استجابة لما نشرته " البوابة نيوز".."بحيرة المنزلة" تدخل دائرة اهتمام هيئة الثروة السمكية.. والحكومة تبحث غدًا الاستفادة منها كمشروع قومي بعد قناة السويس الجديدة

عقب نشر "البوابة نيوز"، الأربعاء الماضى، تقريرا عن أهمية بحيرة المنزلة، وحجم التعديات عليها وكيفية الاستفادة منها كمشروع قومى ثانى بعد قناة السويس، وشرح اللواء عادل سعد مدير شرطة البيئة والمسطحات المائية السابق بالدقهلية لحجم التعديات وأهمية البحيرة واقتراحه بضرورة الاستفاده من البحيرات الموجوده في مصر مطالبا بهيكلة الهيئة العامة للثروة السمكية وإنشاء جهاز مستقل للاشراف على البحيرات يسمى " جهاز الإنتاج السمكى " والبدء بتطهير البحيرة وتوجيه معدات حفر قناة السويس اليها بعد الانتهاء من حفر القناه الجديدة.
شنت هيئة الثروة السمكية، اليوم السبت، حملة أمنية موسّعة بالتنسيق مع محافظات الدقهلية ودمياط وبورسعيد لإزالة التعديات على البحيرة مستعينة ب25 حفارا كبيرا والتي باءت في يومها الأول بالفشل، بسبب ردود فعل صيادي البحيرة الذين أكدوا أن الحملة لم تأتى بجديد ولكنها حملة تقليديه لم تسفر عن إزالة التعديات.
فيما أعلن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء عن ترأسه اجتماعًا وزاريًا مصغرًا، غدا الأحد، بمقر وزارة الموارد المائية والري لمتابعة عملية الإسراع ببرامج وأعمال تنفيذ خطة الحكومة لإنقاذ بحيرة المنزلة.
ومن المقرر أن يناقش الاجتماع حجم الأعمال التي تتم حاليًا بالمرحلة الأولى من مشروع تطوير وتطهير وسبل تحسين الحالة البيئية للبحيرة والبالغ تكلفتها نحو 55 مليون جنيه وموقف المشروعات المطلوبة من الوزارات المعنية، والجداول الزمنية الخاصة بهدف وضع تصور نهائي ومواعيد محددة للقضاء على مشاكل بحيرة المنزلة.
وفى سياق متواصل، صرح الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، أنه يجري حاليًا تنفيذ مشروع مشترك بالتعاون مع وزارة الزراعة، بهدف معالجة مشكلة تلوث ببحيرة المنزلة، وتحسين جودة المياه لتنمية الثروة السمكية بها وذلك من خلال تجديد حركة المياه بين البحر المتوسط والبحيرة بالشكل الذي يؤدي إلى عودة البحيرة لسابق عهدها عندما كانت واحدة من أهم مصادر الثروة السمكية بالبلاد.
وأكد مغازي، أن المشروع يأتي كمرحلة أولى من حزمة من المشروعات بموجب دراسة قامت بها الوزارة ممثلة في الهيئة العامة لحماية الشواطئ، لتنمية بحيرة المنزلة ومعالجة مشاكل التلوث بها مضيفا أنه تم الانتهاء من تصميم وتجهيز مستندات الطرح للمرحلة الثانية من المشروع، والتي تتمثل في تنفيذ أعمال تكريك بوغاز ومنطقة مثلث الديبة وكذلك تنفيذ قنوات شعاعية من خلف بوغازي الجميل وداخل البحيرة بعمق نحو ثلاثة كيلو مترات، وبتكلفة نحو 260 مليون جنيه.
وتعد بحيرة المنزلة أحد أكبر وأهم البحيرات الطبيعية بمصر وأخصبها والتي تطل على أربعة محافظات "الدقهلية، بورسعيد، دمياط، الشرقية " وتتصل بقناة السويس من خلال بوغاز يحد بورسعيد من الجنوب، ويسمى "قناة الاتصال" ويصلها بالبحر الأبيض المتوسط بوغاز "الجميل" والتي تسمح بتبادل المياه ودخول وخروج الاسماك، والتي ساعدت على وجود أفخر أنواع الاسماك، حيث يتوفر فيها أهم المقومات لتربية الاسماك بشكل طبيعي لتوافر المواد الغذائية الطبيعة واعتدال المناخ طوال العام.
