منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    إزالة عدد من مخالفات البناء بالقاهرة الجديدة    أسعار النحاس اليوم الجمعة 17-5-2024 في السوق المحلي    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    لاعبو الأهلي يؤدون صلاة العشاء باستاد رادس بتونس (صور)    اليوم، أولى جلسات محاكمة الفنانة انتصار بتهمة الشهادة الزور    اليوم، انطلاق امتحانات الشهادة الإعدادية 2024 بالجيزة    سرقة محتويات مكتب تموين العجمي بالكامل    عمرو دياب يشعل حفل زفاف ريم سامي (فيديو)    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    "الذهب في الطالع".. خبير اقتصادي: يجب استغلال صعود المعدن الأصفر    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة إسرائيلية على رفح    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    الاحتلال يحاول فرض واقع جديد.. والمقاومة تستعد لحرب استنزاف طويلة الأمد    وزارة الصحة الفلسطينية: شهيد و6 إصابات جراء غارة إسرائيلية على منزل بجنين    فيضانات تجتاح ولاية سارلاند الألمانية بعد هطول أمطار غزيرة    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    مسؤول: واشنطن تُجلي 17 طبيبًا أمريكيًا من غزة    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    خالد بيومي: هذه نقاط قوة الترجي.. وأنصح كولر بهذا الأمر    اللجنة المشرفة على انتخابات نادي مجلس الدولة تعلن التشكيل النهائي(صور)    بالأسماء.. كولر يستقر على تشكيل الأهلي أمام الترجي    موعد مباراة الأهلي والقنوات الناقلة بنهائي دوري أبطال أفريقيا.. معلق وتشكيل اليوم وتاريخ المواجهات    أزمة في المنتخب الأولمبي قبل الأولمبياد (مستند خاص)    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    استعدادات المواطنين لعيد الأضحى 2024: البحث عن أيام الإجازة في القطاعين الحكومي والخاص    "دلوقتي حالًا".. مباشر جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة القاهرة    إصابة 6 أشخاص بطلقات نارية في معركة خلال حفل زفاف بأسيوط    سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه في بداية الأسبوع والعملات العربية والأجنبية السبت 18 مايو 2024    حظك اليوم برج الجدي السبت 18-5-2024 مهنيا وعاطفيا    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    حظك اليوم برج الدلو السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    ارتفاع سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    "الصدفة خدمتهما".. مفارقة بين حارس الأهلي شوبير ونظيره في الترجي قبل نهائي أفريقيا    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    علماء الأزهر والأوقاف: أعلى الإسلام من شأن النفع العام    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    محافظ أسيوط ومساعد وزير الصحة يتفقدان موقع إنشاء مستشفى القوصية المركزي    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتي الجمهورية ل"البوابة نيوز":الفتوى ليست ملزمة لأحد حتى طالبها.. وأتعجب ممن يختصرون قضية المرأة في العلاقة بينها وبين الرجل.. والدواعش "ساديون" يروجون لمصالح أعداء الأمة
نشر في البوابة يوم 12 - 04 - 2015

- يجب أن نتجاوز مرحلة الحوار النظري بين الأديان.. والإسلام يرفض فكرة الصراع..
- التعاون مع وزارة الشباب من أهم الخطوات لمكافحة الفكر المتطرف والإرهاب
- معرفة أسباب التطرف وخلفياته أهم عامل في محاربته والقضاء عليه.
- سيتم طرح تطبيق على هواتف "الآيفون" لإيضاح ما ترتكبه داعش من أفعال تنافي الدين الإسلامي فور حدوثها
- نجهز لإصدار كتاب من 200 صفحة باللغة الإنجليزية للرد على مزاعم داعش
- أتعجب ممن يستوردون أفكارًا غربية لاختصار قضية المرأة في شكل العلاقة بينها وبين الرجل لشغلنا عن قضايا أهم وأعظم
-الإسلام حرر المرأة بأكثر مما ينادي به الحقوقيون في الغرب
أكد د. شوقي علام مفتي الجمهورية على أن محاربة التطرف والتبصير بقيم الإسلام السمحة والتعريف بأكاذيب "الدواعش" في مقدمة أولوياته، ويجب على كل علماء الأمة التكاتف لمواجهة تلك الهجمة الشرسة على الإسلام بما يشوه صورته ويهدد وجوده بين الناس، وأشار فضيلة مفتي الديار المصرية في حواره مع "البوابة نيوز" إلى أنه عاكف على وضع تصور قانون للحد من فوضى الفتاوى والتي تروج لأفكار مستوردة غريبة عن صحيح الدين، موضحا أن قضية المرأة مفتعلة لأن الإسلام حرر المرأة وأعلى من شأنها بما لم ولن يفعله أحد.. وإلى تفاصيل الحوار.
