يتعرض الأطفال للكثير من الجروح والكدمات أثناء ممارسة نشاطهم اليومي وهو الأمر الذي يعد طبيعيا لمعظم الاطفال عدا مرضى الهيموفيليا وهو مرض نزيف الدم الذي قد يعرض الطفل لخطر جسيم في حالة النزف من احد الاعضاء الحيوية والذي قد يؤدي للوفاة. ولمعرفة مدى خطورة مرض الهيموفيليا وتأثيره على حياة الطفل المريض يؤكد مصطفى وهمان محمد دكتور الأطفال بمستشفى أطفال مصر للتأمين الصحي أن المصابين بهذا المرض يطلق عليهم "مرضى من زجاج" وذلك للدلالة على مدى خطورة هذا المرض والعوامل المحيطة التي قد تؤدي وبدون أي مقدمات إلى النزيف وهو ما قد يتطور إلى الوفاة. أسباب مرض الهيموفيليا وتأثير الوراثة.. وعن مدى تأثير العامل الوراثي في مرض الهيموفيليا يقول دكتور مصطفى أنه مرض وراثي جيني ينتقل بين الأجيال في العائلة الواحدة حتى أنه في بعض الأوقات قد نجد أربع أو خمس حالات من أسرة واحدة يعانون من المرض موضحا أن مرض سيولة الدم أو الهيموفيليا يحدث نتيجة لنقص أو غياب أحد عوامل التجلط رقم " 7،8 ،9 " والتي تساهم وبشكل كبير في توقف النزيف عند التعرض لأي كدمات أو حوادث ولكن نتيجة لنقص هذه العوامل يحدث النزيف المستمر داخليا أو خارجيا وهو ما يعرض المريض للخطر الدائم والمستمر فقد يستيقظ المريض بنزيف تلقائي في أي مفصل من المفاصل دون تعرضه لأي كدمه تذكر. التشخيص والاحتياطات الواجبة.. يوضح دكتور وهمان أن تشخيص هذا المرض في معظم الحالات يأتي مصادقة بعد اجراء عملية "الطهارة" للأطفال الذكور أو عند التعرض لأي صدام يحدث النزيف دون توقف، لذلك من الهام جدا توعية المدرسين والآباء بعدم ضرب ابنائهم والحذر التام عند استخدام الادوات الحادة اثناء النظافة الشخصية، وعدم ارتداء الملابس الضيقة وتعتبر ان أكثر الأماكن شيوعا لحدوث النزيف هي المفاصل والعضلات وتكرار النزيف في نفس المفصل قد يؤدي الى تشوه في شكل المفصل واعاقه في حركته ووظيفته. علاج الهيموفيليا وصعوباته وعن علاج هذا المرض الخطير يشير دكتور مصطفى وهمان إلى أهمية السرعة في استشارة الطبية وتلقى العلاج حيث أن معالجة هذه الحالات في بدايتها قد يكون اسهل واقل خطرا من انتظار تطورها وحدوث المضاعفات وفي حالة وجود تاريخ مرضي في عائلة الام يتم عمل تحاليل الخاصة بسيولة الدم وهي " pt,ptt,inr " ويتم العرض على الطبيب المختص لتحديد وجود او عدم وجود المرض وطلب فحوصات وتحاليل اخرى كمستوى عامل تجلط في الدم لتحديد مدى خطورة المرض ويتم تقديم الخدمة الطبية في صورة نقل البلازما وتقوم بهذا الدور المستشفيات الجامعية وكذلك مستشفى اطفال مصر التي تقدم علاج قوي وفعال وهو معامل تجلط رقم 8 وهو مخلق بالهندسة الوراثية وليس من مشتقات البلازما التي يعتمد عليها العلاج اساسا مما يعطيه افضلية بأنه خالي من الإصابة بالفيروسات الخطيرة مثل الإيدز و فيروس سي والذي يصيب أكثر من 80% من مرضي الهيموفيليا في ويتم اعطاء معامل التجلط 8 بصورة مستمرة كمحاوله لتعويض النقص او غياب عامل التجلط. وكذلك يمنع استخدام الأدوية اللتي تسبب زيادة في سيولة الدم كالأسبرين. احتمالية اصابة مريض الهيموفيليا بالفيروسات الخطيرة يقول دكتور وهمان" أن اهم الصعوبات اللتي تواجه علاج مرضى الهيموفيليا أن الدم يمر بأكثر من مرحلة في الفحص وما يتم اعطاؤه لمريض الهيموفيليا يمر فقط بمرحلة واحدة وبالتالي احتمالات اصابته بفيروسات غير مكتشفة يصل الي أكثر من 80% ورغم أن مشتقات البلازما المتوفرة حاليا في مصر آمنة بنسبة كبيرة حيث يتم التخلص من الفيروسات عن طريق التعقيم الحراري والكيميائي الا أنه لا يستفيد منها سوي نسبه قليلة من المرضى بسبب ضعف الموارد المادية لعلاجهم نظرا لتكلفتها الباهظة.