قال الشيخ نشأت زراع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، إنه "لا يختلف اثنان على أن من أهم ألوان الحفاظ على الكرامة الانسانية فى الاسلام الحفاظ على حق الضعفاء فى المجتمع، فاذا كان للقوى جسد يحميه ويد يبطش بها وليس للضعيف ذلك فله دين يستحق بسببه ان تحفظ كرامته، لأنه شيء طبيعى أن الناس تتفاوت فى كل شيء فى الصحة والمرض فى الفقر والغنى فى السراء والضراء". وتابع: "كل مجتمع فيه الضعفاء، انظر الى الضعفاء فى أى مجتمع والى احوالهم فهم مقياس وترمومتر ومؤشر نقيس به المجتمع ونحكم عليه اذا كان يراعى ضعفائه ويتكافل معهم ويرحم ضعفهم فهو مجتمع انسانى متراحم متحضر متكافل والا فهو العكس". جاء ذلك خلال خطبة اليوم الجمعة، تحت عنوان "عناية الاسلام بالضعفاء والايتام وذوى الاحتياجات الخاصة"، متسائلا: "ماذنب الضعيف والفقير، فلقد عاتب القرآن الرسول لانه جرح مشاعر رجل ضعيف اعمى وهو عبد الله من ام مكتوم فنزل القران يعاتب النبى "عبس وتولى ان جاءه الاعمى "والقرآن والسنة ووصايا الخلفاء مليئة بالوصية بالضعفاء فكلنا نولد ضعفاء نحتاج الى رعاية واهتمام الاخرين ثم يرزقنا الله القوة لنقوم برد الجميل وشكر النعمة فنؤدى نفس الدور الذى قام به غيرنا ثم نعود مرة اخرى الى الضعف لنحتاج مرة اخرى الى رعاية الاخرين، انها سنة الله فى الدنيا وتلك الايام ندوالها بين الناس". واضاف: "الضعفاء فى المجتمع كثيرون ولهم حقوق وواجبات على الجميع على الدولة بمؤسساتها وعلى منظمات المجتمع المدنى وعلى الافراد كل واحد على قدر طاقته لابد ان تترسخ هذه الثقافة لدى الجميع انها من ثوابت الدين ومن اسباب التراحم فى المجتمع". وتسائل: "من يضمن لنفسه ان يبقى قويا معافى دائما فأنت اليوم قوى غدا ضعيف انت اليوم غنى غدا فقير انت اليوم صحيح غدا سقيم فانظر الى ابعد من واقعك اليوم انظر الى غدك والى المستقبل وافعل الخير ولاتنتظر الجزاء الا من الله كما قال احد الصحابة حينما كان يزرع شجرة الجوز فى اواخر حياته وهو لايأكل منها يقينا، فقال وماذا على ان يكون لى زراعتها ولغيرى ثمرتها زرع من قبلنا فأكلنا ونزرع لكى يأكل من بعدنا". وتابع: "من امثلة الضعفاء فى المجتمع ولهم علينا واجبات مثل المعاقين والمرضى والمسنون والغارمين والمظلومون والاطفال والمرأة وخاصة الارملة والمطلقة وللحقيقة كلمة حق الدولة تحملت اعباء كثيرة نحو الارامل والمطلقات بعد ان تخلى عنهم ازواجهم وانفقت عليهم مئات الملايين وهذا كما يقال شكر على واجب". وأكمل: "اليوم الجمعة الاولى من شهر ابريل وقد ابتدع الاخيار سنة حسنة ليكون هذا اليوم من كل عام عيدا لليتيم ويكون انطلاقا للاحسان لليتيم طوال العام فقد اعتبر القران ان من التكذيب بالدين هو اهانة اليتيم ( ارايت الذى يكذب بالدين فذلك الذى يدع اليتيم ) اى يدفعه ويهينه ولا يحض على اكرامه، وعلينا جميعا الاحسان لليتامى وللضعفاء عموما فى المجتمع لان المجتمع تظهر انسانيته فى علاقته بالضعفاء واليتامى وقد بشر النبى من يرعى اليتامى (انا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين واشار بالسبابة والوسطى).