س: ما زلنا نصر على الحوار مع الآخر رغم أن الآخر لا يعترف بنا.. إذن كيف يتم التواصل بيننا ؟
ج: الإسلام دين يؤمن بالتعددية الثقافية داخل المجتمع الواحد ويدعو إلى الحوار والتواصل بين الثقافات والحضارات المختلفة فالتعايش السلمي ونشر ثقافة الأمن والسلم الاجتماعيين كانا ومازالا سمة أساسية من سمات الحضارة الإسلامية على مر العصور.. وأنا أدعو لفتح باب الحوار بيننا وبين الآخر على أسس علمية تتجاوز الحوار والتقريب النظري إلى مشاريع عملية تخاطب الجماهير والمواطنين خاصة أنه لا يزال هناك مساحات كبيرة يمكن الإطلاع عليها بين هذه الديانات، كما أن الإسلام يرفض فكرة الصراع وجميع الأديان تحث على التحلي بالقيم الرفيعة وتؤكد على نشر الحب والسلام والتسامح والوسطية ومحاربة التطرف وكل ما يؤدي إلى الصراع والإرهاب وهذا ما يجب التركيز عليه أثناء الحوار حتى نستطيع التوصل لنقطة انطلاق تقوم على الاحترام المتبادل.
س: تعدد جهات الفتوى طالما نادت جهات عدة بتوحيدها ووضع قانون يحظرها على أي شخص أو جهة غير دار الإفتاء.. فلماذا يتأخر هذا الإجراء؟
ج: بداية نحن نوافق على أية إجراءات لمواجهة فوضى الإفتاء، وفى مقدمتها إعداد قانون يجرم الفتاوى التي يطلقها غير المختصين، استنادًا إلى الأفكار المستوردة، التي تحاول نشر العنف والتطرف والإرهاب، لكننا في الوقت ذاته لسنا جهة تشريع، لكن نأمل في ذلك، وإلى أن يصدر القانون نحن في دار الإفتاء وضعنا عدة آليات نتبعها لمواجهة فوضى الفتاوى؛ وذلك يتم عن طريق إجرائين أحدهما وقائي يتمثل في نشر الوعي بمفاهيم الإفتاء الصحيحة بحملات عن طريق الإعلان: "لا تسأل غير المتخصص"، والآخر إصلاحي حيث يتم نشر تصحيح للفتاوى المغلوطة.
س: هل إصدار الفتوى ملزم لمن يطلبها أم لجموع المسلمين أم لمن علم بها؟
ج: الفتوى هي بيان للحكم الشرعي فيما يلتبس على المسلمين من أحوال دينهم ودنياهم، وهي ليست ملزمة لأحد حتى طالبها؛ حيث إن العلاقة بين المفتي والمستفتى أدبية أي أن الفتوى موجهة فقط.. أما إذا لم يجد المستفتى المستفتين أو من يعينه ويصل به لطريق الحق ولم يجد أمامه سوى الفتوى ساعتها تكون ملزمة؛ لأنه لم يجد إلا هذا، أي أن قضية الالتزام تعتمد على العوارض التي تحيط بها؛ وعليه فقضية الإفتاء في ذاتها ليست ملزمة وإنما يعرض عليها قضية الالتزام في عوارض أخرى تحيط بها.
س: محاربة التطرف والإرهاب.. ما الدور والجهود التي تقوم به الدار وفضيلتكم في هذا المجال؟
ج: نحن في حاجة إلى فهم العوامل التي تؤدي إلى التطرف والإرهاب حتى نستطيع القضاء على هذه الآفة، ونضع حدًّا لهذا الوضع الخطير الذي يدمر العالم، ونحن في دار الإفتاء نقوم بجهود حثيثة في الداخل والخارج لمواجهة وتفنيد مزاعم الإرهابيين، وتصحيح تعاليم الدين الإسلامي التي تم تشويهها، وعندما استشعرنا خطر فتاوى الإرهاب أنشأنا منذ عام مرصدًا يتتبع فتاوى التكفير ويرد عليها، وأصدرنا الكتب الخاصة بالرد على كل تلك المزاعم التي يستندون إليها والرد على الأدلة التي يشرعنون بها أفعالهم، وبدأنا بالتعاون مع وزارة الشباب بمجموعة من المجالس الإفتائية لتوعية الشباب خشية أن يقعوا في براثن هذا الفكر المنحرف، كما قمنا بالعديد من الجولات في الخارج لتصحيح صورة الإسلام، وسنعمل على زيادتها في المرحلة القادمة.
