أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بالدقهلية، خلال خطبة الجمعة الموحدة، اليوم، تحت عنوان "التضامن العربي وآفاق المستقبل"، أن الإسلام والقرآن رسالتان عالميتان ويطالبان بالتضامن الانسانى العالمى، لأن القرآن يبين لنا أن البشر جميعا أبناء أب واحد وأم واحدة، مضيفا: "هناك وحدة الاصل اننا جميعا من نفس واحدة". وأضاف: "هناك أخوة مشتركة ورباط واحد يجمع البشرية وهناك أمر من الله تعالى للبشرية بأكملها أن تتعاون على البر والخير والإنسانية وليس على الاثم والضرر والحروب، فيجب التضامن البشرى والتعاون الانسانى بين سكان الكرة الأرضية على عمارة الأرض وسلامة الكون ومحاربة الفقر والمرض والجهل والجوع والعنف وزراعة الصحارى وإنقاذ الملايين الجائعة في كل مكان، فلا يصح انسانيا أن يموت ناس جوعا ويموت اخرون ترفا وبطنة". وأشار "زارع" إلى أن نداء القرآن كان للناس جميعا وليس للمسلمين فحسب فجعل القرآن اختلاف العقائد ليس للعداء ولا للكراهية ولا للتباغض ولا للقتال والحروب والخراب وإنما للتعارف وللتعايش وللتكامل ولتبادل المعلومات والخبرات لكى يعيش الإنسان فترة حياته كريما سعيدا ويستطيع عمارة الأرض، التي هي هدف وغاية عظمى مطلوبة من الإنسان أيا كان لونه وأيا كان عرقه وجنسه وعقيدته. وأوضح أن تلك الهداف النبيلة مطلوب تنفيذها من البشرية باكملها التضامن والتعايش والتعارف والتكامل وتبادل المعلومات، وطالما أن في البشر الاخيار والاشرار سنة الله في الأرض وأصبح العالم تكتلات وأصبح العالم لايعترف إلا بالأقوياء لأن لغة المصالح والمطامع والانانية تسيطر على الكثير وأصبح الانحراف الفكرى له أخطاره المدمرة كما راينا، فان فقه الواقع والأولويات وفقه الضرورات وفقه الحياة يفرض علينا أن نتضامن ونتكتل يدا واحدة لا للعدوان ولكن لحماية امننا واوطاننا ومصالحنا ومستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة الذي اصبح في خطر بسبب التطرف الدينى وانتشار العنف وحمامات الدماء". وأكد أن "العرب هما دماغ الإسلام والواقع يفرض عليهم أن يتكتلوا يدا واحدة ومنذ عقود يطالب الجميع بجيش عربى موحد وحلف عربى لحماية مقدساتنا واوطاننا حتى يهابنا الاخرون فنحن ولا ثقافتنا دعاة عنف ولكن إذا فرض علينا يجب أن نحمى شعوبنا واوطاننا ومصالحنا والا فلاقيمة لحياتنا للآسف في السنوات الأخيرة اشتعلت في بلدنا العربية موجة عنف وتدين مغشوش وإرهاب خربت بلاد باكملها على ايدى ابنائها وليس أعدائها". وأكمل: "كنا نتمنى أن يكون هذا التحالف منذ زمن ونتمنى أن لايكون ضد بلادا عربية ولكن الإرهاب والعنف تسبب في تشريد الملايين وقتل مئات الآلاف وملايين من الفقراء ويجب أن يكون هذا التحالف مستمرا للدفاع عن أوطاننا العربية واستعادة الهيبة ويجب أن تتعلم الأجيال أن للاتحاد معان غزيرة، من أهمها حب الوطن، وأهمية الانتماء إليه، والمحافظة على المكتسبات، والحفاظ على الأرض، والعرض، والدم،حتى تمضي مسيرة نهضة الأمة، متمسكين في ذلك جميعا بحبل الله المتين". وختم الإمام خطبته قائلا: "نتخيل هذا التحالف العسكري بين بلادنا العربية مفعلا فلا تستطيع أمريكا ولا إسرائيل الاعتداء على دولة عربية الا بحساب وتفكير وعلى الأمة الإسلامية والعربية إذا أرادت التقدم والرقى فمالها سبيل إلا التضامن والاتحاد، فبالتضامن تقوى الأمم والفرقة تضعفها وبالتضامن تتقدم الأمم والفرقة تؤخرها وبالتضامن يزدهر الاقتصاد والفرقة تضعفه التضامن عمل وكسب واستثمار التضامن علم وازدها".