سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد اتفاق لوزان.. هل رفعت إيران الراية البيضاء؟.. الشهاوي: يدخل المنطقة في سباق تسلح نووي وطهران مستمرة في طموحاتها النووية.. والرشيدي: لا مخاوف أمنية من طهران إذا صدقت نواياها
فى لوزان، سويسرا، أعلنت الولاياتالمتحدةوإيران والاتحاد الأوروبى وروسيا والصين أنهم "توصلوا إلى حلول بشأن المعايير الأساسية" لاتفاق نووى مع إيران، هذا الاتفاق عبارة عن وثيقة إطار من أربع صفحات تحدد ثوابت النقاط الأساسية للتفاوض وهى تخصيب اليورانيوم، المراقبة وعمليات التفتيش، العقوبات ومدة الاتفاق، ومن المتوقع أن ينص الاتفاق المحتمل توقيعه فى يونيو المقبل على أن تقوم إيران بخفض عدد أجهزة الطرد المركزى بمقدار الثلثين وتحتفظ بالثلث فقط وإعادة بناء مفاعل أراك من جديد بحيث يقتصر على الأبحاث وإنتاج النظائر المشعة الطبية بدون إنتاج البلوتونيوم، المادة الأخرى التى يمكن استخدامها للتوصل إلى صنع القنبلة الذرية، وسيخضع لعمليات تفتيش مشددة للأمم المتحدة كما تخفيض مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 98%. وفى الوقت الذى اعتبرت فيه الدول الغربية أنها حققت نجاحّا كبيرّا فى مفاوضاتها مع إيران، تعتقد طهران أيضا أنها نجحت فى تحقيق مسعاها ونزل الشعب الإيرانى للاحتفال بما اعتبروه نجاحا كبيرا لدبلوماسية بلادهم، فالاتفاق ينص على أن ترفع العقوبات الأمريكية والأوروبية وخاصة الدولية التى تفرضها الأممالمتحدة تبعا لاحترام إيران لالتزاماتها، وعلى الرغم من اعتقاد الإدارة الأمريكية بأنها نجحت فى تقويض البرنامج النووى الإيرانى وجعله قاصرّا على الأغراض السلمية إلا أن بعض الخبراء الدوليين يرون أن الأمور لا تزال ضبابية وتتسم بعدم الوضوح وقد لفتت المحللة كيلسى دافنبورت الاختصاصية فى مسائل عدم الانتشار النووى إلى أن الاتفاق الإطار الذى تم التوصل إليه فى لوزان "لا يحدد جدولا زمنيا معينا كى تمتثل إيران للتدابير المطلوبة فى إطار تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأكد المحلل فى مجموعة الأزمات الدولية علي فايز أن ما أنجز يبقى "هشا جدا" لافتا إلى القوة "المخيفة" لمعارضى هذا الاتفاق، فضلا عن ذلك "هناك مسائل عديدة شائكة للغاية سيتوجب حلها فى الأشهر الثلاثة المقبلة"، لأن الشيطان يكمن فى التفاصيل والاتفاق الإطار الذى أعلن مساء الخميس فى لوزان يتضمن جوانب عديدة ضبابية وغامضة، وفى الوقت الذى تؤكد فيه إيران أنها رفعت الراية البيضاء وأنه لا نية لديها لامتلاك السلاح النووى تبدى الدول العربية مخاوفها من دور محتمل لإيران فى المنطقة بمساعدة أمريكا كنوع من المكافأة لها على تخليها عن حلمها النووى ما يعنى أنه سوف تكون هناك تدخلات عسكرية إيرانية فى العديد من دول المنطقة العربية خاصة فى اليمن والبحرين كما فى العراق وسوريا ما يعنى أن المنطقة مقبلة على حرب إقليمية على أسس طائفية. ويرى اللواء محمد عبدالله الشهاوى رئيس أركان الحرب الكميائية الأسبق والمستشار بكلية القادة والأركان: أن الاتفاق بين إيران والغرب حول برنامجها النووى قد يدخل المنطقة فى سباق تسلح نووى وذلك فى إطار فكرة التوازن الأمنى لمنطقة الشرق الأوسط، وأكد الشهاوى فى تصريح ل"البوابة نيوز": أن أمريكا تدفع بطهران لتكون بمثابة شرطى لها فى المنطقة العربية بعد نجاحها فى أداء هذا الدور فى العراق. وأضاف: أن طهران لن تترك هذا الانتصار النووى الذى حققته وستعمل على تطوير قدراتها النووية فى المستقبل. وأوضح الشهاوي: أن إيران تعتقد أنها خرجت منتصرة من هذه المفاوضات كونها نجحت فى رفع العقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب بسبب برنامجها النووى وأن رفع هذه العقوبات سيكون له مردود اقتصادى كبير سيتم استثماره فى خدمة المشروع الإيرانى المتمثل فى التمدد الشيعى داخل المنطقة كما تطوير برنامجها النووى والدخول فى مفاوضات أخرى مع الغرب مستفيدة من خبرتها السابقة فى هذا الإطار، كما أن أمريكا تعتقد أنها نجحت فى كبح الطموح الإيرانى بتقويض برنامجها النووى ليكون قاصرا على الأغراض السلمية وذلك بتخفيف أجهزة الطرد المركزى إلى 500 جهاز فقط. وأضاف الشهاوي: أنه وفى المقابل توجد مخاوف عربية من تداعيات ذلك على التوازن الأمنى فى المنطقة لا سيما فى الخليج العربى كما تخوفات إسرائيلية من احتمال سعى الدول العربية إلى السير على ذات الطريق الإيراني. وأشار الشهاوى إلى ضرورة دراسة الاتفاق الإيرانى الغربى جيدّا وفهم إطاره العام ومبادئة بشكل جيد وتقيم الوضع وعلى ضوء ذلك يجب أن تكون هناك استراتيجية عربية للحد من التداعيات السلبية لهذا الاتفاق على أمن المنطقة. ويرى السفير جلال الرشيدى مندوب مصر السابق لدى الأممالمتحدة: أن اتفاق إيران والدول الغربية حول برنامجها النووى سيمهد لها الدخول فى علاقات قوية مع كل دول المنطقة إذا ما صدقت نواياها ودقة مراقبة وكالة الطاقة الذرية للمفاعلات النووية الإيرانية. واعتبر الرشيدى فى تصريح ل"البوابة نيوز" أن اتفاق لوزان خطوة على الطريق الصحيح كونه يحافظ على مبدأ التوازن الأمنى فى المنطقة، مضيفا أن طهران سوف تجنى الكثير من المكاسب الاقتصادية بتنفيذ هذا الاتفاق نتيجة رفع العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة عليها من قبل الغرب والأممالمتحدة ناهيك عن تطوير علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج خاصة الإمارات والكويت. وأشار الرشيدى إلى المكاسب العسكرية التى ستجنيها طهران من وراء اتفاق لوزان وذلك بتطوير قدراتها العسكرية والتقنية فقد أعلنت روسيا عقب إطار الاتفاق مباشرة أن تسعى إلى تدعيم علاقاتها العسكرية والتقنية مع طهران. وأوضح الرشيدى أن روسيا سوف تعمل على تجديد أجهزة الطرد المركزى الخاصة بالمفاعلات النووية الإيرانية وستساهم فى إعادة بناء هذه المفاعلات وهنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار احتمالية مرواغة إيران للمجتمع الدولى ومفاجأتنا بامتلاكها السلاح النووى بعد وقت ليس بالبعيد لا سيما فى إطار علاقاتها القوية بموسكو.