س: "داعش" ذلك التنظيم الدموي، هل تراهم من المغرر بهم باسم الدين ويحتاجون لمراجعة ومناصحة.. أم أن المرحلة تجاوزت ذلك إلى طور الردع والحرب؟
ج: هذه الفرقة من "الدواعش" لا يمثلون المسلمين فهم لم يفهموا الإسلام بل فهموا صورة مشوهة عنه، والسبب في ذلك يرجع إلى أنهم لم يأخذوا العلم أو لم يتعلموا على يد المشايخ والعلماء، بل جمعوا دينهم من معلومات متفرقة من كتب مختلفة بعضها معتمد لم يفهموه فهمًا صحيحًا وبعضها الآخر غير معتمد من العلماء، فأصبح عندهم معلومات وليس علمًا، ثم شكّلوها وفق أهوائهم فقتلوا الناس يمينًا ويسارًا باسم الدين وهو منهم براء، فقد استندوا على تراث الخَوارِج وغير الخَوارِج مِمَّن اعتنقوا عقيدة التكفير وتمذهبوا به قَديمًا وحديثًا، وصاروا مبعث فتنة ومَصدر فرقة واختلاف وتمزُّق لوحدة المُسلِمين في القَديم والحَديث، كما أن هناك من لا يريد لمنطقتنا الخير ويستهدف العرب والمسلمين؛ ويعتمدون على ضعاف النفوس من الأمم ليكونوا أسلحة توجه إلى تلك الدول لتنال بغيتها، فهم رأوا أن خوضهم حروبًا لتحقيق غايتهم يكلفهم الأرواح والأموال الطائلة فاستعاضوا عن ذلك بتلك المجموعات المارقة لتحقيق مآربهم، والمؤسف أن تلك الجماعات الإرهابية المستأجرة قد اتخذت من الدين ستارًا تخفي خلفه تلك الغايات الدنيئة، وذهبت تجوب بطون الكتب لتخرج بالأدلة التي تبرر عنفها في جهادها المزيف، وهذا يوجب حربها والتصدي لها لأن الأمر- مع هذه الفئة- تعدى الإصلاحات الفكرية والردود العلمية، لأنك لن تجد فيهم آذانًا صاغية ولا قلوبًا واعية.
س: وما موقف دار الإفتاء من هؤلاء الدواعش؟
ج: هم مجموعة من الناس ساديون لا يعرفون الإسلام، وهم مفسدون وبغاة، هم ليسوا دولة إنما هم تقويض للدول القائمة، وإطلاق مسمى الدولة الإسلامية عليهم هو من باب التلبيس على الناس، وما يقومون به اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين، يعد إساءة عظيمة وتشويهًا كبيرًا للإسلام والمسلمين، وأيضًا لتاريخ المسلمين وتراثهم القديم، وهو استخدام لتعاليم الدين الإسلامي بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلي عليهم استخدام الشعارات الدينية، الذي يؤدي بدوره إلى انتشار العنف والصراعات الدينية في مناطق العالم المختلفة تحت دعاوى الحروب الدينية ف"داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية، ارتكبوا كل ألوان الفساد، هتكوا الأعراض، وقتلوا الأنفس، وانتهوا إلى تكفير الأمة، فهم بُغاةٌ بشأن ادعائهم الخلافة الإسلامية فتحقق فيهم الحرابة والبَغى، فأفعال هؤلاء ليست أفعال أهل الإسلام ويجب أن نتوحد في التصدي لهم فكريًّا وأمنيًّا، ونحن بالفعل في دار الإفتاء المصرية بصدد إصدار كتاب مكون من 200 صفحة باللغة الإنجليزية للرد على مزاعم داعش من أنها تريد تأسيس دولة إسلامية، كما سيتم طرح تطبيق على هواتف "الآيفون" لإيضاح ما ترتكبه داعش من أفعال تنافي الدين الإسلامي فور حدوثها، فأفعالهم الإجرامية تلك لم يفعلها أعداء الإسلام، وهو ما يتطلب منا ردًّا قاطعًا وواضحًا.
