قال طارق الخولي المنسق العام لجبهة الجمهورية الثالثة، والمتحدث الإعلامي السابق للجبهة الديمقراطية لحركة 6 أبريل: إن الحركة قامت فكرتها بالأساس على تحريك الجماهير نحو نظام ديمقراطي وكان حلما وطنيا، لكن للأسف بدأت قيادات الحركة تنحرف في نهاية 2010 عن مسارها التي قامت على أساسه. وأضاف في حوار مع "البوابة نيوز": أن الحركة تجني ثمار مساراتها الخاطئة، بسبب عدم إخلاصهم الوطني واستخدامهم كأداة لمخططات خارجية. - حدثنا عن تجربتك مع حركة شباب 6 ابريل؟ - انضممت لحركة شباب 6 أبريل في يونيو عام 2010، وانشققت عنها في أغسطس 2012 وأسست الجبهة الديمقراطية لحركة شباب 6 أبريل، وكانت الحركة موجودة منذ ما يقرُب من سنتين، وعندما انضممت لها قمت بالإشراف على أكثر من شىء، فكنت عضوًا بمجموعة شبرا ثم تدرجت لأتولى مسئولية العمل الجماهيري في القاهرة. واتسمت هذه الفترة بالزخم السياسي، حيث قامت ثورة 25 يناير، وتولى المجلس العسكري حكم البلاد، وشهدت البلاد في تلك الفترة أحداثا مصيرية، وكانت فكرة 6 أبريل البداية حلما وطنيا نقيا، لكن تحول بعد ذلك إلى كابوس. - ماذا تقصد بتحول الحلم إلى كابوس؟ - قامت فكرة الحركة بالأساس على تحريك الجماهير نحو نظام ديمقراطي وكان حلما وطنيا، لكن للأسف بدأت قيادات الحركة تنحرف في نهاية 2010 عن مساراها التي قامت على أساسه، وبالتالي اتخذت في هذه اللحظة قرارا بأن أرحل، وكان أمامي وقتها خياران، إما أن أرحل في صمت كباقي المنشقين عن الحركة أو الدخول في معركة غير متكافئة مع أحمد ماهر منسق عام الحركة وأعوانه الذين كانوا يمتلكون وقتها منابرهم الإعلامية لتشويه من يعارضهم، أو يكشف ويفضح أمرهم، وبالفعل اتخذت قرار بالمواجهة وفضح كل ممارساتهم أمام الرأي العام وأعلنت في 17 ابريل 2011 تأسيسي الجبهة الديمقراطية لحركة 6 أبريل، ومنذ هذا الوقت بدأت الحرب الطاحنة بيني وبينهم. - كيف انحرفت الحركة عن مسارها؟ - انحرفت عندما دس قيادتها سم الفوضى في عمل الديمقراطية، حيث عملوا على استغلال حماس الشباب المؤمن بالديمقراطية، وتقدم له أفكار هدامة تقوم على الفوضى على أنها من مبادئ الديمقراطية، اذن فانت تنحرف عن ما المبادئ التي أعلنت عنها من قبل، وبعد وصول الإخوان إلى الحكم، ارتمت في الحركة في أحضانها بعد أن تم اختراقها، ونجحت الجماعة في احتواء قوى الثورة إما بالتطويع أو التفاوض على أن تحصل هذه القوى على مكاسب سياسية مقابل أن تلحق بقطار جماعة الإخوان وتأييد قراراتها ودعمها وهذا ما حدث مع جبهة أحمد ماهر حيث حصل على كرسي الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، مقابل دعمه لجميع قرارات الرئيس وجماعته حتى لو كان على حساب قوي الثورة، كما أن القوى التي لم تستطع جماعة الإخوان تطويعها حاولت تشويهها بطريقة ممنهجة أو شق صفوفها مثلما حدث للجبهة الديمقراطية في حركة 6 أبريل، وهذا ما استمر يستمر حتى الآن بدليل منح الحركة لقب الأم المثالية لكل من الناشطة السياسية الدكتورة ليلي سويف والدة الناشط علاء عبد الفتاح وسناء عبد الجواد زوجة القيادي الإخواني محمد البلتاجي. - كيف ترى حكم حظر 6 أبريل، والتحفظ على أموالها؟ - الحركة تجني ثمار مساراتها الخاطئة، في بداية نشأة الحركة كانت صاحبة فكرة وطنية نقية، ولكن تحولت سريعًا إلى كابوس على يد قياداتها الذين أداروها منذ نشأتها وحتى الآن، بسبب عدم إخلاصهم الوطني واستخدامهم كأداة لمخططات خارجية، و6 أبريل بشكلها الحالي ليست هي السابقة باستثناء القيادات فقط، وأصبحت أقل بكثير لا تتعدى العشرات من الشباب، فكل من دخل الحركة بغرض وطني خرج منها ولم يتبقي فيها سوى قيادات انحرفوا عن المسار الوطني ومجموعة ليست لديهم الإدراك الكافي يتم إثارتهم بشعارات ثورية رنانة لتحقيق أهداف يعلها قيادات الحركة جيدًا تصب جميعها في مصلحة جماعة الإخوان في الداخل، ومصالح تركيًا وأمريكا في الخارج. - كم بلغت عدد الانشقاقات من الحركة ؟ - حركة 6 أبريل لم يأت عليها يوم إلا وشهدت انشقاقات من أعضائها، لكن هذه الانشقاقات لم تشهد صدى إعلاميا كبيرا، حيث كان يسيطر أحمد ماهر ورفاقه على الآلة الإعلامية، أما الآن فلن يزيد أعضاء الحركة عن العشرات.