وتسببت العديد من المشاكل في تدمر تلك البحيرة منها مشاكل من المياه التي تصب إليها من مصرف بحر البقر، وانسداد البواغيز ونفايات المصانع وكذلك مشاكل أمنية من انتشار البلطجية داخل البحيرة والذين منعوا الصيادين من الصيد بها والاتجاه للصيد بالخارج وكذا قيام العديد من أصحاب النفوذ بردم أجزاء كبيرة من البحيرة مما أدى إلى تدميرها بدلا من الاستفادة منها لتنمية الاقتصاد المصرى ويأتي الانتهاء من حفر مشروع قناة السويس الجديدة ليلقى الأمل لدى صيادى المطرية وصيادى البحيرة في المحافظات المطلة على البحيرة لتكون بحيرة المنزلة وباقى البحيرات هي المشروع القومى الثانى ليتم على أيدى القوات المسلحة.
من جانبه أكد اللواء عادل سعد، مدير إدارة شرطة البيئة والمسطحات المائية بالدقهلية سابقا، أنه قبل التحدث عن مشاكل بحيرة المنزلة والبحيرات المصرية، يجب أن نتحدث عن الجهاز المنوط به أمور البحيرات وهو الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، والذي يحتاج إلى كثير من الهيكلة والتطهير لعدم وجود قطاع إشرافي ورقابي على أعمال الجهاز وموظفيه، وضرورة تدعيم المناطق التابعة له بالمهندسين المختصين وليس بخريجي الزراعة أو المنتدبين طبقّا للوساطات.
وقال سعد: غنه خلال العام الماضى أثناء وجوده في العمل تمكنت الإدارة من تحرير 16 ألف جنحة متنوعة من صيد الجائر وتعدى وتلوث بيئة داخل البحيرة لافتا إلى أن هذه المشاكل والمعوقات أدت إلى تقلص مساحة بحيرة المنزلة من 750 ألف فدان كانت يشرف عليها 5 محافظات هي الإسماعيلية وبورسعيد ودمياط والدقهلية والشرقية إلى أقل من 90 ألف فدان مليئة بالتعديات والمراحات والجزر الصناعية وخرجت من إطار الإشراف عليها الجزء المخصص للإسماعيلية والشرقية بالتجفيف.
وأضاف: وأصبحت الدقهلية ودمياط وبورسعيد فقط هما المطلين على البحيرة إلا أن محافظة بورسعيد في طريق تجفيف الجزء الخاص بها وهو نحو 32 ألف فدان إذا لم يتم إزالة كوبرى العجايبة الذي تمت الموافقة عليه وإنشاؤه أثناء حكم الإخوان ليكون طريقّا ومعبرّا لتجار المخدرات والآثار داخل البحيرة ورغم صدور حكم من القضاء الإداري ببورسعيد في دعوى أقامها عدد من صيادى البحيرة من المطرية بإزالة هذا الكوبرى إلا أنه لم ينفذ قرار الإزالة حتى الآن.
وأوضح سعد، أنه يمكن معالجة تلك المشاكل بداية بإنشاء جهاز متخصص للبحيرات يسمى جهاز الإنتاج السمكى لتولى الاهتمام بالبحيرات وكيفية تنميتها والنهوض بمستوى الإنتاج السمكى بمصر التي تمتلك ثروة لا تقدر بثمن بالمقارنة بدول المغرب العربى التي تقوم بتصدير الأسماك لكافة دول العالم ولا تملك نفس الثرورة المائية الموجودة بجمهورية مصر العربية، مقترحا أن يتم توجيه معدات حفر قناة السويس الجديده للنهوض ببحيرة المنزلة إن أمكن، مشددًا أنه يجب أن تقوم معدات حفر قناة السويس الجديدة والهيئة الهندسية للقوات المسلحه بذلك، نظرا لطبيعة البحيرة الجغرافية.