س: ما الذي تراه واجبًا على علماء الأمة في هذا الظرف الذي تمر به البلاد وما يواجهها من محن؟
ج: في البداية لا بد من التنويه على أنه في أوقات الأزمات والمحن من الواجب على الأمة وعلى أهل كل بلدٍ أن يتَّقوا الله تعالى في أوطانهم، وأن تكون كلمتُهم سواء على ما يُرضِي الله تعالى، وعلى ما يتَّفق مع كتاب الله سبحانه وتعالى، وما يسيرُ على نهج رسولِه صلى الله عليه وسلم فبذلك يحصُلُ الفلاح والصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، أما العلماء فهم مطالبون باستشعار هذا الخطر الذي يهدد الأمم، والالتفات إلى كل فكر منحرف، للتصدي له والرد عليه ردًّا يدحض حججه الواهية؛ لأن من مكامن الخطر في نشوء هذا الفكر غياب دور العلماء وانشغالهم عن القيام بواجبهم في النصح والإرشاد والتوجيه؛ مما أعطى الفرصة لغير الأكفاء والمتطرفين لتصدير أفكارهم إلى عقول الشباب يضلونهم بالفتاوى الباطلة بغير علم والتي تعرض المجتمع إلى الهلاك، ومن دلائل هذه الضحالة الفكرية، وعدم الرسوخ في فقه الدين، والإحاطة بآفاق الشريعة الميل دائمًا إلى التضييق والتشديد والإسراف في القول بالتحريم، وتوسيع دائرة المحرمات، مع تحذير القرآن والسنة والسلف من ذلك.كما أن على رجل الدين في غَمرة أحداث الفتن والمحن أن يحذر الناس من كل سببٍ يجلِبُ العداوةَ، ويشرِخُ الصفَّ، ويكون سببًا في هدم الأوطان والنيل من أهلها؛ فشياطين الإنس والجن حريصة على أن تضل أهل هذا البلد الأمين: قال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ}، فعلينا جميعًا الحذرُ من الانسياق خلف الشائعات المُغرِض، والأكاذِيب التي تروج ضد القائمين على أمرنا، مما يُؤدِّي إلى مفاسِد خطيرة تُهدِّد بُنيان المُجتمع، وتُقوِّضُ بناء الأمة.
س: قضية المرأة المسلمة استحوذت على اهتمام في الداخل والخارج حيث يدعي البعض زورًا أن الإسلام ظلمها فما تعليق فضيلتكم؟
ج: ظهرت قضية المرأة في مجتمعاتنا حين أريد للمفاهيم الغربية الحديثة أن تنقل إلينا مع أنها كانت رد فعل لعصور الظلام التي عاشتها أوربا، ونودي بتحرير المرأة رغم أنها محررة أصلًا في الإسلام بالمعنى الصحيح للحرية.. والغريب في هذه القضية أنها اختزلت في مسألة العلاقة بين الرجل والمرأة وأنها قائمة على التجاذب والصراع بينهما وبذلك لا ينتهي الجدل والتناوش بين ركني المجتمع مما يؤخر الأمة ويشغلها عن قضاياها الحقيقية التي تقف حجر عثرة في نمائها ومواكبة سير التقدم الحاضر واللاحق.
والواقع أن الإسلام نظر إلى علاقة المرأة بالرجل من جانبين رئيسيين، الأول: وحدة الخلق فقد بين لنا القرآن نشأة المرأة وأصل خلقتها وأنها كالشيء الواحد هي والرجل والجانب الثاني المساواة: إذ الأصل أن المرأة والرجل كلاهما مخلوقان مكرمان من جنس واحد فاقتضى ذلك المساواة بينهما في علاقتهما بالله عز وجل وكذلك في علاقتهما ببعضهما ومن مظاهر ذلك مع الله تعالى أنه ساوى بينهما في أصل العبودية له وحده ولم يفضل جنسًا على آخر بل جعل مقياس التفضيل التقوى والصلاح والإصلاح كما ساوى الشرع بين الرجل والمرأة في أصل التكاليف الشرعية وفي الثواب والعقاب أما في علاقتهما ببعض فقد ساوى الخالق بينهما في حق الوجود وعدم مصادرة ذلك الحق من أي من الطرفين، ولذلك جرم الله تعالى ما كان يفعله العرب قبل الإسلام من كراهيتهم أن يرزقهم الله بالأنثى.. كما ساوى الخالق بينهما في أصل الحقوق والواجبات وبهذا التوازن وتلك المساواة ينشأ التكامل المنشود بين الرجل والمرأة وتزداد الأواصر بين الأسرة الواحدة التي هي نواة المجتمع وصولًا إلى بناء الأمة القوية التي تدرك تمامًا أن المزية بين الجنسين لا تقضي الأفضلية وأن اختلاف الوظائف والخصائص لا يعد انتقاصًا لنوع أو تمييزًا لآخر فمكانة المرأة في الإسلام لم تقتصر على كونها أول مؤمنة في الإسلام (السيدة خديجة رضي الله عنها) وأول شهيدة (السيدة سمية رضي الله عنها) وأول مهاجرة (السيدة رقية مع زوجها سيدنا عثمان رضي الله عنهما) بل تعدت مكانتها عبر العصور فحكمت المرأة وتولت القضاء وجاهدت وعلمت وأفتت وباشرت الحسبة وشاركت بالرأي وساهمت في بناء المجتمع وغير ذلك الكثير مما يشهد به تاريخ المسلمين، وأرى أن المرأة المصرية تمضي إلى هذه الغاية وتكسب كل يوم المزيد بما يمكنها من المشاركة في بناء الدولة.
