولين تطبيق ذلك الحد عليهم، ولم يمسهم أحد بسوء، مستنكرًا ما يزعمه بعض الإعلاميين حول قدرتهم على إيصال رسالة في تجديد الخطاب الدينى، قائلًا «من المضحك أنهم يدعون التجديد، وأن العناية الدينية بعثتهم لإنقاذنا، لكنه في الحقيقة انفلات تقف وراءه أجندات خارجية، تتوازى معه دعوات التفجير والنسف من الجذور، وزرع بذور الفتنة والانقسام وهو أسلوب الاحتلال». من النسخة الورقية