العناد صفة تكتسب بالنسبة للأطفال، ويكون السبب فيها الآباء والأمهات كما يقول علماء التربية، حيث يرفض الطفل ما يأمره به أحد الأبوين أو يصر على تصرف ما، ويتميز العناد بالإصرار وعدم التراجع حتى في حالة وجود عقوبة من الكبار، وهو من اضطرابات السلوك الشائعة، وقد يحدث لفترة قصيرة أو مرحلة عابرة أو يكون بصفة ثابتة وسلوكًا دائما مميزا لشخصية الطفل. تبدأ سلوكيات العناد في مرحلة مبكرة من العمر، فالطفل قبل سنتين من العمر لا تظهر مؤشرات العناد في سلوكه، لأنه يعتمد اعتمادًا كليًا على الأم أو غيرها ممن يوفرون له حاجاته، كالجدات أو المربيات فيكون موقفه متسمًا بالإعتمادية والمرونة والانقياد النسبي. أما بعد أن يبدأ الطفل في مرحلة المشي والكلام، يبدأ ذهنه وأفكاره في النمو، ويشعر بالإستقلالية خاصة إذا كان من حوله يلبون له مايريد. المرحلة الثانية: وهي العناد في مرحلة المراهقة، حيث يأتي العناد تعبيرًا عن الانفصال عن الوالدين، والرغبة في تكوين شخصية مستقلة، وتتميز هذه المرحلة بالجموح وحب المغامرة، ولكن عمومًا وبمرور الوقت يكتشف الطفل أو المراهق أن العناد والتحدي ليسا هما الطريق السوي لتحقيق مطالبه، خاصة عندما يتعلم خبرات ومهارات جديدة وعادات اجتماعية سوية مثل التعاون والأخذ والعطاء، مع وجود مرونة من الأبوين في التعامل بلطف وحنان، وفتح باب الحوار مع الحزم اللازم في بعض الأمورالأخلاقية والحياتية. أسباب العناد يكون العناد صفة مستحبة عندما لا يكون مبالَغًا فيه وعندما يكون لتأكيد الثقة بالنفس لدى الطفل وهناك عدة أسباب منها: - بسبب أوامر الكبار غير المناسبة للموقف. - بسبب التشبه بالكبار (الوالدين ) وتقليد الوالدين عند التصميم على أمر ينفذه الطفل دون إقناعه بالسبب. - رغبة الطفل لتأكيد ذاته عندما يلجأ للعناد لاكتشاف نفسه وقدرته على التأثير، ومع الوقت سوف يتعلم أن العناد والتحدي ليسا بالطرق السوية لتحقيق المطالب. -الشعور بالعجز عندما يجد الطفل صعوبات في مراحل الطفولة، أو مواجهة أمراض مزمنة أو إعاقات، ويلجأ للعناد كوسيلة لمواجهة الشعور بالعجز والمعاناة. - تدخل الآباء المستمر بلهجة شديدة وعدم المرونة في التعامل، وعدم السماح له بمزاولة مايرغب كممارسة الرياضة أو عزف الموسيقي مثلا. - استجابة الأبوين أو أحدهما لرغبات الطفل وتلبيتها كنوع من التعويض عن فقدانه الحنان في حالة إنفصال الأبوين على سبيل المثال، فيجد الطفل أن العناد وتلبية رغباته أفضل وسيلة للانتقام. كيفية العلاج: 1- الحوار الهادئ مما يجعل الطفل يغير مفهومه عن طبيعة الأشياء، وبالإقناع يمكن تعديل سلوكه 2- في السن الصغيرة من الممكن تغيير نظر الطفل لشيء آخر وخصوصا لو كان هذا الشيء الذي يريده يسبب الأذي له، وإن كبيرا يمكن التفاهم معه واقناعه. 3- عدم إرغام الطفل على الطاعة، وبالهدوء والمعاملة الحسنة يمكن تعويده على تحمل المسئولية، وأنه أصبح يافعا ويجب أن يتصرف كالكبار. 4- عدم تأجيل التفاهم وتصدير المشكلة لوقت آخر لأن هذا يشعر الطفل بأنه انتصر بتصميمه على رأيه.