س: كيف ترون دعوات الجهاد وإعلان الخلافة التي تطلقها الجماعات المتطرفة لتبرير أفعالهم الإرهابية وهل هذه الأفعال من الإسلام؟
ج: إن مفهوم الخلافة الإسلامية والجهاد من أكثر المفاهيم الإسلامية التي تعرضت إلى التشوية والابتذال في وقتنا الحاضر حتى أضحى ملتبسا لدى أوساط غير المسلمين، بل وبين المسلمين أنفسهم وفي الدول ذات الأغلبية المسلمة. وما نشهده اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين تحت مسمى الخلافة الإسلامية المزعومة، يُعد إساءة عظيمة وتشويه كبير للإسلام والمسلمين، وأيضًا لتاريخ المسلمين وتراثهم القديم، وهو استخدام لتعاليم لدين الإسلامي، بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلي عليهم استخدام الشعارات الدينية، والذي يؤدى بدوره إلى انتشار العنف والصراعات الدينية في مناطق العالم المختلفة، تحت دعاوي الحروب الدينية. وعلى وسائل الإعلام المختلفة أن تتبني المصطلحات الصحيحة في توصيف تلك الجماعات والحركات، وعدم الانجراف في تبني المُسميّات التي تطلقها تلك الحركات على أنفسها كمصطلح "الدولة الإسلامية" أو "الخلافة الإسلامية"، فهي من جانب تحاول أن تحصل على توصيف الدولة، رغم أنها ليست كذلك، كما أنها تحاول أن تلصق صفة الإسلامية إليها على غير الواقع؛ فلا هي دولة ولا هي تمت للإسلام بصلة.
س: تقومون بحملة عالمية لتصحيح صورة الإسلام في الغرب.. من وجهة نظر فضيلتكم ما دورنا في بيان الصورة الصحيحة عن الإسلام وإزالة المفاهيم المغلوطة عنه لدى الغرب؟
ج: على المسلمين في كل مكان بذل الجهد لتقديم صورة الإسلام المشرقة للعالم، بالحكمة والموعظة الحسنة والسعي لمحو أي مفاهيم مغلوطة عن هذا الدين العظيم وعن رسوله الكريم، من خلال توضيح أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أنه أسس دولة قامت على الحق والعدل والمساواة، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكره أحدًا على دخول الإسلام، وكيف أنه نشر الدين في كل بقاع الدنيا بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوضيح أن هذا الدين الإسلامي تتفق مبادئه التي نصت عليها الشريعة الإسلامية مع مبادئ حقوق الإنسان التي كان هدفها إعلاء قيمة الحفاظ على الإنسان من خلال الحفاظ على الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وعلينا أن نوضح لهم كيف أن هذا الدين حفظ للمرأة حقوقها وأعلى من قدرها أمًّا وزوجة وأختًا وبنتًا، وكيف أن الإسلام يوقر الكبير ويرحم الصغير وغيرها من الأخلاق والآداب الإسلامية، الفرصة الآن سانحة أمام المسلمين لتوضيح حقيقة الدين الإسلامي، والبحث عن وسائل نشره وتقديم صورته المتسامحة لا الإساءة إليه بسلوك عشوائي عاطفي تأثيره سلبي ومحدود، ودار الإفتاء المصرية كانت لها سابقة في هذا الأمر؛ حيث قامت بعمل مشاريع كثيرة للتوعية والتعريف بالدين الإسلامي وحضارته، وذلك بإيفاد علمائها للخارج لتوضيح الصورة وفق إستراتيجية وضعناها في الدار لتصحيح صورة الإسلام في الخارج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.