مؤشرات كثيرة تؤكد ما بثته تقارير إستراتيجية تؤكد أن إسرائيل تريد فصل غزة عن فلسطين “,”الضفة الغربية الآن“,”، وإقامة مخيمات فلسطينية في سيناء، لتتحول بمرور الوقت إلى دولة فلسطينية تضم غزةوسيناء مع فصل شبه الجزيرة عن القاهرة. وقد كتب محمد حسنين هيكل في معرض حديثه عن محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين في أواخر القرن المنصرم عن إستراتيجية استعمارية حيال الشرق الأوسط، سماها “,”فصل الساحل عن الداخل“,” أي تفتيت مساحة الدول بحيث تنفصل فيه المساحة المطلة على البحر أو الأطراف عن المساحات الداخلية، ولا شك أن فصل سيناء عن مصر يحجم من قوة مصر في الشرق الأوسط، التي تكتسب معظم مكانتها من موقعها الإستراتيجي وأهمه إطلاله على آسيا عبر سيناء، وأوروبا عبر البحر المتوسط. من هنا جاءت فكرة حصار مقاطعة غزة بعد فصلها سياسيا عن الضفة الغربية بعد استيلاء حماس على السلطة، وعدم ترك أي منفذ لها سوى معبر رفح أو الأنفاق. الغريب أن صحيفة إسرائيلية مثل “,”جيروزاليم بوست“,” تباكت بعد الإطاحة بمرسي، وهدم 70% من الأنفاق، حول معاناة شعب غزة الذي يلجأ إلى الأنفاق لتسيير أمور معاشه، وبالنغمة ذاتها انتقدت صحيفة “,”وول ستريت جورنال“,” هدم الأنفاق باعتباره يحقق كارثة إنسانية، تغذي النزعة المتشددة التي تهدد أمن إسرائيل!. وخلال حكم مرسي عبر المعبر المصري 40 ألف شخص كل شهر على امتداد العام، وفقا لنيويورك تايمز، وبعد الإطاحة بمرسي خففت إسرائيل من القيود على معبر إيريز أو بيت حانون شمال قطاع غزة بالاتفاق مع وزارة الشئون المدنية الفلسطينية وبين السلطات الإسرائيلية، على ألا يكون المعبر الذي يقع تحت السيطرة الإسرائيلية بديلا عن معبر “,”رفح“,”. وتنقل صحيفة “,”نيويورك تايمز“,” في تقرير لها نشر، اليوم، على موقعها الإلكتروني عن جمعية “,”المسلك“,”، مجموعة إسرائيلية تتعقب أحوال المعبر وتهتم بحرية الحركة، أنه تم وقف حركة المرور من معبر رفح بنسبة 75% منذ 3 يوليو وقت الإطاحة بمرسي، وأكدت الصحيفة الأمريكية أن معبر رفح هو “,”المعبر الرئيسي وبوابة غزة إلى العالم بالنسبة إلى معظم سكان غزة“,”، ولم تذكر الصحيفة لماذا يكون المعبر المفضي إلى سيناء هو بوابة سكانها على العالم وليس معبر إيريز- بيت حانون. وبعد سماح مصر بفتح المعبر أربع ساعات يوميا، نقلت الصحيفة الأمريكية عن فلسطيني يدعى “,”أبو صبحة“,” بأن فتح المعبر أربع ساعات في اليوم غير كاف. وكان غازي حمد، وكيل وزارة الشئون الخارجية في حكومة حماس المقالة، قد ندد بغلق معبر رفح الأربعاء الماضي، وفي ذات الوقت أكد أنه “,”لا يمكن أن يقبل فلسطيني بأن يكون معبر بيت حانون - إيريز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية بديلا عن معبر رفح“,”، وأضاف المسئول الحمساوي أن فتح معبر رفح “,”حق دولي يجب أن يتمتع به سكان قطاع غزة“,”، وفي تبرير هزلي لهذا “,”الحق الدولي“,” الذي يجبر دولة مستقلة على فتح حدودها مع غزة، وتجاهل كيان محتل يغلق في وجه سكان القطاع حرية الحركة على أراضيهم، يقول حمد مبررا: “,”إن 90% من سكان غزة لا يتمكنون من السفر عبر معبر بيت حانون كونهم ممنوعين من الدخول إلى الضفة الغربية والأراضي المحتلة“,”، وكأن هذا المنع الإسرائيلي أمر واقع لا يجوز التنديد به، بينما المرور على الأراضي المصرية “,”حق دولي“,”. وقد نجحت حركة حماس في استغلال الوضع الأمني المتردي في سيناء بعد ثورة 25 يناير، في إقامة روابط بينها وبين ميليشيات جهادية، التي بدأت توطد مكانها في شبه الجزيرة المصرية، والتي قام بعضها بعمليات متكررة ضد الجيش المصري من خطف الجنود إلى قتلهم كما حدث في مذبحة رفح الأخيرة.